تعتبر عملة الصين مقياسًا مهمًا للتقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهي تشير الآن إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام.
ولطالما اتهمت الولايات المتحدة نظيرتها باستخدام اليوان الصيني في التميز عن الدول الأخرى واغراق الأسواق ببضائعها، ترد بكين بالنفي ولكن نعلم علم اليقين أن عملتها سلاح في هذه المعركة.
مع عودة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى الواجهة خلال الأسابيع الأخيرة، لاحظنا ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني.
منذ 3 ماي 2019 إلى 17 من الشهر نفسه، ارتفع الدولار بحوالي 3 في المئة تقريبا مقابل اليوان الصيني، ما يعني أن هذا الأخير أصبح أقل قيمة بتلك النسبة المحددة على 2.94 في المئة.
-
اليوان الصيني يتراجع في الوقت الحالي
السؤال هو ما إذا كان التراجع مقصودا أم لا؟ وما إذا كان المسؤولون الصينيون سيتدخلون لمنع اليوان من الوصول إلى أدنى مستوى نفسي يبلغ 7 للدولار.
أصبح هذا المستوى بمثابة خط في الأسواق للأسواق في جميع أنحاء العالم، وإذا ما تم كسره فقد يؤدي إلى رد فعل سلبي في أسواق المخاطر على مستوى العالم، حيث ينتقل المستثمرون إلى الأسعار بتأثير اقتصادي أكبر من حرب تجارية أطول وأكثر إثارة للجدل.
كان اليوان مستقراً إلى حد ما هذا العام، حيث أجرت الولايات المتحدة والصين محادثات تجارية بناءة وكان التفاؤل كبير للتوصل إلى اتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن منذ أن قام الرئيس دونالد ترامب بنشر تغريدات تصعيدية ضد الصين واقرار التعريفات الجديدة في 5 مايو، فقد انخفض اليوان الصيني بنسبة 2.7٪ مقابل الدولار الأمريكي.
-
في صالح الصين هذا التراجع مقابل الدولار الأمريكي
الحالة الصينية مختلفة عن الليرة التركية أو الجنيه المصري أو عملات أخرى بمجرد أن تخسر قيمتها مقابل الدولار تقلق الدول المعنية والمجتمعات والشعوب التي تتعامل بها.
بالنسبة لدولة الصين فهي تعتبر انخفاض عملتها مقابل الدولار الأمريكي ميزة تنافسية قوية، ما يعني أنه كلما تراجعت عملتها مقابل الدولار كان هذا أفضل لصادراتها.
ورغم تأكيد البنك المركزي الصيني منذ ساعات استعداده للتدخل من أجل منع أي تلاعب في صرف العملة، فمن الواضح أن بكين ليست لديها مشكلة ان تتراجع عملتها أكثر مقابل الدولار الأمريكي.
السبب وراء ذلك هو أن التعريفات والرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع الصينية ستزيد لا محالة من تكاليفها وأسعارها في السوق الأمريكية.
ومن أجل التحايل على تلك التعريفات فإن تخفيض قيمة اليوان الصيني هو الحل، وهو ما سيسمح للشركات الصينية بالمنافسة وزيادة الصادرات إلى أكبر سوق للسلع الصينية في العالم.
-
أسلوب جيد أيضا في ظل تباطؤ نمو الإقتصاد العالمي
يمكن أن تستفيد الصين من تراجع اليوان في زيادة مبيعاتها وصادراتها إلى الدول الأخرى مثل الإتحاد الأوروبي والأسواق العالمية الأخرى.
وتعاني الصين من بداية تباطؤ الإقتصاد العالمي وفي حالة ازداد الوضع سوءا فسيشكل ضربا لصناعتها وتجارتها.
-
لكن تراجع اليوان مخيف للأسواق العالمية
المستثمرون في حالة تأهب قصوي لمواجهة هبوط اليوان إلى المستوى 7 يوان للدولار، إن التحرك إلى ما دون هذا الحد، الذي تم اختراقه أخيرًا خلال الأزمة المالية لعام 2008، يمكن أن يمتد إلى الأسواق ويزيد من تعقيد المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.
واصل اليوان انخفاضه يوم الثلاثاء على الرغم من تحرك الولايات المتحدة لتخفيف القيود مؤقتًا على شركة هواوي، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في الصين.
قالت إدارة ترامب إن هواوي يمكن أن تستمر في التعامل مع الموردين الأمريكيين لمدة 90 يومًا من أجل صيانة الهواتف والشبكات الموجودة.
بالنسبة إلى العديد من مراقبي السوق فإن الأمر يتعلق بمتى، وليس ما إذا كان سعر صرف اليوان قد انخفض إلى ما دون المستوى 7 في التعاملات الخارجية.
عند هذه النقطة يمكن لبكين إما أن تدع عملتها تضعف أكثر، مما يساعد الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة وربما يغضب الحكومة الأمريكية أو تتحرك لدعم اليوان، لكن مثل هذا التدخل يمكن أن يحظى أيضًا برد فعل سياسي سلبي ويحمل أيضًا مخاطر على الاقتصاد الصيني.
نهاية المقال:
بينما تشتد الحرب التجارية بين امريكا والصين نلاحظ تراجع اليوان الصيني، هذا خبر سيء للجميع لأنه يسير إلى ما دون المستوى 7 يوان للدولار والذي تم اختراقه في الأزمة المالية لسنة 2008.