تعد خلاصة الأخبار أكبر مصدر للعائدات والأرباح بالنسبة لشركة فيس بوك، وهي أيضا مصدر مشاكلها الأساسية خصوصا فيما يتعلق بظهور الأخبار المزيفة والمنشورات التي تروج لخطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة والتي تتلاعب بالرأي العام.
مصادر المنشورات متعددة، منها الصفحات الشخصية للمستخدمين والأصدقاء والأشخاص الذين يتابعهم المستخدم، وأيضا المجموعات وهناك الصفحات العامة.
في إعلان جديد، قالت الشبكة الاجتماعية إنها تستفيد من إشارات جديدة مثل استطلاعات المستخدمين لتحديد أولويات المشاركات من الأصدقاء المقربين والمحتوى الذي قد تجده مفيدًا.
يمثل هذا التحول تطور فيس بوك المستمر من منصة عامة إلى مساحة شخصية مغلقة أكثر، من خلال التركيز على التفاعلات الهادفة بين الناس، تسعى شركة التواصل الاجتماعي إلى الابتعاد عن سلسلة من القضايا – الاستقطاب والأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والمحتوى المتطرف – التي أدت إلى تآكل ثقة الجمهور بها خلال السنوات القليلة الماضية.
صرح مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك مؤخرًا بأن اتجاه الشركة سيتحول من كونها شبكة اجتماعية عامة حيث يقوم الناس ببث المعلومات إلى شبكة إجتماعية خاصة تركز على المجموعات والتفاعل بين المستخدمين.
تعمل خوارزمية خلاصة الأخبار بالفعل على عوامل مثل عدد المرات التي تتفاعل فيها مع صديق معين، وعدد الأصدقاء المشتركين بينكما، وما إذا كنت تحدد هذا الشخص كصديق حميم.
-
التركيز على المنشورات من الأصدقاء المقربين
من خلال إجراء استطلاعات لمراعاة الأصدقاء والصفحات التي ترغب في الاطلاع على تحديثاتها بالفعل في خلاصة الأخبار، يبدو أن فيس بوك يتبع أسلوبًا يشبه التعهيد الجماعي لتصنيف المشاركات في الخلاصة.
هذا يعني بشكل فعال أنك سترى المزيد من المشاركات من أقرب أصدقائك بدلاً من معارفك البعيدة والجديدة أيضا.
أغلبية المنشورات ستظهر لك من الأشخاص الذين تتفاعل أكثر مع منشوراتهم وتهتم بما يكتبونه وما ينشرونه.
-
ضرب العناوين المضللة
وعلى نفس المنوال، أجرى فيس بوك استطلاعات لمعرفة نوع الروابط التي يتفاعل الناس معها أكثر، ثم قامت الشبكة الاجتماعية بجمع هذه المعلومات مع تفاصيل أخرى حول المنشور مثل نوع المنشور (رابط، فيديو، إلخ)، الناشر، والمشاركة التي تلقاها وهذا للتنبؤ بدقة إذا كان من المحتمل أن تجد رابطًا ذا قيمة.
من المرجح أن يكون للتغيير تأثير سلبي على الصفحات التي تنشر روابط لمقالات بعناوين مضللة، ويترتب على تحركات مماثلة قام بها موقع فيس بوك الشهر الماضي للتخلص من المحتوى غير الأصلي والتضليل والأشكال الأخرى من “المحتوى السيء ” الذي يضرب “الجودة الشاملة للخطاب” على منصته.
هذا يعني أن مواقع الويب التي تنشر في المقام الأول مقالات وروابط مصممة بالأساس لتنتشر على الشبكات الإجتماعية من خلال التلاعب بالعناوين والترويج للشائعات ستتضرر على مستوى الزيارات التي تحصل عليها من هذه المنصة.
-
لماذا استخدمت الشركة الإستطلاعات لإجراء التغييرات؟
أصبحت الشركة محتارة بخصوص جودة المحتوى على منصتها والتحكم فيه وتوجيه الناس للإبتعاد عن الأخبار المزيفة لهذا فهي تفضل أن تعرف آرائهم بشكل مباشر وتعمل على تحسين خدمتها لتكون لائقة لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.
يبدو أن استخدام استطلاعات المستخدم يشبه إلى حد كبير التصفية التعاونية، والتي تعمل عادةً من خلال استقراء أوجه التشابه بين أذواق المستخدمين من أجل تقديم تنبؤات جديدة.
تعتمد أنظمة التوصية عادةً على مثل هذا التصفية لتقديم توصيات مخصصة لتفضيلاتك، يستخدم نتفليكس و أمازون بالفعل هذه التقنية لاقتراح عناوين الأفلام والتسوق للمنتجات (“العملاء الذين اشتروا هذه السلعة اشتروا X أيضًا”).
نهاية المقال:
فيس بوك مصرة على أن فوضى الأخبار المزيفة سيدفعها ناشري الأخبار الفيروسية على المنصة والمسوقين الذين أغرقوها بالهراء.