في العالم التقني المنافسة لا تتوقف و تبدوا الشركات العالمية باختلاف توجهاتها و فلسفاتها كدول متحاربة فيما بينها و قوى عالمية تفضل أحيانا المواجهة الغير المباشرة على تلك المباشرة .
كل الأسلحة مقبولة بما فيها إطلاق منتجات منافسة بأسعار أقل أو بجودة مضاعفة أو حتى قيادة هجوم إعلاني عبر التلفزيون و وسائل التواصل الإجتماعي وصولا إلى الإستحواذ على الخدمات التي تجعلها أقوى من ناحية ترسانة خدماتها .
و تبدوا باكستان ساحة معركة بين جوجل و أبل كما هي بقية الساحات لكن هذه الساحة عاشت مؤخرا على وقع سلاح أخر قد لا يكون في صالح مستعمله اصلا .
نتحدث يا سادة عن استخدام البول كمادة نجسة في نزاع العملاقين على أرض باكستان ، لقد رصدنا كبقية مستخدمي خرائط جوجل المتفوقة ربوت أخضر يدعى اندرويد يتبول على التفاحة المقضومة في أقصى شرق باكستان بالقرب من حدود الصين شرقا ترصده الهند من الجنوب .
هذه الإهانة كافية لتشعر أبل بغضب كبير إزاء جوجل و مستخدميه المتعصبين لها ، أقصد من يكرهون أبل و يقفون وراء هذا التصرف المقزز و المضحك في آن معا .
من حسن الحظ أن الأندرويد يظهر بهذه المخالفة في نمط الخرائط أما عند إستخدام نمط القمر الصناعي فلا يمكنك رصد الأندرويد و هو يتبول على التفاحة المقضومة بل ستكتشف حثما أن الواقعة تمت في مساحة فارغة من الهضاب غنية بالأشجار و بعيدة عن الساكنة .
المحللين يرون أنه سلوك من مستخدمي جوجل الذين يكرهون أبل في باكستان أو حتى في دولة أخرى و ذلك باستخدام أداة Map Maker فيما هناك من يشك أن جوجل نفسها تقف وراء الموضوع.
و على بعد ميل أخر على الشرق من مكان الحادثة الأولى رصدنا أيضا عبارة “سياسة مراجعة جوجل حمقاء” مع وجه عبوس حزين كئيب مدفونة في طبقة خضراء من الخريطة و يبدوا انها إما من مستخدم أخر رصد تبول الأندرويد على أبل في باكستان و أراد الإنتقام بطريقة اكثر تحضرا أو ربما رد من أبل التي علمت بهذه المخالفة قبل أن يتم حذفهما .
لا يهمنا من الذي يقف وراء هذه المسخرة في خرائط جوجل فنحن لا نعمل كمحققين ، فلا جوجل و لا أبل كلفتنا بمهمة التحقيق في ذلك و لا يريدان ذلك .
الأهم أن خرائط جوجل هي التي ستدفع ثمنا غاليا في سمعتها و على جوجل إعادة السيطرة على أداة Map Maker و إلا فنحن على أبواب تحول كل خرائط العالم إلى مواجهات ليس بين عشاق أبل و جوجل أو حتى كليهما فقط و لكن بين كل الأصناف من الشركات و المؤسسات و الدول أيضا أما الأفراد فليسوا خارج اللعبة أصلا
من غير المستغرب أن نجد لهذا السبب كارهوا دولة معينة تتحول خريطتها إلى عبارات الكراهية ضدها و أيضا أن نجد نفس الأمر بالقرب من الموقع الجغرافي للشركات من خلال استهدافها ، ليس هذا فقط نخشى أن تتحول هذه المهزلة إلى موضة جديدة ، الإنفصاليين و من يحلمون بدولة جديدة ضمن دولة قائمة لن يتجاهلوا هذه الفرصة للترويج لسموم أفكارهم فيما جارك الذي يكرهك أو صديقك من مدينة اخرى و الذي يعرف موقعك الجغرافي قد يلجأ إلى هذه الطريقة بهدف السخرية منك او التمازح معك و الرد من المؤكد أنه سيكون بالمثل !
بعيدا عن باكستان وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية يبدوا البيت الأبيض ضحية أخرى لأداة Map Maker إذ تم رصد علامة تحمل متجر إدوارد سنودن لأدوات التزلج على الجليد على مقربة منه . و نحن نعرف جميعا أن إدوارد سنودن عميل المخابرات الأمريكية السابق مطلوب للعدالة هناك بسبب التسريبات و ما قام به ضد بلده .
و الأهم أن ترى جوجل حلا لأداة Map Maker قبل أن تجعل من خرائطها ساحة لمعارك الجميع و تصفيات الحسابات و توجيه الرسائل المشفرة و الحزين من كل هذا هو مستخدم هذه الخدمة ذلك الشخص الذي يريد خرائط صحيحة و نظيفة و ليس معرضا للشتائم و السخرية !