يقال أن نموذج الذكاء الإصطناعي ديب سيك الجديد من الشركة الصينية DeepSeek أفضل من المتصدرين الأمريكيين خصوصا من حيث التكلفة حيث جاء تطويره بتكلفة قليلة.
تدعي الشركة أنه يمكنها تطوير الذكاء الإصطناعي بتكلفة أقل وحتى بدون الحاجة إلى معالجات انفيديا المتطورة، وهذا هو السبب وراء خروج حوالي 600 مليار دولار من القيمة السوقية لملك معالجات الذكاء الاصطناعي بحلول ظهر يوم الاثنين.
وهو أيضًا سبب انهيار مؤشر ناسداك التكنولوجي الثقيل بأكثر من 3٪ حتى قبل الغداء، وخسارة البورصة الأمريكية لحوالي تريليون دولار في جلسة واحدة.
التشكيك في مصداقية ديب سيك الصينية
شخصيا لدي شكوكي فيما تقدمه الصين سواء من بيانات وتقنيات وابتكارات لأن الجودة والشفافية والموثوقية هي آخر الأمور التي يهتم بها الصينيون.
هذه الثقة انتهت بالنسبة لي في أزمة كورونا حيث كانت الصين تدعي أنها متفوقة في السباق للقضاء على الوباء، ثم تبين لاحقا أنها كانت تكتم على الإصابات وعدد الضحايا الحقيقي وبقيت في الإغلاق أطول من بقية العالم.
حتى الآن النتائج المنشورة على الإنترنت للإختبارات الأولية تشير إلى تفوقه في الرياضيات، وبالإضافة إلى ميزتها التدميرية، فإن DeepSeek R1 مفتوح المصدر بالكامل، مما يسمح للباحثين في جميع أنحاء العالم بالبناء على ابتكاراتها.
كما أن تطويره كان بميزانية لم تتعد 6 مليون دولار، في المقابل تنفق الشركات الأمريكية وفي مقدمتها جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك وكذلك أوبن أي ايه مليارات الدولارات لتطوير نماذجها للذكاء الإصطناعي.
لا شك أن انجاز DeepSeek هو بمثابة تحذير قوي، للشركات الأمريكية وصناع السياسات في إدارة ترامب، وهو يزيد من احتدام المنافسة الصينية الأمريكية على الذكاء الإصطناعي.
إن نموذج الذكاء الإصطناعي الذي طورته الصين قد يكون أو لا يكون جيدًا مثل النماذج الأمريكية حتى الآن، ولكن ما لا يمكن إنكاره هو نية الصين في لعب دور حاسم في الحرب من أجل الهيمنة التكنولوجية والاقتصادية.
مواجهة خدع الصين في الذكاء الإصطناعي
عملت إدارة بايدن على حظر شحنات معالجات الذكاء الإصطناعي من انفيديا وشركات أمريكية إلى الصين وحتى دول أخرى يمكن أن تبيع لها تلك الشرائح.
ومن المنتظر أن تدرس الإدارة الأمريكية تشديد شحن التكنولوجيا الأمريكية المتطورة إلى الصين والدول المتعاونة معها، والأنظار تتجه إلى سنغافورة التي تستورد بالفعل كميات كبيرة من هذه الشرائح والتي تشير بعض التقارير إلى أنها تصدرها بدورها إلى الصين.
تشير التقارير الإستخباراتية أيضا إلى أن الحكومة الصينية لديها يد في الأمر والحزب الشيوعي مول المشروع الذي لم يبن من الصفر بل بناء على نماذج أمريكية مختلفة.
مرة أخرى ستواجه الصين التهمة التي تلاحقها منذ الأزل وهي سرقة الابتكارات الغربية ونسبها إلى نفسها، والآن يبدو انها تصنع الدعاية من خلال القول أن تطوير هذا النموذج المفتوح المصدر أيضا لم يكلفهم سوى 6 مليون دولار.
ويقال أن تطوير الذكاء الاصطناعي على أعلى مستوى لا يتطلب سوى حوالي 2000 وحدة معالجة رسومية H800 (ربما 50 مليون دولار) ثم بضعة ملايين في تكاليف التدريب.
مشروع دونالد ترامب للذكاء الإصطناعي
من الواضح أن صناع السياسات في البيت الأبيض الجديد في عهد ترامب يفهمون بوضوح هذا التهديد على جبهات متعددة، لذا فقد أعلن عن مشروع ضخم في أول أيام الرئيس الجديد.
لقد أنشأت إدارة دونالد ترامب فريق عمل للذكاء الاصطناعي، بقيادة الخبير التقني ديفيد ساكس، لتبسيط الأعباء التنظيمية التي فرضتها إدارة بايدن والتي كانت تعتقد بشكل مذعور أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر في كل مجال يمكن تصوره من مجالات العمل.
عندما تتمكن الخوارزمية من التوصل إلى معلومات أسرع بخمسمائة مرة من الإنسان العادي، فسوف يكون هناك بعض النزوح.
ولكن وهذه نقطة مهمة سوف نحتاج إلى البشر لإنشاء الذكاء الاصطناعي، وتصنيع الرقائق المستخدمة لجعل الذكاء الاصطناعي يعمل، وسوف نحتاج إليهم في كل تلك الصناعات التي ستنمو وتزدهر مع قيادة الذكاء الاصطناعي لمكاسب الإنتاجية التي لم يسبق لها مثيل.
غير أن هذه الحادثة التي زعزعت السوق الأمريكية للأسهم دفعت مراقبين للقول أن مشروع Stargate AI الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار والذي كشف عنه ترامب مؤخرًا مضيعة هائلة للمال.
وقال ترامب إن ظهور نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يسمى DeepSeek AI من شركة صينية يجب أن يكون بمثابة “جرس إنذار” للشركات الأمريكية.
المزيد: حقيقة DeepSeek: قصة تمويل صيني وتقنية أمريكية مسروقة!