لعقود طويلة ظل التسويق الشبكي حيا معتمدا على النساء خصوصا ربات البيوت اللواتي يبحثن عن عمل جانبي، حيث يعتمدن عليه لبيع المنتجات النسائية وإن كانت أغلب العائدات تأتي لهن من تجنيد المزيد من صديقاتهن وإقناعهن بالإنضمام إلى الهرم الخاص بهم.
وخلال الوباء الحالي ومع الإغلاق العالمي، لجأت تلك النساء إلى مجموعات فيس بوك وتعليقات يوتيوب وبعض المنتديات الشهيرة للترويج لفكرة الكسب المادي من المنزلي من خلال تجنيد الآخرين.
ما هو التسويق الشبكي؟
التسويق الشبكي أو متعدد المستويات شكل من أشكال البيع المباشر لا يأتي فيه جزء كبير من دخل الفرد من المبيعات التي يحققها بنفسه ولكن من المبيعات التي يقوم بها الأشخاص الذين يجندهم للعمل في الشركة – غالبًا ما كان ينظر إليه على أنه استغلالي من قبل المدافعين عن المستهلك، ويتعرض هذا الأسلوب للكثير من الضغوطات.
ويعد أيضا النسخة المتطورة من التسويق الهرمي الممنوع دوليا، وهو التسويق حيث تجند شخص ما ليربح المال من خلال الإشتراك بالمال معك وعليه أن يأتي بأشخاص آخرين وكل شخص منهم عليه أن يأتي أيضا بأشخاص وهكذا، تربح أنت أيضا الموجود في أعلى الهرم.
فقط الفرق هنا هو وجود المنتج، لكن أغلب المنتجات التي يتم الترويج لها هنا غير رائدة في السوق وجودتها ليست جيدة مقارنة بتلك التي تباع في المتاجر.
حرب وتحذيرات من نجوم يوتيوب وتيك توك:
بالنسبة إلى هيذر رينبو، طالبة الكيمياء البالغة من العمر 20 عامًا، كانت هذه المناشدات بمثابة جرس إنذار، في مايو قدمت أول فيديو لها لمكافحة التسويق الشبكي على تيك توك، حيث نشرت بيان الدخل لعام 2018 لشركة العناية بالشعر Monat، والذي يظهر أن 94 بالمائة من موزعيها لديهم متوسط دخل 183 دولارًا في ذلك العام.
تعتبر نفسها الآن من دعاة المستهلك وتقاتل المعلومات المضللة، وتنشر عن شركات مثل Cutco، و Younique، و Arbonne، و Lipsense لمتابعيها البالغ عددهم 113،00.
قالت لي: “لم يكن لدي أي فكرة أن الأشخاص على تيك توك سيكونون متقبلين جدًا لرسالة مكافحة التسويق الشبكي”.
على ريديت وفيس بوك و يوتيوب و TikTok، تشكل مجتمع ضخم مناهض للتسويق الشبكي، وجمع بين مندوبي المبيعات السابقين المحبطين والباحثين المستقلين الفضوليين، وآلاف النساء اللواتي سئمن من تلقي عروض العمل من المنزل مع تلك الشركات.
لا يزال هذا المجتمع الجديد مشتتًا وغير منظم، لكن صعوده يشكل تهديدًا وجوديًا لشركات التسويق الشبكي التي تعتمد على التوظيف المستمر لمشاركين جدد.
في منتدى Reddit r / antiMLM، يسخر الأعضاء من الصناعة طوال اليوم، مشيرين إلى الموزعين باسم “hunbots” الذين يقودون كل محادثة بعبارة “Hey ، hun” الزائفة.
هناك الكثير من الغضب والفكاهة اللاذعة، لكن القائمين على هذا المجتمع الرقمي يمنعون نشر أي صور لأشخاص يعملون مع تلك الشركات ووصفهم بالمغفلين.
بدأ المنتدى في عام 2011، ولكن كان يضم 2000 عضو فقط قبل الانطلاق المفاجئ في أغسطس 2017، والآن يضم أكثر من 680000 عضو ويعمل كمركز لنمو متزايد لمناهضة التسويق الشبكي.
شركات التسويق الشبكي تتآكل يوما بعد يوم:
هناك الكثير من هذه الشركات سواء في العالم العربي أو غيرها، لكن مشكلتها أن الكثير من المنضمين إليها ينسحبون منها، لأنهم لم يحصلوا على الأرباح المتوقعة، ولأنهم يعملون كثيرا والمقابل بسيط، ومن يزداد ثراء في هذه المنظومة هو صاحب الشركات والمندوبين الكبار المقربين له.
أما بقية الأشخاص فلا يتبقى لهم سوى القشور والقليل من العائدات التي يمكن تحقيق أضعافها من صناعة المحتوى على يوتيوب أو ممارسة التجارة الإلكترونية.
هناك الكثير من الناس الذين يدافعون من قبل عن هاته الشركات ولكن بعد وقت طويل، تغير موقفهم لأنهم اكتشفوا الحقيقة المرة.
كل كلام التنمية البشرية والذاتية والمحاضرات والحفلات الفخمة التي تديرها هاته الشركات، ليست لزيادة المبيعات بل لزيادة المشتركين، وذلك رأي مالهم وسلعتهم، أما المنتجات فهي التي يتخفى بها التسويق الشبكي وراء الإحتيال الهرمي.
إقرأ أيضا:
ما هو التسويق الشبكي أو Multi Level Marketing؟
ضحكة تقنية: بيل جيتس وكذبة التسويق الشبكي
التسويق الشبكي وتشويه صورة زيت الأرجان المغربي
أبطال التايتنز يحاربون الإحتيال الهرمي أساس التسويق الشبكي
5 مجرمين يدعمون التسويق الشبكي والهرمي في العالم العربي