أحدث المقالات

كيف تقضين يوم ترفيهي رائع في أبوظبي؟

أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، هي واحدة من أبرز...

اغلاق قناة الحرة انتكاسة للإعلام الحر والتنوير العربي

من الممكن أن نشهد في العام الحالي اغلاق قناة...

الليرة التركية تنهار أسرع من الجنيه المصري ويقتربان من التعادل

في مشهد اقتصادي متسارع ومثير للقلق، تواصل الليرة التركية...

من هو مخترع بطاريات الليثيوم؟ نهاية كذبة رشيد اليزمي

في السنوات الأخيرة نشرت وسائل الإعلام المغربية وحتى العربية...

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول "الحمض النووي القديم...

حروب الجيل الخامس وعلاقتها بتقنية 5G وتدمير الإقتصاد

 

حروب الجيل الخامس وعلاقتها بتقنية 5G وتدمير الإقتصاد

الحرب قديمة قدم الحضارة الإنسانية، ما نبنيه على مدى عقود بالحب والمثابرة، تدمر في أيام بالهجوم والنهب والإصابة وتبادل النار.

يعد القتل الطبيعة الثانية للبشرية، وهو ما توضحه قصة قابيل وهابيل الشهيرة والتي يعرفها جميع الناس حول العالم، وفي المقابل يعد القتل محرما شرعا وقانونا أيضا إلا في حالات قليلة.

إن الفلسفة الكامنة وراء كل حرب هي تحقيق نفس أهداف “السيطرة والهيمنة”، ولتحقيق هذه الغايات كانت الاستراتيجية دائمًا هي “شن الحرب بكل الوسائل”.

لهذا السبب تطورت الأسلحة المستخدمة في الحروب وتم ابتكار الكثير منها وبالتوازي معها تطورت التكتيكات العسكرية والفلسفات القتالية، وهكذا انتقلنا أيضا عبر 4 أجيال من الحروب والآن نحن على أبواب حروب الجيل الخامس.

تظهر “الأجيال” أنه بينما بقيت النوايا وراء الحرب كما هي، فإن ظهور الحرب خطى خطوات استثنائية من الناحية التقنية والتكتيكية.

تقفز الأجيال الثلاثة الأولى من الحروب بالأدوات البسيطة والحجارة إلى الأسلحة النارية والمدفعية وظهور الدبابات والطائرات العسكرية إلى التقنيات المتطورة مثل الحرب الخاطفة.

بينما ترتبط حرب الجيل الرابع عمومًا بحركات التمرد والحروب بالوكالة التي يتم خوضها عن طريق تأجيج تلك الحركات والإرهاب، وهي التي عانت منها سوريا وليبيا وحاولوا القيام بنفس الأمر في مصر.

والآن لدينا حروب الجيل الخامس وهي حرب تقوم على التفوق التقني وتتضمن أسلحة دقيقة وشبكات عبر مساحة المعركة.

يمكن اعتبار استخدام القنابل النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية في هيروشيما وناجازاكي بمثابة مانع للحرب التقليدية، لذا كانت الحروب العسكرية التي حدثت فيما بعد قليلة واندلعت بين دول قوية وضعيفة، بينما تفادت روسيا وأمريكا الإصطدام أو حدوث نفس الأمر بين باكستان والهند النوويتين.

مع وجود العديد من القوى المتعارضة التي أصبحت قادرة على امتلاك الطاقة النووية، أصبحت حروب الدول ضد الدول أقل احتمالًا، ولجأ معارضو الحرب الباردة أكثر فأكثر إلى الحروب بالوكالة.

على سبيل المثال، كانت حرب الكونغو الثانية لعام 1998، والمعروفة أيضًا باسم الحرب العالمية الأفريقية، حربًا بالوكالة شملت العديد من الدول الأفريقية وقوى خارجية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل.

لم يكن لدى أي من القوى الخارجية جنود على الأرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكنها أرسلت أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة لمنافسين مختلفين، مما أدى إلى إشعال حرب أودت بحياة 5.4 مليون شخص وشردت مليونين آخرين في خمس سنوات.

كان السبب الأساسي للحرب هو السيطرة على الموارد المعدنية للبلاد، سيطرة الوكيل على المناطق الغنية بالمعادن والسماح لـ “الأطراف الخارجية” باستخراجها، تجعل جمهورية الكونغو الديمقراطية ملاذًا في السوق الحرة بدون ضرائب وأرخص بالنسبة لشركات الدولة الحليفة للحكومة أو الطرف الفائز في الحرب.

أما حروب الجيل الرابع فقد طمست سيادة الدولة القومية من خلال السماح للأطراف الخارجية بالتدخل، كما عرضت للخطر سلطة الدولة بالتحريض على معارضة واسعة النطاق حيث أجبرت القوات الحكومية على محاربة شعبها.

ويتم اختراق السيادة عن طريق السيطرة واختراق وسائل الإعلام في الدولة المستهدفة أو استخدام وسائل اعلام أقوى وأكثر تأثيرا من دولة مجاورة، وهو ما رأيناه في سوريا تحديدا.

ومع التطورات التكنولوجية الضخمة في عصرنا، تتطور حروب الجيل الرابع إلى الجيل الخامس، حيث تقوم الأقمار الصناعية والذخائر الدقيقة والروبوتات والطائرات بدون طيار بتغيير مساحة المعركة إلى مساحة أفضل لأولئك الذين لديهم تقنيات فائقة.

تتمحور هذه الحروب حول جمع المعلومات وتوزيعها ومراقبة المعلومات على الإنترنت وتشكيل سحابة قتالية تساعد على إنشاء “صورة كبيرة” للمعلومات في الوقت الفعلي متعددة المجالات والتي تقسم مساحة المعركة إلى مجالات برية وبحرية وجوية، وحرب الاندماج التي تستخدم التحليلات لدمج البيانات من العديد من أجهزة الاستشعار المتباينة في صورة واحدة مشتركة لصناع القرار على مستوى المسرح.

يؤيد أنصار حروب الجيل الخامس في الولايات المتحدة، على أنه في المستقبل القريب سيكون للدولة المتقدمة تقنيًا مثل الولايات المتحدة هيمنة مطلقة على المعلومات عبر الأقمار الصناعية الدقيقة، والتنقيب عن البيانات، والشبكات القيادية وسيحكم المستقبل ساحة المعركة مع قوة فوقية من أسراب المركبات بدون طيار (UMVs) وطائرات الجيل الخامس وفرق من القوات الخاصة المرتجلة الملقبين بالقتلة الماهرين.

لن تتخلى حرب الجيل الخامس عن حرب المعلومات، وبدلاً من ذلك ستعتمد بشكل أكبر على استخراج البيانات للتلاعب بالمجتمعات المستهدفة وخلق ظروف قسرية للسياسيين.

في هذه الحروب سوف يكتسب المتسللون الإلكترونيون القدرة على تشويش أو إتلاف شبكات الكمبيوتر العدو ومن ناحية أخرى سيتم استهداف الأقمار الصناعية للعدو لتعمية قدرة الإستشعار عن بعد وقدرات الملاحة الخاصة بالخصم، مما قد يعطل اتصال اقتصادها بالإقتصاد العالمي ويقطع الجهاز الحكومي عن الشبكة الدولية.

وبالمثل من جهة ستدمر أسراب من مركبات UMV كل ما يمتلكه الأعداء في العالم النامي من قدرات قتالية صغيرة بينما من ناحية أخرى، ستبيد القوات الخاصة أهدافًا ذات طبيعة مؤثرة.

وبالتالي، ستقنع حرب الجيل الخامس، صناع القرار السياسي للعدو بأن أهدافهم الإستراتيجية إما أن تكون غير قابلة للتحقيق أو مكلفة للغاية لتحقيق الفائدة المتصورة مما يجعل الدولة المستهدفة غير قادرة على الرد.

وفيما لا تزال الدول بالوقت الحالي تنفق المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة وتطويرها، قد يستغرق الأمر سنوات حتى تتمكن القوى الكبرى من دخول عالم الخيال العلمي من القوة المطلقة التي تمكنها من استعباد البشرية بشكل جماعي من مساكنها المميزة البعيدة.

وأكثر ما ستعتمد عليه هذه الحروب الجديدة هي شبكات الجيل الخامس 5G التي ستنتشر الفترة القادمة وستساعد القطاع العسكري على التطور والجيوش والحكومات على جمع المعلومات بوتيرة أكبر وتحليلها، كما أن المزيد من الجيوش حول العالم ستعتمد على هذه التقنية للإتصال وتبادل المعلومات والإرتباط بالأقمار الإصطناعية.

والمستقبل سيكون مفتوحا لحروب يمكنها أن تدمر دولا واقتصاداتها واستقرارها دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة ولا حتى توظيف المعارضين واشعال الثورات التي يمكن للحكومات قمعها بنجاح.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)