تتزايد ميزانيات الشركات والمؤسسات المخصصة لإعلانات الإنترنت بشكل سنوي، وهذا يعني أن هناك توجه كبير من أجل استغلال المنصات الرقمية بصورة أكبر والاقتناع بالنتائج منها.
ولا ننكر أن إعلانات الإنترنت تحقق نموا مذهلا عاما بعد عام منذ سنوات، وهي الآن تركز على استغلال الموبايل والإستفادة من إمكانياته الكبيرة.
لكن ماذا لو أخبرتك بأن إعلانات التلفزيون TV أفضل للمعلنين من إعلانات الإنترنت؟ ربما ستعتقد أنني متخلف ومجنون وأحتاج إلى زيارة طبيب ليطمئن على صحة ذهني.
حسنا، أعتقد أنك ضحية للتقارير التي روجت كثيرا لكون إعلانات الإنترنت هي الأفضل، ففي ظل المشاكل التي تعاني منها المنصات الرقمية لعل في مقدمتها الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية وغياب الرقابة تراجعت جاذبية الإعلانات على الإنترنت.
-
إعلانات التلفزيون الافضل من حيث العائد إلى الآن
الدراسة المطولة التي نشرتها Thinkbox مؤخرا تكشف الكثير من التفاصيل وتزيد الستار عن الحقيقة التي لا يعرفها أغلب الناس حاليا خصوصا من يعتقدون أن صناعة الإعلانات تدور حول الإنترنت.
71 في المئة من الأرباح التي يحصل عليها المعلنين مقابل إعلاناتهم هي من إعلانات التلفزيون TV حيث مقابل كل جنيه استرليني يستثمر في هذه الإعلانات يحصل المعلن على 4.20 جنيه استرليني.
تأتي في المرتبة الثانية المجلات الورقية التي تؤكد الدراسة أنها المسؤولة عن 18 في المئة من الأرباح التي حصدها المعلنون خلال 3 سنوات الأخيرة بربح 2.43 جنيه استرليني مقابل كل جنيه استرليني يتم انفاقه على إعلانات المجلات الورقية والمطبوعات والصحف والورقية.
في المرتبة الثالثة تأتي إعلانات الفيديو على الإنترنت والمسؤولة عن 4 في المئة من أرباح المعلنين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حيث مقابل كل جنيه استرليني تنفقه تربح 2.35 جنيه استرليني.
في المرتبة الرابعة نجد إعلانات الراديو المسؤولة فقط عن 3 في المئة من أرباح المعلنين خلال نفس الفترة بواقع 1.15 جينه استرليني مقابل كل جنيه استرليني تنفقه على هذه الإعلانات.
في المرتبة الأخيرة وبعد إعلانات خارج المنزل، نجد الإعلانات المرئية على الإنترنت والمسؤولة فقط عن 1 في المئة من أرباح المعلنين بمقابل هو الأضعف وهو 0.84 جنيه استرليني أي أقل من 1 جنيه استرليني التي يتم انفاقها!
70 في المئة من الحملات الإعلانية على التلفزيون TV مربحة، ويصنف التلفزيون على أنه الأفضل للمعلنين الذين يريدون الحصول على نتائج جيدة.
-
إعلانات التلفزيون TV الأكثر أمانا للمعلنين من إعلانات الإنترنت
من الأكيد أنك سمعت عن أزمة خطاب الكراهية التي تحكم واقع الشبكات الإجتماعية والمنصات الرقمية، وعن مشكلة الأخبار المزيفة التي تنشرها المدونات والمواقع الاخبارية التي تسعى إلى الربح ولو بالتلفيق وتجد فعلا طريق النجاح لها على الشبكات الإجتماعية.
التلفزيون TV لا يعاني في الواقع من هذه المشاكل، باستثناء صنف من القنوات التي يمكن أن تستخدم للتحريض المذهبي وتزييف الواقع وهي عادة لا تتلقى طلبات من المعلنين ولا تعرض فقرات إعلانية للشركات والمعلنين.
رأينا حالات انسحاب المعلنين من تمويل برامج إجتماعية أو سياسية لتورطها في نشر التزييف أو تقديم حلقة تتضمن مخالفة معينة وعادة ما تعمل القنوات على اقالة المذيع في هذه الحالة.
لكن على الإنترنت عندما تعلن على منصات مثل فيس بوك و جوجل لا تضمن أين تظهر إعلاناتك، فالإعلان يمكن أن يظهر إلى جانب منشورات الأخبار المزيفة أو السب والشتم، وقد يظهر على مقطع فيديو للاغتصاب أو الهجوم على شخصية معينة أو دين أو طائفة ويبدو بذلك أنك تموله!
لهذا تنظر الشركات العملاقة والمعلنين الاحترافيين إلى إعلانات التلفزيون TV على أنها لا تزال الأفضل، ويضغطون على المنصات الرقمية لمحاربة خطاب الكراهية والتزييف وفرض الرقابة على المحتوى المنشور وضمان ظهور إعلاناتهم على محتويات ذات مصداقية ومقبولة.
نهاية المقال:
تفوق كبير جدا لإعلانات التلفزيون TV على مستوى الربح من الاستثمار فيها مقارنة بإعلانات الإنترنت، وليس هذا كل شيء بل إن خطاب الكراهية والأخبار المزيفة وغياب الرقابة على المنصات الرقمية تهدد سمعة صناعة الإعلانات على الإنترنت.