معروف عن الشعب الصيني أنه واحد من الشعوب الأكثر وطنية في العالم، لديهم غيرة كبيرة على بلدهم وصناعتهم ومنتجاتهم وبدون جهود كبيرة يتعاونون ضد الغريب.
بعد الحظر الأمريكي لشركة هواوي والذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من أواخر أغسطس القادم، تحرك المستهلكين الصينيين على الشبكات الإجتماعية المحلية هناك لدعم عملاقة التكنولوجية الصينية.
رصدت وسائل إعلام عالمية كيف تحرك المستهلكون الصينيون لدعم هواوي، متهمين الولايات المتحدة بـأنها تمارس التنمر والإرهاب ضد الشركة الصينية، حيث يقول البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إنهم يتطلعون إلى شراء منتجاتها وتجاهل منتجات آبل الأمريكية.
كثفت الولايات المتحدة الضغط على شركة هواوي مؤخرًا، فأدرجتها في قائمة سوداء تتطلب من الشركات الأمريكية الحصول على ترخيص من الحكومة قبل بيع التقنيات لعملاقة الهواتف الذكية الصينية، هذه الخطوة تهدد بقطع إمدادات المكونات الرئيسية عليها.
-
أقل من 90 يوما قبل الأزمة المرتقبة
تحركت كل من جوجل ومايكروسوفت والشركات الأمريكية الأخرى التي تتعامل معها هواوي وهذا للامتثال للقوانين الأمريكية وقطع التعامل مع الشركة الصينية.
حاليا في أقل من 90 يوما ستعمل هذه الشركات على التنسيق معها وتسوية مختلف الملفات والقضايا المشتركة قبل أن يدخل الحظر حيز التنفيذ.
من شأن هذا الحظر أن يسبب أزمة للشركة وقد يهدد أعمالها برمتها، وهي الشركة التي تقترب من تجاوز سامسونج والتربع على عرش صناعة الهواتف الذكية.
-
الشعب الصيني يفضل الرد من خلال ضرب آبل
كان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وكثير منهم وطنيون للغاية حول العلامات التجارية المحلية يؤيدون شركة هواوي معبرين عن غضبهم من قرار دونالد ترامب.
من الوسوم التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي الشبيه بتويتر Weibo، والذي يترجم إلى “شركة هواوي لا تحتاج إلى الاعتماد على سلسلة التوريد الأمريكية” وهو الذي شاهده حوالي 50 مليون مستخدم على الأقل.
يقول بعض المستخدمين أنهم يتطلعون الآن لشراء منتجات هواوي ومقاطعة منتجات آبل التي يجب تركها والتخلي عنها.
نشر المستخدمون العشرات من المنشورات التي يشجعون فيها بقية المستخدمين على شراء منتجات هواوي، سواء كانت الهواتف الذكية أو الساعات الذكية التي تنتجها.
وقال أحد المستخدمين: “على الرغم من أن حسابي الإستثماري يواجه خسارة مستمرة، إلا أنني لا أزال أستعد لتحويل هاتفي الآخر إلى هواوي لإظهار الدعم بشكل عملي”.
-
آبل ستدفع الثمن باهضا
تمثل الصين الكبرى حوالي 17٪ من صافي مبيعات آبل، في الربع المالي الثاني للشركة انخفض صافي مبيعات الصين الكبرى بأكثر من 21٪ على أساس سنوي.
واجهت الشركة منافسة شديدة في الصين من هواوي وغيرها من اللاعبين مثل شاومي، كما عانت من استراتيجية التسعير الخاصة بأحدث أجهزتها في البلاد واضطر تجار التجزئة إلى خفض الأسعار في بعض هذه الطرز في وقت سابق من هذا العام.
لكن الخبراء قالوا إن التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين قد تؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر بشركة آبل.
وقال ديفيد ريدل، رئيس ومؤسس مجموعة ريدل للأبحاث، لشبكة CNBC يوم الأربعاء: “أعتقد أن الأمر لن يستغرق الكثير لبكين لقلب التحول في المشاعر الوطنية والدعوة إلى فرض حظر صريح”.
ويؤمن الصينيون ان لديهم بدائل جيدة تكفيهم وتلائمهم، لهذا فمنتجات آبل ليست ضرورية بالنسبة لهم على كل حال.
تعتبر هواوي ثاني أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم من حيث حصتها في السوق خلف سامسونج، لكن عزلها عن الموردين الرئيسيين للولايات المتحدة يمكن أن يضر بطموحاتها العالمية.
غير أن الضرر سيعود بالسلب على جوجل التي تواجه خطر تخلي هواوي عن أندرويد وكذلك مايكروسوفت التي ستخسر شريكا جيدا، ولا ننسى عدد من الشركات التي تصنع المكونات الداخلية التي تستخدمها هواوي في أجهزتها.
نهاية المقال:
بحسهم الوطني العالي الذي يميزهم، يحرض المستهلكون الصينيون بعضهم البعض على مقاطعة آبل التي تعاني بالفعل في الصين، إذا تم حظرها أو الإضرار بمبيعاتها بشدة فستتراجع عائداتها بنسبة 30% على الأقل