أصبحت ياهو ملكا لعملاق الإتصالات الأمريكية فيرايزون بعدما كانت امبراطورية مستقلة منذ 21 عاما، فيما تواجه تويتر نفس مصيرها بعد 10 سنوات من محاولتها المنافسة بقوة في قطاع الشبكات الإجتماعية.
نتذكر أنه خلال السنوات الماضية انفرد فيس بوك و تويتر بقطاع الشبكات الإجتماعية وكان هناك تنافس حاد بينهما، لكن فجأة تغير كل شيء في حياة تويتر التي لم تعد تعرف من هي؟ شبكة اجتماعية؟ منصة تراسل فوري؟ أم منصة متابعة الأخبار؟ لتوضح مؤخرا مسؤولة في قسم التسويق السيدة Leslie Berland هوية الشركة وتعيد تعريف نفسها من جديد.
إنها منصة اجتماعية للأخبار حيث تنشر القنوات ووسائل الإعلام التغطيات المختلفة ويمكن للأفراد والمستخدمين أيضا نشر الأخبار والآراء حول الأحداث واعادة مشاركة تلك التي توافق وجهة نظرهم للأمور بكل بساطة.
وبالطبع تعتمد تويتر على المحتوى النصي بالأساس لكن لأنه ليس كافيا فقد تم دعم الصور وأيضا الفيديوهات لنشرها والتي تنقل الأخبار بدقة أفضل.
ورغم أنها اقتبست العديد من المزايا مؤخرا من فيس بوك والشبكات الإجتماعية إلا أن النموذج الذي تقدمه لا يزال مميزا ومختلفا عن السائد في بقية مواقع التواصل.
إذن هي عملية اعادة تعريف نفسها قامت بها تويتر على لسان مسؤولة في قسم التسويق السيدة Leslie Berland بعد أن احتار المستثمرين والمراقبين وحتى المستخدمين في وصفها ومعرفة ما الذي يجعل استخدام هذه الخدمة ضروريا؟
هذا يذكرني بشركة ياهو التي اختلف الجميع حول هويتها، هل هي شبكة اجتماعية كونها تملك تمبلر؟ أم هي شركة خدمات التواصل كونها تملك خدمة بريد إلكتروني وتطبيق ياهو ماسنجر؟ هل هي محرك البحث؟ ام بوابة اخبارية؟ وللأسف فشلت ماريسا ماير في تحديد هوية الشركة مجددا واكتفت في عهدها بإعادة تصميم شعار الشركة!
نفس الخطأ ارتكبه تويتر أيضا، فلطالما اعتبرناها شبكة اجتماعية تنافس فيس بوك وبقية مواقع التواصل الإجتماعي وفي النهاية تأتي الشركة التي تغرق في الأزمة لتنفي ذلك وتصف نفسها بأنها منصة أخبار يمكنك من خلالها متابعة الأخبار أول بأول وأسرع من محركات البحث التي تتأخر في عملية أرشفة الأخبار التي تنشرها المواقع الإخبارية من خلال الهاشتاغات.
على النقيض تماما عندما نتحدث عن فيس بوك فالتواصل وربط العالم بالإنترنت هو التصور الموجود في أذهاننا عن هذه الشركة وبالطبع هي تنافس مع الحفاظ على هذه الهوية حيث لديها فيس بوك، ماسنجر، واتساب، انستقرام، مشاريع نشر الإنترنت وكلها تحقق القيمة التي تروج لها الشركة.
لكن ماذا عن تويتر؟ إذا سألت أي شخص يعرف هذه المنصة سيخبرك أنها منصة اجتماعية للتدوين المصغر حيث يمكنك كتابة تغريدات تتضمن 144 حرفا حول أي شيء يهم المستخدم ومشاركتها مع المتابعين ويمكنهم الاعجاب بها أو التعليق عليها أو حتى اعادة مشاركتها كما هو الأمر في بقية مواقع التواصل الاجتماعي.
تويتر بإعادة التعريف الجديد تضرب هذا التصور بعرض الحائط وتؤكد على أنها منصة اخبارية تستضيف وسائل الإعلام والشخصيات والمشاهير والمؤثرين الذين ينشرون أخبارهم وأراءهم ويتفاعل معها المتابعين ويمكن أيضا للأفراد نشر روابط الأخبار وانتاج المحتوى ونشر آراء مختلفة وجديدة.
يأتي إعادة التعريف للهوية في وقت جد حساس لا تزال فيه الشركة تواجه مشكلات كبيرة في تحقيق معدلات نمو جيدة على مستوى المستخدمين الجدد ولديها حاليا 313 مليون مستخدم وقد حصلت خلال 3 أشهر على 3 ملايين مستخدم جديد وهو نمو جد ضئيل بالنسبة لهذه الشبكة التي حققت أيضا خسائر وصلت إلى 107 مليون دولار.
نهاية المقال:
تبذل تويتر جهودا كبيرة مؤخرا في تطوير المنصة وأيضا التعريف بنفسها وقررت مؤخرا القيام بحملة إعلانية تحاول فيها الترويج لنفسها على أنها منصة لمشاركة الأخبار المختلفة والتفاعل معها ونشر المحلية والخاصة بالشركات والشخصيات والأشخاص، وكل هذا لتصحيح مسارها وإعادة تحديد القيمة المضافة من التواجد عليها سعيا منها لزيادة عدد المستخدمين وتطوير العائدات والتخلص من الخسائر التي تتجاوز 100 مليون دولار كل 3 أشهر حاليا.