
خلال السنوات الأخيرة رأينا توجها عالميا ودوليا نحو تبني الطاقات المتجددة ونتحدث عن الطاقات الريحية وأيضا الطاقة الشمسية للتخلي عن الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون التي تؤثر على المناخ العالمي، وكذلك للتقليل من تكاليف إنتاج الكهرباء و الإعتماد على طرق أفضل في الإنتاج والتوزيع.
ويعد المغرب من بين أهم الدول التي تبنت هذه الرؤية وقررت في هذا الصدد إنشاء أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم وهو الذي افتتح العاهل المغربي، الملك محمد السادس أول مرحلة منه خلال فبراير 2016 ومن المتوقع أن يكتمل المشروع خلال العام الجاري 2017.
وبالطبع قد تكون سمعت بهذا الأمر أو قرأت عنه في الصحف الإلكترونية ووسائل الصحافة الأخرى، وفي هذا المقال نريد أن نتطرق إلى بعض الحقائق التي يتوجب عليك معرفتها عن هذا المشروع.
-
مشروع طموح بدأ منذ سنوات حقيقة
بدأت المملكة المغربية العمل على هذا المشروع منذ 2013 وهي مستمرة في العمل عليه كي يعمل بشكل كامل بحلول 2020 فيما ينتظر أن يلبي نصف احتياجات المملكة من الطاقة بحلول 2030.
أهداف المشروع طموحة للغاية منها تبني الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء وتلبية الطلب المتزايد على هذه الطاقة سنويا والتي لن تلبيها الطرف الإعتيادية في انتاج الكهرباء خلال السنوات المقبلة.
يتواجد هذا المشروع على بعد 20 كيلومتر عن مدينة ورزازات جنوب المغرب، ويتكون من 4 محطات كبيرة الأولى هي محطة نور 1 التي تم افتتاحها فبراير 2016 وجاري العمل حاليا على نور 2 ونور 3 ونور 4
وبالنسبة لمحطة نور 1 فقد دخلت الخدمة واصبحت تنتج الكهرباء وتستخدم للأغراض المحددة لها، بعد أشهر من العمل عليها.
هذا المشروع الذي يدعى أيضا “نور- ورزازات” ممتد على مساحة 3000 هكتار منها 450 هكتارا للمحطة الأولى فيما الثانية تمتد على مساحة 750 هكتارا وعلمنا بأن المساحة المخصصة للمحطة الرابعة يصل إلى 220 هكتارا فقط.
ويغطي المشروع مساحة تعادل تسعة أضعاف سنترال بارك في مدينة نيويورك، وهو ما يكشف عن حجمه الكبير وتعادل مساحته العاصمة الرباط.
-
المستثمرين في مشروع “نور- ورزازات”
كأي مشروع تجاري في العالم فإن إنتاج الطاقة الشمسية هي بمثابة تجارة تتطلب الموارد المالية من أجل البدء في تنفيذها وتشغيلها.
تكلفة إنتاج هذا المشروع بالمحطات الأربعة التي يتضمنها تكلف 2 مليار و 200 مليون يورو، وتم الحصول على تكاليف هذه المشروع من جهات مختلفة يستثمرون في هذا المشروع وسيحصلون على حصة ربحية مستقبلا.
أكبر المستثمرين هم الإتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للإستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية والمؤسسة الألمانية للقروض الذين ساهموا بحوالي مليار و 562 مليون يورو.
من جهة أخرى ساهم البنك الافريقي للتنمية بحوالي 517 مليون دولار فيما أشرفت على المشروع شركة “أكوا باور” السعودية.
-
إنتاج الطاقة لن يكون فقط نهارا بل أيضا ليلا!
استخدمت المغرب في مشروع نور للطاقة الشمسية أحدث التقنيات الممكنة منها الخلايا الضوئية والتي توفر تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء دون أي عمليات أخرى وسيطة.
وبواسطة هذه الخلايا يمكن إنتاج الطاقة بعد الغروب وحتى ليلا وهذا من خلال الحرارة المخزنة لساعات في خزانات ممتلئة بالأملاح الذائبة والتي تضمن انبعاث البخار لمدة ساعات لتواصل تشغيل التوربينات التي تعمل على إنتاج الطاقة.
-
الطاقة الإنتاجية المرتقبة للمحطات الأربعة في مشروع “نور- ورزازات”
من المنتظر أن تعمل المحطات الأربعة على إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء والتي ستلبي حاجيات مليون اسر مغربية وبالطبع سيتم الرفع باستمرار من الطاقة الإنتاجية للمشروع.
وتهدف المملكة من خلاله إلى تقليل حاجياتها من النفط والمواد التي تستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية، من خلال تلبية 42% من حاجياتها التي تستوردها.
المشروع سيكون السبب في تزويد 30 قرية على الأقل بالماء الصالح للشرب فيما سيكون السبب في توسيع الشبكة الطرقية إضافة إلى توفير المئات من فرص العمل وسيكون بداية لنرى الكثير من محطات طاقة أخرى في مناطق مختلفة من المملكة.
نهاية المقال:
مشروع “نور- ورزازات” هو واحد من أكبر المشروعات الطموحة حاليا في المملكة المغربية والتي تبني لمستقبل تعتمد فيه المملكة على الطاقة الشمسية وهو الأمر الذي يتطلب بناء الكثير من المحطات وتطوير التقنيات الخاصة بالإستفادة من الطاقة الشمسية لضمان توجه كامل إلى هذه النوعية من الطاقة النظيفة.