خفض سعر الفائدة قبلة الحياة للبورصات ودعم للحرب ضد الصين

خفض سعر الفائدة قبلة الحياة للبورصات ودعم للحرب ضد الصين

كان شهر ماي المنصرم الأسوأ منذ بداية هذه السنة خصوصا وأن البورصات تلقت فيه صدمة فشل المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وعودة الحرب التجارية إلى سابق عهدها بل إلى أسوأ من أي وقت مضى.

هذه الحرب التجارية وتباطؤ الإقتصاد العالمي وموجات البيع القوية التي تشهدها أسواق الأسهم العالمية، دفعت سابقا البنك المركزي الأمريكي إلى اعادة النظر في رفع سعر الفائدة، والعمل على ابقائها ثابتة دون أي زيادة.

المفترض أن البنك المركزي سيعمل على رفعها مرة واحدة هذا العام ومرتين العام المقبل إذا سارت الأمور على نحو جيد وواصل الإقتصاد الأمريكي والعالمي نمو وزخمه.

لكن مع تباطؤ الإقتصاد بشكل عام يدفع البنوك المركزية إلى خفض سعر الفائدة لإنعاشه من جديد، والبيانات الإقتصادية السلبية التي صدرت الفترة الماضية وتصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن تفرض خفض سعر الفائدة.

  • خبر سار للبورصات والأسهم العالمية

الآمال في خفض أسعار الفائدة وإيجاد حل للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والمكسيك دفعت الأسهم الأمريكية أمس الثلاثاء بشكل قوي ليكون ثاني افضل يوم للتداول خلال العام الجاري.

قفز مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 500 نقطة، في حين ساعد انتعاش أسهم التكنولوجيا ناسداك على استعادة خسائرها الحادة من يوم الاثنين.

أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة إذا كانت هناك نزاعات تجارية أمريكية متعددة تهدد التوسع الاقتصادي الأمريكي.

في الوقت نفسه، قال وزير خارجية المكسيك إنه يتوقع أن تعقد بلاده صفقة تجارية مع الولايات المتحدة وأن تتجنب الرسوم الجمركية.

كسبت شركة أبل 3.7 ٪، وارتفعت مايكروسوفت 2.8 ٪، أضافت نفيديا 6.9٪ حيث سجلت شركات صناعة الرقائق بعض أقوى المكاسب وهذا بفضل ارتفاع أسعار بيتكوين وتنامي نشاط التعدين.

  • هل سيخفض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة؟

لم يقل السيد باول صراحة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة، لكن تعليقاته أرسلت إشارة إلى أن البنك المركزي يراقب حروب السيد ترامب التجارية بحذر، وعلى استعداد لدرء أي ضرر اقتصادي. بينما كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يراقب عن كثب آثار الحرب التجارية على الاقتصاد، كانت تعليقات باول هي الأولى له منذ تصعيد الرئيس لنزاعه من خلال تهديد الرسوم الجمركية على جميع السلع المكسيكية.

أدى انتعاش أسواق الأسهم إلى إقناع بعض المستثمرين بالخروج من سوق السندات الحكومية، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض والعائدات – التي تتحرك في الاتجاه المعاكس – للأعلى.

  • دعم للحرب التجارية الأمريكية ضد الصين

ولكن في إشارة إلى استعداده للحد من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب التجارية، فإن رئيس البنك المركزي الأمريكي قد اعطى تلميحا على أنه يمكن أن يستخدم سعر الفائدة لحماية الإقتصاد الأمريكي من أي تأثيرات سلبية وهو ما سيشجع الرئيس الأمريكي على شن حرب أوسع ضد بكين.

سيساعد خفض سعر الفائدة على تراجع الدولار وهو ما يرفع من قيمة اليوان الصين ويعيق أي تلاعب من جانب بكين التي يتم اتهامها عادة بأنها تخفض عمدا قيمة عملتها لإغراق الأسواق ببضاعتها التي تبدو أرخص من منافساتها.

من جهة أخرى فإن خفض أسعار الفائدة سينعش الإستثمارات في الأسهم والبنى التحتية والأنشطة التجارية وعملية الإقتراض التي تعد محركا أساسيا من محركات الإقتصاد الأمريكي والعالمي.

إن أحدث ارتفاع في سوق الأسهم يمكن أن تمنح الرئيس الراحة لأنه يستطيع مواصلة خوض معارك مع اثنين من أكبر الشركاء التجاريين لأمريكا – الصين والمكسيك – دون عرقلة الانتعاش الاقتصادي.

وقال دونالد ترامب، متحدثًا في لندن يوم الثلاثاء، إنه مستعد لمعاقبة المكسيك بالتعريفة الجمركية الأسبوع المقبل لفشلها في كبح تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية.

ولطالما طالب الرئيس الأمريكي بخفض أسعار الفائدة وهو ما تطرقنا له في مقال لماذا يدافع دونالد ترامب ورجب أردوغان عن سعر الفائدة المنخفضة؟

  • انتعاش مرتقب في أسعار الذهب والسلع الأساسية

لقد شعر المستثمرون وأسواق السندات ومحللو وول ستريت بالقلق المتزايد من التباطؤ المحتمل في النمو الذي قد ينجم عن الحرب التجارية ضد الصين والمكسيك.

ترافق مع تدهور التوقعات في الأسواق العالمية تدهور أسعار السلع الصناعية الرئيسية مثل النفط الخام والنحاس.

ومن المنتظر أن تبدأ هذه السلع والأصول الأخرى مثل الذهب في الإرتفاع مع تراجع الدولار الأمريكي وخفض سعر الفائدة.

 

نهاية المقال:

أخيرا اقتنع البنك المركزي الأمريكي بضرورة خفض سعر الفائدة، هذا خبر جيد للبورصات الأمريكية والعالمية ودعم واضح للحروب التجارية التي يشنها دونالد ترامب ضد الصين والمكسيك.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز