أحدث المقالات

لماذا تقف الأردن والدول العربية إلى جانب إسرائيل؟

في إطار الديناميكيات السياسية في الشرق الأوسط، برز نمط...

حسن نصر الله حي يرزق وهو يقرئك السلام

رغم اعلان مقتل حسن نصر الله، أمين عام حزب...

حقيقة توقيف ايمان خليف وحظرها من المنظمة العالمية للملاكمة

انتشرت على وسائل الإعلام العربية منذ أمس المنظمة العالمية...

لماذا فكرة أعداء الله مهينة وتفضح بشرية الدين؟

أعداء الله كثر، وأشهرهم ابليس الملاك الساقط وأتباع الشيطان...

تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973

كان هدف مصر في حرب أكتوبر 1973 هو تحرير...

حرب غزة ليست الأسوأ في التاريخ الإسلامي

حرب غزة ليست الأسوأ في التاريخ الإسلامي

مجازر حرب غزة مروعة، وهذه المأساة بدأت مباشرة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهو ما استدعى من الدولة العبرية التعامل بعنف ضد الحركة الإسلامية الفلسطينية خصوصا وأن الثقة بينهما انكسرت.

هذه الحرب ليست مثل جولات التصعيد السابقة التي تكتفي فيها إسرائيل بضرب مواقع الحركة في غزة وتنتهي الجولة بوساطة قطرية ومصرية، هذه حرب مصيرية وهي تحدث في قطاع مكتظ بالسكان.

على منصة إكس (تويتر) تابعنا ردود الفعل على المجزرة الأخيرة في رفح والتي راح ضحيتها 45 فلسطينيا، حيث هاجمت إسرائيل مخيما كان يأوي بعض قادة حماس، مما أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة في حماس أولهما ياسين ربيع، رئيس مكتب المنظمة في الضفة الغربية، والثاني هو خالد النجار، مسؤول كبير في مكتب حماس في الضفة الغربية.

كان رد الفعل الشعبي العربي وحتى الأجنبي قويا، ولاحظنا أيضا الكثير من المبالغة والتزييف والأكاذيب وتداول صور قديمة وتضخيم لما حدث، بالتوازي مع التحريض ضد الجيوش العربية وفي مقدمتها الجيش المصري.

الدعاء كان سيد الموقف في مثل هذا الأوقات، وإلى جانب شتم ولعن الصامتين والقادة العرب ووسائل الإعلام، دعا مسلمون إلى قيام الساعة واستعجالها لأن الظلم قد فاق كل التوقعات!

لا شك أن حرب غزة مأساوية، وهذه الحرب برمتها خطأ كبير، من جانب حماس التي أشعلتها وخسرت قطاع غزة، وكل هذا لإفشال جهود السلام العربي الإسرائيلي.

لكن الحرب تحمل فوائد أخرى وفي مقدمتها أنه من الوارد جدا أن تكون هذه آخر حرب فلسطينية إسرائيلية، وسينتهي أكثر صراع مدمر في الشرق الأوسط، وهو الصراع الذي تتاجر به ايران وعدد من الدول العربية والإسلامية التي وجدت غايتها في تجارة الدم والسلاح.

ومما قرأناه تلك التغريدات والمنشورات ومقاطع الفيديو التي تصور لنا حرب غزة وكأنها الأسوأ في التاريخ الإسلامي على الإطلاق وتروج للكثير من المبالغات وتحريف الحقائق عن سياقها الحقيقي.

والحقيقة أن التاريخ الإسلامي شاهد على حروب ومعارك دموية ومأساوية، وكانت المأساة فيها ليس فحسب عدد القتلى بل الأطراف المتنازعة.

وكانت حروب الفتنة الأولى والثانية التي شهدها الجيل الأول والثاني من المسلمين أو خير القرون كما يقال هي الأسوأ وكانت خطيرة للغاية على الدين وهي التي سببت انقساما مستمرا إلى يومنا هذا.

معركة صفين التي حصلت بين جيش الصحابي والخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب وجيش الصحابي والي الشام معاوية بن أبي سفيان دموية وخطيرة حيث قتل بها 70 ألف مسلم وذلك في 9 أيام.

هذا العدد الهائل في فترة قصيرة هو أمر صادم وكيف عن الهمجية والإفراط في القتل بين فريقين يجمعهما نفس الدين واللغة، وعند مقارنة بمقتل 38 ألف فلسطيني في ظرف 8 أشهر من القتال في غزة تبدو الحرب الحالية مجرد مزحة.

70 ألف قتيل في 9 أيام يعني 7778 قتيل يوميا مقابل 159 قتيلا من الفلسطينيين يوميا بسبب هجمات إسرائيل، في قطاع مكتظ بالسكان وظروفه صعب وتتحصن فيه حماس بالسكان وفي الأنفاق وبالمخيمات.

وتعد معركة صفين مجرد مثال لأن الكثير من الحروب والفتن كانت سيئة وتعرضت فيها مكة والمدينة المنورة لهجمات وسقط فيها الكثير من الأبرياء وهتكت فيها الأعراض وهو ما رأيناه في وقعة الحرة التي نتج عنها 1000 طفل غير شرعي بعد اغتصاب نساء المدينة المنورة على يد الجيش الأموي الذي حول المسجد النبوي إلى اسطبل للأحصنة وقتل فيها 11 ألف انسان.

وتتهم بعض الأصوات من التيار السلفي حركة حماس بأنها دفعت الشعب الفلسطيني إلى الهلاك، وأنها تتاجر بدمائهم، وأن هذا أسلوب ليس بالغريب على حركة الإخوان المسلمين.

في المقابل استخدمت إسرائيل العنف المفرط في القطاع لكنها حريصة على احترام القوانين الدولية التي تمنعها على قصف التجمعات السكانية مع ورود الأخطاء، وقد رأينا المنشورات التي تقوم بتوزيعها على السكان والتي توجه فيها الساكنة إلى مناطق آمنة، في ظل رفض مصر والردن لنزوح الشعب الغزاوي إليهما.

وفي الختام، هذه ليست دعوة لترك الحرب في غزة تستمر، لكنها دعوة للتعقل والتحدث بالحقائق والمعطيات كما هي، لأن العالم العربي والإسلامي عاش في الأكاذيب والأوهام وادعاء المثالية وشيطنة الآخرين لقرون وقد حان وقت مواجهة الحقائق.

إقرأ أيضا:

اسبانيا تعترف بفلسطين: لماذا الآن وهل مدريد صادقة؟

جورج سوروس: عدو إسرائيل وداعم فلسطين المعترف بحماس

كوسوفو الإسلامية: القدس عاصمة اسرائيل ولا نعترف بفلسطين

هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟

تيودور هرتزل: الملحد الذي أسس الصهيونية ودعمته الجزائر وفلسطين

مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة

نزوح شعب غزة من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية قانوني

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)