يعمل الرئيس المرشح دونالد ترامب على التواصل مع الشركات التقنية التي يعلم جيدا أنه بإمكانها أن تساعده في خطته لتوفير الملايين من فرص العمل للأمريكيين وإنعاش الإقتصاد الأمريكي.
وعلى ما يبدو فخطته لا تقتصر على الشركات الأمريكية ولكن أيضا على الشركات العالمية التي تعمل في السوق الأمريكية منها المجموعة الصينية علي بابا التي ستساهم أيضا في هذا النهوض وسيعود عليها بالمزيد من الحصة السوقية في الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي الجديد إلتقى مع رئيس المجموعة الصينية السيد جاك ما وكان الموضوع الرئيسي للمقابلة هي مساهمات الشركة الصينية في الإرتقاء بالتجارة والإقتصاد الأمريكي، وكما قال الجانبان بعد الإجتماع فإن اللقاء كان ايجابيا للغاية وقال جاك ما عن دونالد ترامب أنه “شخص منفتح ويتحلى بالذكاء”.
والحقيقة ان دونالد لديه رؤية واضحة جدا بخصوص الإقتصاد أكثر من أوباما او أي رئيس أمريكي في العصر الحديث، وهو ما قلنا سابقا أنه قاده إلى هذا المنصب بعد الكثير من الجدال والخلاف حوله، حتى داخل الحزب الجمهوري.
اقناع علي بابا بالمشاركة في هذه المبادرة والإعلان عن خطة خلق مليون فرصة عمل جديدة في أمريكا بحلول 2021 هو انجاز يضاف إلى سجل الرئيس الأمريكي.
ولكن السؤال هو كيف ستتمكن علي بابا من توفير هذا الكم من فرص العمل خلال السنوات الخمسة المقبلة؟ هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.
-
فتح المجال أمام الشركات الناشئة للبيع على منصتها الإلكترونية
أغلبية الشركات التي تبيع على متجر علي بابا هي صينية في الواقع، لكن هذا لم يمنع الشركة الصينية بفتح الباب من وقت لآخر للشركات الأمريكية للتسجيل والبيع على منصتها واستهداف الأسواق الصينية والعالمية من خلالها.
ومن خلال هذه الخطة ينتظر أن تضاف مليون شركة أمريكية ما بين الشركات الناشئة والمتوسطة إلى المنصة الصينية لبيع المنتجات وعرض منتجاتهم والمنافسة مع الشركات الأخرى التي تستخدم مواقع المجموعة الصينية في البيع.
هذا يعطي فرصة كبيرة بالنسبة لهذه الشركات الصغيرة التي تبحث عن منصات كبيرة تتيح لها بيع مخزونها من السلع والوصول إلى الأسواق بأقل تكلفة ممكنة.
-
مليون شركة ينتظر منها أن توفر فرص عمل ضمن خطط التوسع
مساعدة علي بابا للشركات الناشئة الأمريكية في طرح منتجاتها على الموقع الإلكتروني وزيادة مبيعاتها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة سيدفعها لتوظيف موظف على الأقل سواء لإدارة عمليات البيع والشراء على منصتها أو لأغراض أخرى.
من هنا تكون الشركة الصينية قد وفرت مليون وظيفة على الأقل لكن إذا قامت الشركات المشاركة بتوظيف أكثر من شخص فهذا يعني مليوني وظيفة على الأقل.
-
الكثير من المنتجات الأمريكية على منصة علي بابا الفترة المقبلة
يبدو أن المنافسة ستكون حامية جدا بين الشركات الصينية ونظيرتها الأمريكية على هذه المنصة التي ستعرض الآلاف من المنتجات التي تم صناعتها في الولايات المتحدة الأمريكية أو تصميمها على الأقل هناك وصناعتها في الصين.
بالنسبة لشركة علي بابا فهذا يزيد من أهمية منصتها في الولايات المتحدة الأمريكية ويجعلها تنافس بشكل أقوى أمازون هناك، كما أنها ستحقق عائدات أكبر من خلال العمولة التي تكسبها من المبيعات التي تتولد من خلال عمليات البيع على منصتها.
-
خطة تعزز من المنافسة وتجعل الجميع راضيا
بالنسبة للشركات الصينية التي تعرض منتجاتها في علي بابا فهي لن تقلق بخصوص انضمام مليون شركة أمريكية إلى المنصة، وفي النهاية السوق مفتوحة دائما للمنافسة والأفضل هو من سيبيع أكثر.
من جهة أخرى تكون علي بابا قد عززت من مكانتها في الولايات المتحدة الأمريكية وهي لا تخشى من طرد أمريكي في عهد دونالد ترامب الذي يبدو سعيدا جدا بهذه الصفقة التي يفتتح بها عهده.
نهاية المقال:
ستوفر علي بابا مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال 5 سنوات القادمة دون أن تنفق أي شيء من جيبها ودون أيضا أن تبذل أي جهد، بل إنها في هذه الصفقة تعزز من حصتها السوقية العالمية ووجودها في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون كبيرا.