
سيكون على المؤثرون والمستقلون والعاملون عن بعد في الإنترنت تسوية وضعهم الضريبي، وقد بدأت مديرية الضرائب في المغرب مراسلتهم لدفع ضرائب السنوات الماضية.
ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء الناشطون سيكون عليهم دفع مبالغ قياسية نتيجة التهرب الضريبي، ربما تسبب لبعضهم أزمات مالية أو تقضي على مدخراتهم.
ولدى مديرية الضرائب المغربية عن كل شخص تقديرات بأرباحه ومداخيله عبر الإنترنت، وقد تتفاجأ عند الإطلاع عليها بأنها تتوافق مع مداخيلك في السنوات الماضية.
كيف تتعقب مديرية الضرائب في المغرب أرباحك من الإنترنت؟ هذا سؤال مهم وهو الذي سنجيب عنه في هذا المقال.
المديرية العامة للضرائب (DGI) مؤسسة مهمة في المغرب
إلى جانب بنك المغرب تلعب هذه المؤسسة دورا رئيسيا في المملكة حيث هي المسؤولة عن جمع الضرائب وتنفيذ القانون الضريبي ومكافحة التهرب وتحصيل العائدات التي تعد مهمة في ميزانية الدولة.
وفي ظل الأزمة الإقتصادية والمالية التي يعاني منها المغرب منذ وباء كورونا والظرفية العالمية السيئة، حصلت هذه المؤسسة على الضوء الأخضر من أجل مكافحة اقوى للتهرب الضريبي وتحصيل عائدات قياسية.
وتحتاج الدولة إلى عائدات أكبر لتسديد بعض الديون وكذلك تعويض الخسائر التي تكبدتها في كورونا بسبب تراجع السياحة والتحويلات المالية من الأجانب للمغرب وكذلك الإنفاق على اللقاح وارتفاع الإنفاق على التسلح وبعض المشاريع التنموية.
لذا يمكنك أن تلاحظ أن هذه المؤسسة هي من انشط المؤسسات في المملكة ولا يمر أسبوع دون وجود تقارير عنها وعن الأداء وجهودها وتبنيها التقنيات من أجل تسهيل دفع الضرائب.
بدأت هذه المؤسسة منذ أشهر ارسال تنبيهات للأشخاص الذين لديهم دخل ولا يدفعون ضرائب من أجل تسوية وضعهم الضريبي، وعادة ما تطلب المؤسسة في الإخطار الذي يتوصل به المعني الإبلاغ عن عائدات السنوات الماضية لدفع الضرائب.
غير أنه في هذه الحالة، لا يوجد مجال كبير للتلاعب والإبلاغ عن أرباح أقل من المحققة، قد يضع المعني أمام مشاكل ومتابعات من المؤسسة المالية.
البيانات لا تأتي من البنوك بل من مكتب الصرف
ليس من القانوني أن تقوم المؤسسة البنكية التي لديك بها حسابا، بتقديم بياناتك لأي جهات حتى مديرية الضرائب نفسها، وتعد بيانات العملاء سرا لا ينبغي الكشف عنه.
غير أن مديرية الضرائب تستطيع معرفة دخلك في السنوات الماضية من خلال طرف آخر مهم، وهو مكتب الصرف، الذي يلعب دورا مهما في تحويل المداخيل التي تأتي من الخارج بالعملة الصعبة ويحولها إلى الدرهم لتصبح في حسابك البنكي.
تلك العمليات عادة ما تكون مدمجة مع بيانات عنك، منها الجهة التي أرسلت لك المبلغ المالي، والمبلغ وكذلك رقم حسابك البنكي أو الوسيلة التي ستتلقى بها أرباحك مثل ويسترن يونيون.
يسجل مكتب الصرف كل تلك البيانات ويقدمها فيما بعد لمديرية الضرائب، لذا يمكنهم التحقق ممن يدفعون الضرائب ومن يقوم بالإبلاغ عن عائدات أقل من عائداتها الحقيقية.
ويمكن لمديرية الضرائب استدعاء ملفات أي شخص من جهات مختلفة من أجل التحقيق أكثر في مسألة دفعه للضرائب وهل هو صادق في الأرقام التي يبلغ عنها.
يراقب مكتب الصرف تحويلات الأجانب إلى المغرب وكذلك تحويلات المغاربة إلى المغرب وهو الذي يصدر بطاقات الدفع والائتمان مثل الفيزا والماستركارد التي تمنحها البنوك لعملائها.
وبناء على ذلك فإن التقارير التي يقدمها تبدو دقيقة خصوصا لمن يعتمد على الإنترنت في دخله ويحقق عائدات من أدسنس ويوتيوب ومنصات العمل المستقل.
حقيقة لا يعرفها الكثير من الشباب
يعتقد كثيرون أنه من خلال التحويل البنكي لا يمكن للدولة والسلطات الضريبية رصد تلك التحويلات، وأنه يمكنهم الإبلاغ عن ما يريدونه من مداخيل وعائدات وهذا غير صحيح.
يمكن الإبلاغ عن العائدات ودخلك كما تريد ودفع الضرائب، لكن يمكن لمديرية الضرائب القيام بمراجعة تفصيلية والتحقق من أنك غير متورط في التهرب الضريبي.
وفي حال اكتشفت المؤسسة ذلك فإن هذا يعرضك لمشاكل قانونية وسيتطلب منك تسوية وضعك الضريبي وهو ما سيكلفك الكثير وأحيانا بمبالغ أكثر من تلك التي لم تبلغ عنها.
تساعد أيضا أنشطتك التجارية مثل شراء منزل وسيارة وبعض المشتريات الكبيرة مديرية الضرائب على رصد مداخيلك وتقديرها بشكل أفضل.
إقرأ أيضا:
10 طرق يخفي بها الأغنياء أموالهم لخفض فاتورة الضرائب
لماذا ينبغي خفض الضرائب في المغرب وما هي مقترحاتنا؟
كيف انتصرت أمريكا في نظام الضرائب العالمي الجديد؟
خطة زيادة الضرائب عالميا والقضاء على الملاذ الضريبي
ما هي الضريبة وما هي فائدة الضرائب وهل هي ظلم؟