تجارة عيد الأضحى بقيادة البرازيل والدول غير الإسلامية

تجارة عيد الأضحى بقيادة البرازيل والدول غير الإسلامية

يعد عيد الأضحى بمثابة العيد الكبير وربما الأهم بالنسبة للمسلمين إلى جانب عيد الفطر، وهما أكبر مناسبتين للسعادة والبهجة لدى المسلمون.

بلغة الإقتصاد لم يأتي الدين تقريبا بشرائع معينة دون أن يكون هناك جانب مادي لها، فالحج والزكاة والعمرة وحتى الإحتفال بعيد الفطر وصوم رمضان وعيد الأضحى لها جانب مادي مهم.

الإنفاق في الوقت الحالي وقبيل الإحتفال بعيد الأضحى يومي الأحد والإثنين في مختلف دول العالم الإسلامي مرتفع للغاية.

هناك اقبال على شراء الأضاحي ومنها الخرفان والأبقار والماعز وبقية الأغنام الحلال، إلى جانب شراء الحاجيات الأخرى والإقبال على شراء ملابس جديدة.

تجارة قيمتها 415 مليار دولار

تبلغ قيمة الأموال المنفقة خلال موسم عيد الأضحى 415 مليار دولار، معظم هذه الدولارات مخصصة للمنتجات الغذائية الحلال الضرورية خلال هذه الفترة.

الأطعمة الحلال هي تلك التي يتم إنتاجها وفقًا لما هو مسموح أو قانوني في الشريعة الإسلامية التقليدية، وهي تخلو من الخمور ولحوم الخنازير واللحوم التي تم ذبحها بطرق غير اسلامية.

من المتوقع أن يتم التضحية في عيد الأضحى هذا بأكثر من مليون حيوان، لحم ضأن ولحم بقر وجمال، في المملكة العربية السعودية وحدها في هذا العيد.

بينما يتبع المسلمون حول العالم ممارسة التضحية بحيوان معين في العيد، تزداد هذه الأرقام بشكل كبير.

السوق والفرصة الاقتصادية المرتبطة بهذه الممارسة كبيرة بما يكفي لجذب الدول غير المسلمة، في الواقع فإن القيمة السوقية للحوم الحلال مرتفعة للغاية بحيث لا يقتصر فقط على الربح لممارسة الحج ولكن لاستهلاك اللحوم الحلال طوال العام.

حقائق عن صناعة الأغذية والمشروبات الحلال

على الرغم من أن المسلمين هم المستهلكون الرئيسيون للأطعمة والمشروبات الحلال، فإن الدول الإسلامية ليست المستورد الوحيد لمنتجات الحلال.

تحقق الدول غير المسلمة أرباحًا من بيع اللحوم الحلال بفضل الإفتقار إلى القيادة الاقتصادية في الدول الإسلامية.

البلدان غير المسلمة هي المصدر الرئيسي لمنتجات اللحوم الحلال العالمية، في الواقع هناك ثمانية من أكبر 10 مزودين للحوم الحلال العالمية هم من الدول ذات الأغلبية غير المسلمة لعل أبرزها البرازيل واستراليا والهند والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كأكبر منتجين.

استوردت المملكة العربية السعودية، موطن الحج، ما مجموعه 1.5 مليار دولار من الدواجن في عام 2016، أي ما يعادل حوالي 71 في المائة من إجمالي وارداتها من اللحوم، وصدرت البرازيل 1.25 مليار دولار من الدواجن إلى المملكة العربية السعودية في عام 2016.

تجارة عيد الأضحى لا تفيد الدول الإسلامية

هذا السوق المربح المملوك للمسلمين لا تديره أي دولة إسلامية، هذا مثال آخر على افتقار الأمة المسلمة إلى المهارات القيادية والتي سمحت للدول الغير المسلمة بقيادة السوق والحصول على أكبر قطعة ضمن هذه الكعكة.

إنه خبر سيء بالطبع لهذه الدول التي تعد أغلبها فلاحية وتعتمد على الزراعة وتربية الماشية وإنتاج اللحوم، حيث كلها للأسف لا تحقق الإكتفاء الذاتي وتعتمد على الإستيراد من الدول الأجنبية.

هذا ما يجعل من عيد الأضحى عيدا استهلاكيا للمسلمين ولا يعود كثيرا بالنفع على الإقتصادات المحلية، وإن كان التجار المحليون يستفيدون كثيرا فإن المنتجات التي يبيعونها أغلبها مستورد من الأسواق الأجنبية ومعلب ومصمم وكأنه صناعة محلية.

تجارة عيد الأضحى التي تصل قيمتها إلى 400 مليار دولار تستفيد منها في المقدمة دولة البرازيل والهند وأستراليا والولايات المتحدة وفرنسا، المسلمون ليسوا سوى مستهلكين كما العادة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز