في أعقاب الهجوم الإرهابي في باهالغام، ردّت الهند أخيرًا بضربة حاسمة على باكستان استهدفت معسكرات إرهابية في باكستان وكشمير، وفي المقابل انتشرت أخبار اسقاط طائرات هندية وقصف مقر لواء بالجيش الهندي.
ويبدو أنه في أعقاب هذه النكسة، لجأت باكستان إلى نشر معلومات مضللة في محاولة لتحسين صورتها، ولتضليل مواطنيها، والأسوأ أن المواقع الناطقة بالعربية تتناقلها وتتداولها على نطاق واسع.
تدّعي باكستان زورًا أنها ردّت على الهند، كما روّجت مزاعم لا أساس لها تتعلق بطائرات رافال الهندية، ومطار سريناغار، ومقر لواء.
اسقاط طائرات هندية وقصف مقر لواء بالجيش الهندي
في أعقاب الهجمات الصاروخية المدمرة التي شنتها القوات المسلحة الهندية، يبدو أن باكستان في حالة من الذعر وتلجأ إلى التضليل، وقد نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الباكستانيون ثلاثة ادعاءات كاذبة رئيسية.
أولًا، يزعمون أن باكستان دمرت مقرًا لواء هنديًا.
ثانيًا، يزعمون أن القوات الجوية الباكستانية أسقطت طائرة مقاتلة من طراز رافال تابعة للقوات الجوية الهندية.
ثالثًا، ينشرون شائعة استهداف القوات الجوية الباكستانية لقاعدة سريناغار الجوية.
لجأت باكستان إلى شن هجوم اعلامي قائم على الأكاذيب والمعلومات المضللة ويبدو أن المنحازين إليها في الويب العربي هم الأغلبية، تتصدرهم شبكة الجزيرة القطرية ومواقع تركية ناطقة بالعربية والصحافة المصرية إضافة إلى بقية المواقع الإلكترونية من المغرب والخليج العربي.
ولا يختلف الحال في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تحولت الضربات التي وجهتها الهند إلى الإرهابيين في باكستان ممن شنوا هجوما غادرا على الشطر الهندي من كشمير إلى انتصارات لباكستان.
ويشبه هذا الأسلوب من البروباغندا ما رأيناه في قطاع غزة ولبنان حيث تم تضخيم خصوم إسرائيل وتحويل الهزائم إلى انتصارات في الإعلام بينما في الواقع إسرائيل هي التي انتصرت.
فضح أكاذيب اسقاط طائرات هندية
تمّ فضح الأكاذيب التي تروجها باكستان بشكل قاطع، وأوضح مكتب الإعلام الصحفي (PIB) على وسائل التواصل الاجتماعي أن الادعاء القائل بأن “باكستان دمرت مقر اللواء الهندي” زائف تمامًا.
إضافةً إلى ذلك، تتداول العديد من حسابات التواصل الاجتماعي المؤيدة لباكستان مقطع فيديو قديمًا، يزعم زورًا أن القوات الجوية الباكستانية هاجمت قاعدة سريناغار الجوية.
في الواقع، الفيديو ليس حديثًا ولا من الهند، بل يصوّر عنفًا طائفيًا في خيبر بختونخوا، باكستان، من عام 2024.
لم تُسقط أي طائرة رافال، كما أن الادعاء بإسقاط باكستان لطائرة رافال مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي لا أساس له من الصحة ولم يصدر أي تأكيد رسمي من الحكومة أو الجيش الهندي بشأن هذه الحادثة.
وفي وقت سابق، زعمت حسابات باكستانية على مواقع التواصل الاجتماعي زورًا أن القوات الباكستانية أسرت جنودًا هنودًا، وهو ادعاء نفاه لاحقًا وزير الدفاع الباكستاني، الذي تراجع عنه علنًا.
منذ ورود تقارير عن الغارات التي شنتها الهند على تسعة مخابئ للمسلحين في باكستان والشطر الباكستاني من كشمير، توالت الادعاءات المضادة بإسقاط باكستان إحدى طائرات رافال الهندية المقاتلة قبل أن يرتفع العدد ويصبح 5 طائرات روسية وفرنسية.
كما انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لباكستان، تزعم أن الحطام يعود لطائرة رافال هندية مقاتلة.
والآن، أصدرت منظمة PIB Fact Check توضيحًا يفيد بأن الصور المتداولة هي من حادث سابق لطائرة مقاتلة من طراز ميج-21 تابعة لسلاح الجو الهندي.
ونشر موقع PIB Fact Check: “يتم تداول صورة قديمة تُظهر طائرة محطمة، مع ادعاء أن باكستان أسقطت مؤخرًا طائرة رافال هندية بالقرب من بهاولبور خلال عملية #Sindoor الجارية”.
وأوضح البيان أن “هذه الصورة من حادث سابق يتعلق بطائرة مقاتلة من طراز ميج-21 تابعة لسلاح الجو الهندي تحطمت في منطقة موغا في البنجاب عام 2021”.
أيضا كانت هناك حالات عديدة لسقوط طائرات هندية عسكرية في الأشهر الماضية والتي تم استخدامها حاليا في الحرب المضللة التي تشنها باكستان العاجزة على الأرض.
التضليل الإعلامي المتطور في باكستان
يستهدف جهاز التضليل الإعلامي المتطور في باكستان، بقيادة (ISPR)، الهند، مدعيًا أن باكستان أسقطت طائرات مقاتلة هندية ودمرت قواعد عسكرية هندية في البلاد، كما استهدفت هذه الدعاية ضباطًا من القوات المسلحة الهندية الموشحين.
سارعت الهند إلى دحض هذه الإدعاءات، بما في ذلك الإدعاءات الأخيرة التي زعمت تدمير مقر اللواء الهندي والهجوم على قاعدة سريناغار الجوية.
في مقطع فيديو تمت مشاركته من قبل العديد من الحسابات المؤيدة لباكستان، تم الادعاء زوراً أن القوات الجوية الباكستانية استهدفت قاعدة سريناغار الجوية وهو ما نفته الهند.
عند تحليل المقطع المصور بدقة، لاحظنا وجود علامة مائية لموقع “ريبابليك” الجديد على يسار الشاشة. مع ذلك، لم نتمكن من العثور على أي تقارير من “ريبابليك بهارات” والقنوات التابعة لها تؤكد إسقاط باكستان لطائرة مقاتلة هندية.
ساعدت وسائل الاعلام العربي أيضا على نشر الدعاية الباكستانية، وتضخيم قدرات باكستان الضعيف عسكريا وماليا واقتصاديا أمام الهند التي تعد صاحبة أكبر خامس اقتصاد في العالم.