بيتكوين لن يكون بديلا للذهب يكفي أن العملات النقدية وهم وخداع

الذهب أرقى من أن نقارنه مع عملة وهمية

كلنا نعلم أن بيتكوين هي واحدة من العملات الإفتراضية، فهي موجودة على الإنترنت ويتم التعامل بها هناك ولا وجود لها في الواقع وتعدينها وإنتاجها يتم بالحواسيب من خلال برامج وخدمات خاصة تعتمد خوارزميات معقدة، وليس معلوم مخترعها ولا من يقف وراءها وهي نتاج العالم الحر أي أنها لا تخضع لتحكم البنوك المركزية ويخضع سعرها للعرض والطلب.

أما العملات والأوراق النقدية مثل الدولار والريال السعودي والجنيه المصري والدرهم المغربي واليورو … الخ، هي قطع وأوراق نقدية تصدرها البنوك المركزية بعضها تتحكم في قيمتها بشكل مباشر وأخرى بربطها مع الدولار واليورو وأخرى مثل الجنيه المصري تخضع للعرض والطلب وكذلك العملات الرئيسية، وما يجمعها كلها أنها ملموسة.

بغض النظر عن حقيقة العملات والأوراق النقدية الصادمة والتي لم تعد مقومة بالذهب وتم فك ربط الدولار بالمعدن النفيس وقصة أكبر سرقة في التاريخ للثروة، فإن بيتكوين هي وهم أشد ظلامية من تلك العملات الملموسة.

ومهما قيل أن بيتكوين جاء ليسهل عملية الدفع والشراء وأيضا تلقي الأموال وارسالها مع الحفاظ على الخصوصية، فهذا أيضا كان سبب ظهور “الكاش” لأنه من الصعب التعامل بقطع الذهب والفضة وهي عملية معقدة، قبل ان يتم استغلال هذا السبب في سرقة الثروة والمال الحقيقي.

الأزمات المالية والإقتصادية هي التي تكشف فعلا عن حقيقة وهم الأوراق النقدية وحتى العملات الإفتراضية، وهي التي تخسر قيمتها بصورة كبيرة وربما تنهار بصفة تامة.

رأينا الكثير من العملات التي ماتت وأخرى وصل بها الحال إلى أدنى مستوى ممكن بعد أن كانت قيمتها كبيرة، وآخر هذه القصص انهيار العملة اليونانية في الأزمة المالية وأيضا انهيار عملة فنزويلا في الأزمة التي أوصلت أكثر من 80 في المئة من سكان هذا البلد إلى الفقر الشديد.

أصبحت عملة البوليفار مجرد قصاصات من ورق، لا قيمة لها وبوليفار واحد لم يعد يسمح بأن تشتري ما كان يأتي به قبل الأزمة.

من خزنوا وكدسوا الملايين من البوليفار وجدوا أنفسهم في ورطة كبيرة، لقد فقدت قيمتها ولم تعد ثروة كما كانوا ينظرون إليها من قبل، بل فقط مجموعة كبيرة من الأوراق الملونة التي تحمل الأرقام وتوقيع البنك المركزي والرقم التسلسلي والتفاصيل الأخرى دون أي معنى.

هذا ما يحدث عندما تنهار عملة بلد معينة، تختفي قيمتها ويكتشف من يتعامل بها أنه كان طيلة الوقت السابق يتعامل بأوراق لا تحمل القيمة الحقيقية للمال مثل الذهب حيث قيمته موجودة فيه.

هل سمعت من قبل بانهيار قيمة الذهب حتى أصبح لا يساوي شيئا؟ بالتأكيد لا، لكن في المقابل سمعت بالكثير من قصص انهيار العملات، والحقيقة أن كل العملات المتبقية بما فيها المحلية غير بعيدة عن نفس المصير، وهذا ما يحدث في حضرة الأزمة التي تكشف الفرق بين الوهم والحقيقة ويكون حينها الوقت قد فات، ليصبح لديك كومة من الأوراق النقدية التي لا تساوي شيئا، فقط مجموعة من القصاصات الورقية كنت تظن أنها المال والثروة.

أما عملة بيتكوين فسبق لها أن وصلت إلى 1147 دولار خلال ديسمبر 2013 وانهارت قيمتها لتصل إلى 300 دولار خلال عام 2015 قبل أن تتعافى تدريجيا وتصل إلى الرقم القياسي مجددا وها هي تواجه صعوبات في الحفاظ على قيمتها ومن السهل أن تخسر أغلب مكاسبها خلال الفترة القادمة.

 

  • من الحماقة التخلي عن الذهب لصالح بدائل غير مضمونة

تخزين المال للمدى البعيد على شكل أوراق نقدية هي مخاطرة كبيرة فما بالك بتخزين عملات بيتكوين وهي التي تخسر قيمتها بسرعة أكبر ومتذبذبة؟

أنا متأكد أن من يؤمنون بصواب تخزين الثروة المالية على شكل عملات افتراضية مخطئون ومهما انتشرت وتعامل بها الناس فهي عملة أخرى معرضة للأزمات ويمكن أن تنهار لأنها لا تحمل أي قيمة مادية حقيقية تبقيها حية وصامدة، أما الذهب فيحمل قيمته بداخله وهذا ما جعله على مر العصور المرادف الحقيقي للمال والثروة.

 

تابع أسعار بيتكوين مقابل الدولار من هنا 

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز