
كما توقعنا نهاية العام الماضي، وصل سعر الذهب إلى 2000 دولار للأونصة، وهذا بفضل تراجع الدولار والمخاطر الإقتصادية المتزايدة التي تهدد الإقتصاد العالمي برمته، والخسائر الكبيرة التي خرج بها من الموجة الأولى لوباء كورونا.
صحيح أن هناك بعض التعافي على مستوى المؤشرات الإقتصادية، لكن المخاطر لا تزال قائمة وبقوة أيضا الفترة القادمة.
لهذا حتى في حال حصول تصحيح وتراجع سعر الذهب وقام البعض بالبيع لجني الأرباح، لا تزال هناك فرص كبيرة لكسب المال لمن يحب الشراء حاليا.
جولدمان ساكس تتوقع الإرتفاع إلى 2300 دولار
اكتسب ارتفاع الذهب الحاد مزيدًا من القوة، مع ارتفاع الأسعار إلى منطقة قياسية أعلى من 2000 دولار للأونصة حيث قيم المستثمرون احتمالات المزيد من التحفيز لمكافحة تداعيات جائحة فيروس كورونا، وهبوط آخر في العوائد الحقيقية للولايات المتحدة وزيادة المخاطر الجيوسياسية.
ارتفعت السبائك بأكثر من 30٪ هذا العام، ويمكن أن تمتد المكاسب مع استجابة الحكومات والبنوك المركزية لتباطؤ النمو بكميات هائلة من التحفيز.
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي الثلاثاء إن الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى دعم أكثر مما كان يعتقد في الأصل.
يزداد جاذبية الملاذ كمتجر للثروة مع مواجهة المستثمرين لاحتمال حدوث انتعاش عالمي طويل، وتراجع العملات الورقية، حيث توقعت البنوك بما في ذلك Goldman Sachs Group Inc ارتفاعًا إلى 2300 دولار للأونصة.
مع زيادة إضافية من ضعف الدولار، انهارت العوائد الحقيقية على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى ما دون الصفر وسجلت أدنى مستوى لها دون -1٪ يوم الثلاثاء، بعد انخفاضها بنسبة 3.3٪ في يوليو الماضي.
الطريق إلى 3000 دولار على المدى المتوسط؟
شخصيا لا أستبعد أن يصل الذهب إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر القادمة، وقد يحدث هذا أيضا في وقت أقرب من المتوقع.
لن يقوم البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة وهو ما يعني أن التضخم في الولايات المتحدة قد يزداد الفترة القادمة ومع تراجع الدولار، فإننا نتحدث عن اندفاع المستثمرين إلى حفظ نقودهم في الأصول التي يرتفع ثمنها وقيمتها والإبتعاد عن السندات.
قد تتعرض الأسهم الأمريكية هي الأخرى لضغوط في الفترة القادمة، وهو ما يشجع المستثمرين للإنتقال إلى الذهب والفضة وحتى العملات الرقمية.
هذا الواقع لا يختلف في بقية دول العالم، حيث تحاول الحكومات إصدار المزيد من التحفيزات من خلال الإقتراض وضخ النقود في النظام المالي وتوفير القروض بأسعار فائدة قليلة للشركات والمؤسسات كي تنتعش مجددا وتمول عودتها للعمل.
خطر الموجة الثانية من كورونا سبب إضافي
تقول منظمة الصحة العالمية أنه لا مفر من الموجة الثانية من كورونا، وقد رأينا في الأيام الأخيرة ارتفاع الإصابات مجددا في أوروبا سواء في ألمانيا أو اسبانيا أو فرنسا ودول كثيرة أخرى في أفريقيا وآسيا.
من المنتظر أن يصبح الفيروس أخطر خلال الخريف القادم وقاتلا وهو ما سيدفع الحكومات للعودة إلى الإغلاق مجددا وحتى إن كان جزئيا.
قطاع السياحة والسفر وقطاعات أخرى مهمة ستتضرر، وسيتراجع النفط مجددا وسيشكل الأمر ضغطا قويا على الأسهم.
في ظل هذا الواقع سيختار المزيد من المستثمرين الذهب بشكل أساسي عن أصول اخرى يمكن أن تتضرر بسهولة في هذه الفوضى.
كل هذا مع تزايد التوتر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في القضايا التجارية، إضافة إلى اقتراب الإنتخابات الأمريكية التي تؤثر على الأسواق سلبا، يصبح من الممكن جدا أن يرتفع الذهب نحو 3000 دولار في الأشهر القادمة.
إقرأ أيضا:
شراء الفضة فرصة لكسب المال من صعود الذهب؟
بيتكوين تحلق مع الذهب والفضة والهدف 15000 دولار
هل الوقت مناسب لشراء الذهب خلال ما تبقى من 2020؟
لماذا يرتفع سعر الذهب الآن وهل يستمر في الصعود؟