ماذا يعني توقف أمريكا عن استيراد النفط من السعودية؟

ماذا يعني توقف أمريكا عن استيراد النفط من السعودية؟

لأول مرة منذ 35 عاما لم تستورد أمريكا خلال الأسبوع الماضي أي نفط خام من السعودية، وهو ما يكشف تحول كبير في صناعة النفط برمتها.

بعد أن كان الذهب الأسود مهما للغاية وكان السبب الرئيسي في مختلف الحروب التي شهدها الشرق الأوسط ومناطق أخرى بالعالم، فقد أصبح سلعة عادية.

ماذا يعني توقف أمريكا عن استيراد النفط من السعودية؟ هذا ما سنجيب عنه اليوم.

  • نهاية عصر النفط أو الذهب الأسود

منذ انهيار أسعار النفط 2014، دفعت الأزمة المالية الناتجة عن ذلك دول مثل السعودية إلى تبني رؤية للتحول نحو قطاعات جديدة وتنويع اقتصادها.

لقد أدركت المملكة الخليجية الغنية بالنفط أن زمن النفط بدأ ينتهي، وهناك منافسة قوية من الغاز الطبيعي الذي يعد أقل تلويثا للبيئة، إضافة إلى الطاقات المتجددة.

في هذا الوقت تمكنت التكنولوجيا في أمريكا إلى التوصل نحو حل لإنتاج النفط الصخري بكميات جيدة وبأقل تكلفة ممكنة، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر منتجي الذهب الأسود.

الصين نفسها تنتج النفط الصخري والتكنولوجيا التي تسببت في هذا التحول موجودة حاليا بشتى أنحاء العالم، ويمكن للشركات الدولية استخدامها.

لكن ما الذي حدث؟ أصبح المعروض واحتياطات الدول خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والصين من هذه المادة ممتلئة جدا، وجاءت أزمة كورونا لتزيد الطين بلة.

  • الولايات المتحدة الأمريكية ليست بحاجة إلى نفط السعودية

في حرب أكتوبر 1971 رأينا كيف أن إيقاف السعودية تصدير النفط إلى العالم الغربي قد عرض الإقتصاد العالمي للشلل، والحقيقة أنه منذ ذلك الوقت والولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن بدائل.

تقليل الإعتماد على الطاقة من الشرق الأوسط هو هدف جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

وقد ساعدتهم التكنولوجيا في العمل بشكل متسارع على اتجاهين، الأول هو زيادة الإنتاج المحلي من النفط لتلبية احتياجات السوق الأمريكية، والثاني هو تطوير تكنولوجيات انتاج الطاقة النظيفة.

وتركز السعودية حاليا على تصدير النفط إلى الصين والإتحاد الأوروبي ودول عربية مثل المغرب ومصر والعديد من الدول الأسيوية الأخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان.

وتراجعت شحنات النفط الخام إلى الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة في تحول يوضح لنا إلى أي مدى لم يعد للنفط الخليجي أهمية بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم.

  • لن يتغير هذا الإتجاه خلال عهد جو بايدن

تعد إدارة جو بايدن أكثر حزما فيما يخص بنظافة الطاقة التي يريدون استهلاكها، وسيعود الرئيس الأمريكي الجديد إلى اتفاق باريس.

كما أنه سيعمل على اتخاذ إجراءات وتقديم تحفيزات لشركات الطاقة النظيفة، وهذا كي يزداد إنتاج الطاقات المتجددة والإعتماد عليها.

وستكون أوروبا أكثر تشجعا نحو تطبيق التوصيات المقررة لتبني طاقات أنظف والإبتعاد عن الوقود الأحفوري الذي تسبب في اضطرابات بيئية عظيمة.

ومن جهة أخرى فإن الصين نفسها هي ضحية لهذه الإضطرابات، وهي ستسعى لجعل مصانعها ومعظم السيارات والحافلات على أراضيها تعمل بالكهرباء التي يتم انتاجها من طاقات نظيفة.

وتدرك بكين أن الإعتماد على النفط مضر لمصالحها الجيوسياسية، حيث يمكن محاصرتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو أن تعجز في الحصول على الإمدادات النفطية إذا حصلت حرب شاملة في الخليج أو بالمناطق التي تمر منها السفن النفطية.

وتعتمد بشكل متزايد على الغاز الطبيعي الذي تحصل عليه من روسيا، وهذه الأخيرة هي المصدر الرئيسي لهذه المادة نحو الإتحاد الأوروبي أيضا.

ومن المنتظر أن يستمر تراجع واردات أمريكا من النفط السعودي في الأشهر والسنوات القادمة، إلى أن تصبح هذه المادة خارج صادرات السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

إقرأ أيضا:

موعد نضوب النفط في الجزائر وبدء استيراد الغاز

عائلات أمريكية كبرى تتخلى عن النفط والوقود الأحفوري

جو بايدن في صالح دول النفط وفي مقدمتها السعودية

تأثير فوز بايدن على الأسهم السندات الذهب النفط تركيا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز