بوادر أزمة انفجار فقاعة شركات التكنولوجيا في الصين

أزمة انفجار فقاعة شركات التكنولوجيا في الصين

خلال السنوات الأخيرة تابعنا ثورة شركات التكنولوجيا في الصين، وهي الثورة التي تشبه تماما ما حدث خلال تسعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية.

لدى الصين حاليا شركات تكنولوجيا في الكثير من المجالات، بداية من محركات البحث إلى الشبكات الإجتماعية نحو خدمات الدفع والتجارة الإلكترونية إلى خدمات الإقتصاد التشاركي، وهناك أيضا شركات في مجال بث الأفلام والموسيقى حسب الطلب والقائمة تطول.

لكن هناك بوادر إندلاع أزمة في الصين قوامها هي شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل علي بابا والمنافسين الآخرين الذين يتم تداول أسهمهم في البورصة الصينية.

  • التاريخ يعيد نفسه

تتشابه فقاعة التكنولوجيا الصينية مع فقاعة شركات الإنترنت الأمريكية في عام 2000، هناك العديد من الشركات التي تحصل على تمويل لأنها تقوم بشيء مرتبط بالتكنولوجيا وإذا ما حققت إيرادات فإن السوق سيستمر في الإرتفاع إلى ما لا نهاية.

وهذا يعني أن الفقاعة بحاجة إلى المزيد من الأموال النقدية للبقاء على قيد الحياة، عندما يكون هناك الكثير من الأشخاص الأغبياء الذين لديهم الكثير من المال، تستمر اللعبة لكن هذا النوع من المواقف لا يدوم طويلاً.

تميزت فقاعة عام 2000 بالكثير من التوقعات المزيفة والفضائح المرتبطة بتقديم توقعات بتحقيق أرباح كبيرة وهو ما لم يحدث.

في الصين هناك اهتمام كبير من المجتمع الصيني بالإستثمار في الشركات الصينية التقنية، وهناك وعود من هذه الشركات بأن الإستثمار  فيها سيعود على المستثمرين بالكثير من الأرباح.

وكما نعلم أن أغلب الشركات الناشئة لا تحقق اي أرباح بل تخسر وتستغل السيولة التي تحصل عليها من المستثمرين في تمويل عملياتها.

  • خسائر كبيرة منذ بداية عام 2018

منذ بداية هذا العام خسرت شركة Tencent أكثر من 160 مليار دولار من قيمتها السوقية، ويربط الكثير من المتخصصين بالحكومة الصينية، التي تقول الشركة إنها توقفت عن الموافقة على التراخيص التي تسمح لها بجني الأموال من الألعاب الجديدة، وتتوقع الشركة أن تحصل الألعاب على الضوء الأخضر في نهاية المطاف، لكن الصعوبات التي تواجهها تعكس بيئة مقيدة بشكل متزايد لشركات التكنولوجيا في الصين.

من جهة أخرى خسرت شركة علي بابا أكثر من 20 في المئة من قيمتها السوقية منذ يونيو الماضي، وهناك مخاوف من أن تتزايد الخسائر رغم انها تبلي بشكل جيد.

  • مساهمة الحكومة في تأسيس فقاعة شركات التكنولوجيا

لقد ساهم الدعم الحكومي بشكل كبير في الفقاعة. هناك العشرات من الشركات الناشئة في مجال السيارات، مع العلم أن الصين لا تشكل إلى الآن منافسا عالميا قويا في مجال صناعة السيارات، والسؤال هو:  لماذا يجب أن يعتقد السوق أنه يمكن أن يكون هناك العشرات من هذه الشركات في المستقبل؟

هناك أكثر من 2000 شركة  تنتج طائرات بدون طيار تقريبا، بينما تم تسجيل 5000 شركة ناشئة في العام الماضي معظمها تم تأسيسها من شباب حصلوا على أموال من آبائهم.

ومع انهيار سوق الأسهم الصينية، يتجه كثيرون إلى هونج كونج لجمع الأموال أو سحب الأموال، إنه الأمل الوحيد تقريبا بالنسبة لكثيرين.

ومع التوترات التجارية الصينية الأمريكية، من غير المحتمل أن يكون مؤشر ناسداك صديقاً لـ “الشركات الصينية”، أي الشركات التي تعد بمنتج أو خدمة مبتكرة، ولكنها تبدو متجهة إلى خسائر كبيرة بقدر ما يمكن للعين رؤيته.

  • كيف ستتصرف الحكومة الصينية مع أزمة شركات التكنولوجيا؟

من الممكن أن تقوم الحكومة الصينية بتوجيه الأموال لدعم الاكتتابات الأولية في التكنولوجيا في هونغ كونغ، لكننا نشك في أنه يستطيع حشد ما يكفي من المال للقيام بذلك بمفرده.

تنفق بكين الكثير من الأموال لجذب المستثمرين الأفراد، وهي تتبع سياسات تدفع الأفراد الذين يفضلون الإدخار على استثمار أموالهم في الإقتصاد والشركات الناشئة.

ويبدو أن الحكومة الصينية لم تتعلم من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مع الأزمات المالية، حيث أنه عندما انفجرت فقاعة الدوت كوم اختفت العشرات من الشركات الناشئة الأمريكية، وفيما بعدها بسنوات عملت السلطات الأمريكية بما فيها البنك المركزي على التقليل من سعر الفائدة وتشجيع البنوك على تقديم خدمات الرهن العقاري بضمانات أقل، لتندلع أزمة مالية عالمية لسنة 2008.

في حالة الصين، نجد أن سوق العقارات هي الأخرى فقاعة ضخمة وقد تنفجر قريبا، وهناك القليل من الخيارات الواضحة أمام الصين لإعادة النمو الاقتصادي.

 

نهاية المقال:

ما يحدث في الصين حاليا يشبه تماما ما حدث قبل انفجار فقاعة الدوت كوم 2000، حيث شركات التكنولوجيا الصينية تحولت إلى فقاعة كبيرة، والخسائر منذ بداية عام 2018 سيئة تنذر بانهيار مرتقب.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز