تطورت الهواتف الذكية وحققت انتشارا كبيرا وها نحن نعيش عصر المحمول بامتياز حيث الحواسيب المكتبية والمحمولة فقدت قيمتها وتراجع الإقبال عليها بصورة مرعبة، وبات الناس مهتمين بشراء أحدث موديلات وإصدار الهواتف الذكية.
آبل لاعب أساسي في قطاع الحواسيب مع عائلة الماك العريقة وماك بوك هي الحواسيب المحمولة وجزء من هذه الأسرة التي بدأت قصتها منذ 1984 ويبدو أننا نعيش آخر سنواتها بعد أن انتهت السنوات الذهبية.
ورغم صراعها ضد مايكروسوفت في قطاع أنظمة تشغيل الحواسيب حيث تعمل على تطوير macOS أو ما كان يدعى سابقا OS X وتعمل على إدراجه في حواسيب الماك المكتبية والمحمولة، في المقابل منافستها تطور ويندوز وتوزعه على الشركات التي تصنع العتاد وهي بحاجة إلى نظام تشغيل ليعمل الحاسوب ومن أمثال هذه الشركات نجد لينوفو متصدرة المبيعات وكذلك ديل و إتش بي و سامسونج و توشيبا والقائمة تطول.
لم تدخل مايكروسوفت إلى صناعة الحواسيب إلا عام 2012 مع أول حاسوب منها وهو Surface RT اللوحي والذي يتغير من لوحي إلى حاسوب محمول، وهذا في عهد ستيف بالمار الذي تعرض للكثير من الإنتقادات خصوصا وأن الجيل الأول من حواسيبها لم ينجح ووصفت هذه الخطوة بأنها حماقة في عصر الهواتف الذكية.
الآن وبعد مرور 4 سنوات على إطلاق هذه السلسلة التي أضيف إليها أيضا الحاسوب المحمول Surface Book لينافس الماك بوك بشكل مباشر وهي العائلة التي نجحت مبدئيا في تغيير قطاع الحواسيب وتوجيه العالم إلى الحواسيب الهجينة نجد أن حواسيب آبل ماك بوك تعاني فقد قلت مبيعاتها باستمرار بل وأيضا فقدت مكانتها وهيبتها وهناك علامات تؤكد فعلا أننا نعيش بداية نهاية حواسيب آبل ماك بوك والهجرة إلى مايكروسوفت سيرفس!
-
تراجع وثيرة إطلاق حواسيب الماك!
سنويا كانت آبل تعمل على إطلاق اصدارات جديدة من الماك بشكل عام لكنها خلال السنوات الأخيرة اتضح أن وثيرة التحديثات بدأت تخف بشكل متسارع.
تم اصدار ماك بوك 2016 بعد 500 يوما من الإصدار السابق، فيما الماك برو لم يتم إصدار أي نسخة جديدة منه منذ 2013 بينما لم يتم تحديث الماك ميني منذ 2014.
والحقيقة أن ما يحدث هو أمر طبيعي فتراجع العائدات من منتج معين أو قسم محدد يعقبه تراجع الموارد المخصصة له لاستثمارها في عمليات التصميم والإنتاج والتسويق، وهو ما تفعله كل الشركات العالمية خصوصا الكبيرة التي لا تملك الصبر.
10 في المئة من عائدات آبل تشكلها حواسيب الماك بينما نجد أن آيفون تجاوزت 60 في المئة فيما آيباد يشكل حوالي 20 في المئة تقريبا.
-
فريق عمل الماك يعاني والدعم يقل فعلا
في مقابلات صحفية لشبكة Bloomberg مع موظفي آبل خصوصا العاملين في فريق عمل الماك، فقد أكدوا أن الدعم الذي يحظى به فريق العمل قل خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
وكان الفريق يطور تقنية من شأن ادراجها في حاسوبها المعلن عنه MacBook Pro خلال أكتوبر الماضي أن يكون إضافة قوية للحاسوب تمكنه من منافسة العمالقة في السوق وفيما يعمل المهندسون في الشركة على ذلك قررت الإدارة إصدار الحاسوب ببطارية متوسطة عمل عليها فريق خارجي أدرج بطارية قديمة!
-
المزيد من المهندسين والموظفين يرحلون عن آبل
مع هذه الحقيقة المؤلمة قرر عدد من المهندسين في الشركة الأمريكية تقديم استقالتهم في صمت وبعيدا عن أضواء الإعلام نحو شركات منافسة منها لينوفو ومايكروسوفت وحتى هواوي التي بدأت مشروع الحواسيب المحمولة وجارتها الصينية شاومي.
ورغم أن تيم كوك أكد في مقابلة صحفية أن ماك بوك سيظل من المنتجات الاساسية للشركة إلا أنه جواب ديبلوماسي، ونعلم جيدا أن الشركات الكبيرة تقضي على المنتجات والأقسام عندما تقل أهميتها.
-
الهجرة إلى مايكروسوفت سيرفس في أوجها الآن
اعترفت مايكروسوفت بأن 2016 هو أفضل عام بالنسبة لحواسيبها المحمولة واللوحية مع تزايد نشاط الهجرة من ماك بوك وبقية حواسيب آبل نحو حواسيبها وتبنيها في المكاتب والعمل والمؤسسات وايضا في المنازل.
مايكروسوفت على عكس منافستها التقليدية قدمت الكثير من الحلول في قطاع الحواسيب وطورت من تطبيقات الحاسوب ومنها الرسام ووفرت حلولا وإمكانيات كبيرة للمصممين والمبرمجين لاستخدام منصاتها.
نهاية المقال:
اعترافات من داخل آبل لشبكة Bloomberg أكدت للعالم أن حواسيب الماك والمحمولة ماك بوك تعيش آخر سنواتها، فالمبيعات تتراجع والميزانية المخصصة لتطوير الحواسيب في تراجع وهناك هجرة للمهندسين إلى شركات أخرى فيما تخلى كثيرون عن ماك بوك وقاموا بشراء حواسيب سيرفس من مايكروسوفت.