قبل سنوات قليلة انفجرت فقاعة العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية واندلعت على اثرها أزمة 2008 وقبلها بسنوات اندلعت فقاعة الدوت كوم في قطاع الإنترنت ونتج على إثرها أزمة 2000.
والحقيقة ان كل أزمة تسببها فقاعة منتفخة بسرعة إلى مستويات مجنونة وكبيرة، والأنظار تتجه إلى العملة الرقمية بيتكوين والتي كانت قيمتها في بداية العام محددة على 1000 دولار والآن هي على أبواب 2200 دولار ومنذ أيام قليلة كانت قيمتها 1700 دولار.
التوقعات تقول أن قيمتها ستصل إلى 4000 دولار هذا العام لكن بهذا النمو المتسارع يمكن أن تصل إلى هذه القيمة خلال الصيف وقد تنهار قيمتها سواء بعد الرقم المرتقب أو قبله.
التوقعات لا تصيب بدقة ولا أحد يعرف متى سيقدم المستثمرين في هذه العملة على سحب أموالهم بالعملات المختلفة، على شكل دفعات قوية لنرى سقوطا مدويا لها.
هذا لا يعني بالضرورة نهاية هذه العملة فقد ينهار قيمتها إلى 300 دولار أو 100 دولار ومن ثم تواصل مجددا النمو وتعود كما يحصل تماما مع مؤشرات الأسهم في الأزمات المالية.
-
عملة لا تزال مشبوهة وخارج سيطرة النظام المالي العالمي
رأينا انهيارات مالية حدثت في أسواق المال العالمية التي تخضع للمراقبة من جهات كثيرة، وهذا مباشرة بعد تشكل الفقاعات المالية ووجود سبب أو حدث دفع المستثمرين إلى سحب أموالهم من البورصات العالمية.
فما بالك بعملة لا تخضع لسلطة أحد ويتحكم فيها نفس المبدأ وهي أن القمة يحددها العرض والطلب، وفي ظل ازدياد شراء بيتكوين والاستثمار فيها تزداد قيمتها، لكن مع أي سبب منطقي يمكن لكبار المستثمرين التحرك سريعا لسحب ما لديهم من أموال لتسقط العملة ارضا.
ولا تزال هذه العملة تثير الشكوك حيث تستخدم في أنشطة غير قانونية منها القرصنة الإلكترونية وفيروس wannacry ما هو إلا أحدث قصة لكيفية استغلال العملة في الإبتزاز الإلكتروني.
ورغم ترك الصين البورصات الخاصة بها تعمل والتعامل بها يجري إلا أنها تراقب عن كثب ما يمكن لهذه العملة أن تؤدي إليه لذا لا تزال إمكانية حظرها واردا.
-
نمو سريع للغاية وجنوني أيضا
منذ يوليوز 2010 حققت عملة بيتكوين نموا قدره 3 مليون في المئة، فيما عائد الإستثمار السنوي فيها يصل إلى 351% وهذا غير معقول وغير منطقي.
ارتفاع العملة بوثيرة سريعة وقوية وبهذه السرعة وفي ظرف أيام يؤكد أنها فقاعة جديدة ستنمو إلى مستوى محدد وسيحصل شيء ما يدفعها للتدحرج نحو الوراء طويلا.
قرار سيء ضد هذه العملة أو اتهام معين أو حتى هجمة إعلامية شرسة يمكن أن تزرع الخوف والشك في كبار المستثمرين فيها ليندفعوا نحو البيع بصورة مرعبة لتبدأ قصة الإنهيار.
-
التاريخ يعيد نفسه مرات ومرات ولا أحد يتعلم
خلال فقاعة دوت كوم كان الإقبال على الإستثمار في شركات الإنترنت هي موضة العصر، لذا رأينا الكثير من الشركات التي راهن كثيرون على أنها ستتمتع بمستقبل كبير لترتفع الأسهم بصورة كبيرة وتطرح الكثير من الشركات الناشئة أسهمها للتداول ثم انهار كل شيء وأعلنت العشرات من شركات خدمات الإنترنت والمتاجر الإلكترونية إفلاسها.
حينها سئل وارن بافيت عن السبب الذي دفعه لعدم الاستثمار في تلك الشركات بالرغم من العائدات القوية من أسهمها، وكان جوابه أنه لا يفهم في سر صعودها، وفي الواقع لا أحد كان يعرف ماذا يحدث فعلا وما الذي دفع القطيع للرهان عليها المستثمرين حينها كانوا يتبعون بعهم البعض ويتنافسون فيما بعد إلى ان جاءت الأزمة وخسروا أموالهم.
الآن هناك اقبال كبير على الإستثمار في بيتكوين وأخواتها، والمصير نفسه ينتظر القطيع مجددا والأغلبية الساحقة التي لا تريد أن تطرح سؤالا واحدا، هل من المنطق لعملة رقمية أن ترتفع قيمتها بهذه الوثيرة؟
تعرف على سعر بيتكوين الآن مباشرة