لا يخفى على أحد أنه منذ بداية العام الجاري والعملات الرقمية تتعرض لموجات هبوط تحولت إلى أزمة هي الأكبر منذ سنوات.
خسرت بيتكوين ومنافساتها أكثر من نصف قيمتها الفترة الأخيرة، وأمس الجمعة وصلت الأزمة إلى ذروتها حيث كبدت القطاع الناشئ 100 مليار دولار من الخسائر.
وخسرت بيتكوين لوحدها خلال شهر 133 مليار دولار لكن خسارة العملات الرقمية أمس وخلال ساعات قليلة للمليارات من الدولارات بصورة متسارعة دفع وسائل إعلام وحتى ناشطون على المنتديات والشبكات الإجتماعية للحديث عن النهاية.
وكنت قد أكدت أكثر من مرة بأن قطاع العملات الرقمية سيستمر والأزمة ستهدأ في نهاية المطاف، بعد أن يتم امتصاص صدمات تحرك السلطات في العديد من البلدان الكبيرة إلى تنظيم هذا القطاع منها كوريا الجنوبية والهند إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ساحة لبعض الأخبار المقلقة أبرزها حظر إعلانات هذه الأصول والطرح الأولي لها على فيس بوك.
-
تفاصيل مجزرة الجمعة الأسود 2 فبراير
وتراجعت سعر بيتكوين من سعر تجاوز 10000 دولار منذ يومين إلى 7780 دولار أمريكي، بينما تراجع سعر الإيثريوم من 1100 دولار إلى 780 دولار أمريكي.
ثالث أكبر عملة رقمية في العالم ونتحدث عن الريبل تراجعت هي الأخرى بنسبة مهمة من 1.15 دولار إلى 0.64 دولار لتبتعد أكثر عن الرقم القياسي 3.8 دولار.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لمولودة أغسطس 2017 بيتكوين كاش وهي التي تراجعت من 1400 دولار إلى 990 دولار أمريكي.
لايتكوين هي الأخرى خسرت الكثير من قيمتها لتبتعد عن 353 دولار حيث تراجعت في أيام قليلة من 250 دولار انتهاء إلى 100 دولار أمس الجمعة.
وتعرضت عملة NEM لضرر كبير الأيام الماضية بعد سرقة الملايين منها على احدى المنصات اليابانية لتبتعد عن الرقم القياسي 1.79 دولار وينتهي بها المطاف أمس في المستوى 0.44 دولار.
الوضع لم يختلف بالنسبة لأكبر العملات الرقمية والصاعدة والناشئة وحتى عدد من الجديدة مع وجود استثناءات قليلة لبعض العملات الجديدة التي ارتفعت بفضل طرحها حديثا وحصولها على استثمارات.
-
أزمة العملات الرقمية تهدأ في السبت المبارك
مع حلول يوم السبت استيقظ العالم على يوم مبارك بالنسبة لقطاع العملات الرقمية، حيث بدأت بتعويض الخسائر وسط تفاؤل قوية من المتداولين.
وليس واضحا إن كانت هذه هي بداية نهاية الأزمة المستمرة منذ شهر وأزيد من شهر بالنسبة لعملة بيتكوين التي خضعت قيمتها لتصحيح مهم خلال ديسمبر الماضي.
وعادت بيتكوين إلى 9300 دولار فيما وصل سعر الإيثريوم إلى 983 دولار وارتفع سعر الريبل إلى 0.97 دولار مقاربا لمستوى 1 دولار، ونفس الأمر بالنسبة لبقية العملات الرقمية التي بدأت تعوض الخسائر.
ويبقى المطلوب لطي صفحة أزمة العملات الرقمية في بداية 2018، هو الهدوء وعدم حدوث أي اشياء من شأنها ان تضر بالمزاج العام للمستثمرين.
ونأمل أن نرى من الحكومات تنظيما عادلا لهذا القطاع بما أنه ليس من المقبول في معظم الدول تداول هذه الأصول واستخدامها على نطاق واسع دون موافقة من السلطات المتخوفة من تأثيرها على الإقتصادات الوطنية والنظام المالي العالمي.
نهاية المقال:
بعد الجمعة الأسود الذي شهد حالة من انهيار العملات الرقمية على مستوى قيمتها، استيقظ العالم ليجد غياب الأزمة في يوم السبت المبارك وعودة الإيجابية والتفاؤل وتقليص الخسائر الكبيرة في أكبر دليل على صحة ما أشرت إليه في مقال “العملات الرقمية ستبقى لكن بعضها سيموت“.