إذا كنت تعتقد أن الملياردير اليهودي جورج سوروس يدعم إسرائيل ويريد إبادة الفلسطينيين، فهذا لأنك متشبع بأكاذيب نظريات المؤامرة التي يتداولها العرب منذ عقود والتي تشيطن رجل الأعمال الخيرية الأمريكي الهنغاري.
مؤخرا، نشرت صحيفة بوليتيكو مقالاً كشفت فيه أن “بعض أكبر الأسماء في الدوائر الديمقراطية” وتحديداً سوروس كانوا يمولون المجموعات التي تدعم الإحتجاجات المناهضة لإسرائيل.
وبحسب ما ورد، قام العديد من المتظاهرين بمضايقة الطلاب اليهود، ورددوا شعارات معادية للسامية، وقد رأينا تلك المظاهرات التي يشارك فيها المثليين.
موقف جورج سوروس من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
انتقد المتبرع اليساري الكبير والملياردير جورج سوروس الولايات المتحدة وإسرائيل لعدم اعترافهما بحركة حماس كحكومة شرعية في مقال افتتاحي قبل 16 عامًا.
في مقال افتتاحي نشرته صحيفة فايننشيال تايمز عام 2007، انتقد الحكومة الأمريكية لدعمها قرار إسرائيل بعدم العمل مع حماس بعد فوزها في انتخابات حكم غزة في العام السابق.
وعادت مقالته إلى الواجهة منذ هجوم 7 أكتوبر، حيث يتهمه اليمين الإسرائيلي والأمريكي بمعاداة السامية وتعريض مصالح إسرائيل وأمنها للخطر بسبب مواقفه اليسارية التقدمية.
ويدافع الملياردير اليهودي عن السلام بين فلسطين وإسرائيل وحل الدولتين، وهو رأي لا يدعمه الجمهوريون في الولايات المتحدة ولا اليمين الإسرائيلي الحاكم حاليا.
ما هي المجموعات التي تحصل على تمويل جورج سوروس؟
وتحصل منظمات مثل “الصوت اليهودي من أجل السلام” ومجموعة “إذا لم يكن الآن” على التمويل من جورج سوروس، وقد قامت تلك المنظمات بتنظيم فعاليات وحملات تضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجات ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي تقرير لصحيفة “نيويورك بوست”، تبين أن جورج سوروس قدم أكثر من 15 مليون دولار خلال السبع سنوات الماضية إلى جماعات نشطة في دعم فلسطين.
تحصل المجموعتان، على تمويل من مؤسسة تايدز، وتحصل هذه المنظمة على تمويل ضخم من مجموعات سوروس الخيرية، مؤسسة تعزيز المجتمع المفتوح (التي قدمت أكثر من 10 ملايين دولار لـ Tides من عام 1998 إلى 2018) ومؤسسات المجتمع المفتوح (التي قدمت أكثر من 12 مليون دولار لـ Tides خلال نفس الفترة).
أيضا فإن أمواله تركز على دعم مبادرات السلام الإسرائيلي الفلسطيني وحل الصراع بشكل عادل للطرفين، وهو ما لا يعجب الجمهوريين وأنصار دونالد ترامب في الولايات المتحدة الذين يواصلون شيطنته خصوصا وأنه من أكبر داعمي الحزب الديمقراطي.
المتحدث باسم مؤسسة المجتمع المفتوح قال إن المؤسسة الخيرية “قامت بتمويل مجموعة واسعة من المجموعات الأمريكية التي دافعت عن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلى حل سلمي للصراع في إسرائيل”.
الشيطان جورج سوروس؟
لطالما كان الملياردير اليهودي ضحية لنظريات المؤامرة التي تنشرها وسائل اعلام يمينية مثل فوكس نيوز، وكذلك الناشطين الداعمين لدونالد ترامب، خصوصا وأنه الداعم الأكبر من قبل لأوباما وهيلاري كلينتون.
ويقف جورج سوروس في صف الديمقراطيين، الحزب الأمريكي الحاكم حاليا في عهد جو بايدن، وهو حزب ذو ميول يساري ومعروف بدفاعه عن الأقليات مثل المثليين والسود والعرب واليهود في الولايات المتحدة الأمريكية.
في المقابل الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه دونالد ترامب وقبله جورش بوش، هو حزب يميني ومحافظ، وبه زعماء يدخلون الدين في السياسة.
وهكذا وصلت تلك النظريات والقصص إلى العالم العربي بعد ترجمتها وتقديمها في الكتب والفيديوهات والمقالات، ليصبح الملياردير اليهودي شيطانا في العقل العربي الذي يميل إلى نظريات المؤامرة أكثر من الحقائق.
من جهة أخرى أصبحت القاعدة الأساسية في الرأي العام الإسلامي والعربي شيطنة اليهود وإسرائيل، والتعميم، بينما الواقع مختلف، كما بقية الأمم فيهم المتطرف والوسطي واليميني واليساري.
إقرأ أيضا:
كوسوفو الإسلامية: القدس عاصمة اسرائيل ولا نعترف بفلسطين
هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟
تيودور هرتزل: الملحد الذي أسس الصهيونية ودعمته الجزائر وفلسطين
مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة
نزوح شعب غزة من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية قانوني
الإلحاد ممنوع في الماسونية والملحد غير مرحب به