في زمن الإنفجار المعرفي والثورات التكنولوجية، ظهر لدينا فيروس رقمي جديد لا علاقة له بالأكواد أو البرمجة، اسمه chat gbt.
نعم، أنت قرأته كما كُتب، وربما تبحث عنه الآن وتظن أنه شيء حقيقي، وربما حتى تستخدمه يوميًا وتتباهى به أمام أصدقائك، لكن دعني أخبرك بالحقيقة الصادمة: لا وجود لشيء اسمه “Chat Gbt”.
الاسم الصحيح هو ChatGPT، وهو اختصار لـ Chat Generative Pre-trained Transformer، وهو نموذج لغوي متقدم من شركة OpenAI.
أما “GBT”، فهو خطأ إملائي فادح انتشر كالنار في الهشيم بين المستخدمين العرب، وتحول إلى ظاهرة اجتماعية تدعو إلى التأمل، وربما إلى الحَجْر الفكري.
لماذا انتشر “Chat Gbt” بهذا الشكل المهين؟
الجواب باختصار: لأننا نكتب كما نسمع، ونستسهل الحروف، ونتعامل مع التقنية كما نتعامل مع وصفات الطبخ، لا أحد يكلف نفسه عناء قراءة الاسم المكتوب أمامه، بل يكتفي بكتابته كما سمعه في فيديو يوتيوب أو من صديق “خبير” في فتح حسابات chat gbt في الدول المحظورة.
انظر إلى هذه العيّنات من جروبات فيسبوك التي تضم آلاف الأعضاء:
- دردشة الذكاء الاصطناعي Chat GBT 3.5
- chat gbt الذكاء الاصطناعيّ
- chatgbt: طرق فتح الحساب والاستفادة من الذكاء
ما كل هذا؟ أهي تقنية أم طقوس شعوذة رقمية؟ هل نحن أمام ثورة معرفية أم حفلة تنكرية للجهل؟
GBT أم GPT؟ لحظة من فضلك…
لنشرحها ببساطة:
- G = حرف G
- P ≠ B (ليست باء، وليست بثينة)
- T = حرف T (وليست تاءً مكسورة من مدرسة ابتدائية)
الاسم الصحيح هو ChatGPT أي كتابة أخرى تُعَد حرفيًا خرافة رقمية.
كيف تفوّق الخطأ على الصواب؟
من الطبيعي أن تنتشر الأخطاء الإملائية. لكن الملفت أن الخطأ هذه المرة أصبح هو القاعدة، آلاف الفيديوهات والمقالات والتدوينات تستخدم “chat gbt”، وتُبنى عليها حسابات وصفحات ومجموعات على السوشيال ميديا، ويُقال عنها إنها “تنشر العلم الصحيح”، وكأن العلم يبدأ بالخطأ اللغوي.
هذه ليست مجرد زلة أصبع، بل علامة على انتشار ثقافة التسطيح، حيث لا يهتم المستخدم بالتحقق من الاسم، ولا من المصدر، ولا حتى من منطق ما يستخدمه.
ماذا تعني GPT أصلًا؟ وهل يهمك أن تعرف؟
نعم، يهمك جدًا، لأن فهمك لما تستخدمه هو أول خطوة لتحسينه أو على الأقل الاستفادة منه بشكل حقيقي.
GPT تعني:
- Generative: توليدي
- Pre-trained: مدرَّب مسبقًا
- Transformer: نوع من نماذج الذكاء الاصطناعي
وبالتالي، ChatGPT يعني “مُحاور ذكي يستخدم نموذجًا توليديًا مدرّبًا مسبقًا”. أما “GBT”، فربما تعني: “غباءٌ بترميزٍ تقني”.
كيف تستغل Chat GBT لصالحك؟ (حتى بالخطأ!)
دعنا نكن واقعيين. ما دمت هنا، فأنت على الأرجح كتبت chat gbt في بحثك. لا بأس. إليك بعض الطرق للاستفادة الفعلية من الأداة، حتى إن كنت تكتب اسمها غلط:
- كتابة المحتوى.
- برمجة الأكواد.
- تحليل البيانات.
- توليد الأفكار والمشاريع.
- الإجابة على الأسئلة المعقدة.
وكل هذا باستخدام ChatGPT، وليس “GBT” يا عبقري.
فيروس Chat Gbt في المدارس، المكاتب، والمنازل
الأمر لم يعد مزحة، هذا الفيروس اللغوي انتشر في كل مكان، لدرجة أن بعض من يُفترض أنهم خبراء تقنيون يستخدمون التسمية الخاطئة في فيديوهات تعليمية وتدريبية.
وبينما يمكن التسامح مع النطق الإنجليزي الخاطئ أو الركيك لأنها ليست لغتنا الأساسية إلا أن الأخطاء الكتابية مستفزة وخاطئة خصوصا عندما تكتب نفس الكلمة بالخطأ مرات عديدة وليس مرة واحدة سهوا.
هل يمكن تصحيح هذا الخطأ؟
نعم، بالوعي والسخرية والفضح.
- اضحك على الخطأ.
- صحح من حولك.
- انشر هذا المقال لكل من يكتب “GBT”.
- أعد مشاركة صور الجروبات المضحكة.
- واكتب على صفحتك: اسمه ChatGPT مش ChatGBT
ما يحدث الآن يُثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس هو المشكلة بل المستخدم، مهما بلغت أدوات التقنية من تطور، فهي لن تُغيّر شيئًا في مجتمعاتٍ ترفض حتى تعلم الحروف الأجنبية الصحيحة.
إذا كنت ممن يكتبون chat gbt، فقد آن الأوان لتتوقف عن ذلك لأن هذا مسيء لك أولا قبل أن يكون كذلك للويب العربي.
مقالة كتبها ChatGPT للدفاع عن نفسه في مواجهة الجهل المستشري في الويب العربي.