مواقع التورنت مخالفة للقوانين وتعرض أصحابها للمتابعة القضائية من الشركات المنتجة للمحتوى الرقمي وقد رأينا العديد من قصص نهاية هذه المواقع بعد سنوات من انتشارها واعتماد الملايين من الناس عليها في الحصول على الموسيقى والأفلام والبرامج والكتب الإلكترونية مجانا، فيما تحقق هذه المواقع العائدات الجيدة من الإعلانات لكن منتجي المحتوى لا يحصلون على أي شيء وتذهب جهودهم أدراج الرياح.
لهذا تربح أي شركة تلجأ إلى القضاء ضد موقع إلكتروني من هذه المواقع القضية، ويعطي القضاء الضوء الأخضر لإيقاف عمل الموقع واعتقال صاحبه وفرض غرامة كبيرة عليه إلى جانب سجنه، هذا لأن القرصنة جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون.
تدرك جوجل هذه الحقيقة وهي التي وقعت خلال الأشهر الماضية بمعية مايكروسوفت على اتفاقية ستعمل بموجبها على حجب نتائج بحث هذه المواقع في المملكة المتحدة.
وفيما يطمح منتجي المحتوى والشركات إلى توسيع هذه الإتفاقية لتشمل كل دول العالم، يسير جوجل عكس التيار ويتأكد لنا أنه يروج لمواقع التورنت في نتائج البث ويعرضها إلى جانب منصات بث محتوى قانونية تعمل وفق تراخيص محددة وتقدم خدماتها بمقابل مادي للمستخدمين يستفيد منه صناع المحتوى أيضا.
جوجل يقترح عليك افضل مواقع التورنت
عند البحث عن best torrent sites في العديد من الدول تظهر قائمة أفقية تعرض العديد من الأسماء المشهورة، منها The Pirate Bay, RARBG وأيضا IsoHunt وهي كلها مواقع قرصنة بامتيار تتعرض للمتابعة القضائية وهناك أوامر بإغلاقها لكن أصحابها يتهربون من القضاء ويعتمدون على خوادم خاصة لاستضافة الملفات.
ورغم أن هذه الميزة تلقائية ويمكن أن تظهر مثلا عند البحث عن أفضل مواقع مشاهدة مقاطع الفيديو، إلا أن الشركة الأمريكية تتحمل مسؤولية اقتراح هذه القائمة بهذا الشكل والترويج بشكل مباشر لهذه المواقع من خلال إظهار أسمائها مرفقة بشعارها وبالنقر عليها تظهر نتائج بحثها.
أقل ما كان على جوجل فعله هو عرض نتائج البحث الخاصة بهذه الكلم المفتاحية ولا أحد بالطبع سيلومها على ذلك، هناك مواقع تقنية كتبت عن هذا الموضوع ومنها lifewire.com ولا بأس من عرض نتائج بحثها، لكن عرض قوائم اقتراحات هو ترويج مباشر ومخالف بكل تأكيد.
الصورة أعلاه هي من موقع TorrentFreak الذي رصد قائمة الإقتراحات في نتائج بحث ونشرها لتتداولها المواقع التقنية خلال الساعات الماضية.
بل يقترحها عند البحث عن مواقع بث المحتوى المرئي
لا تتوقف جوجل عند المخالفة السابقة، بل تضيف حركة أخرى غير مشروعة، عند البحث عن أفضل مواقع البث المحتوى المرئي streaming sites تظهر اقتراحات الشائع على الويب لتعرض لنا العديد من المنصات القانونية والتي تتقاسم عائداتها مع صناع المحتوى، مثل Hulu و Crackle وهما موقعين شهيرين، وإلى جانبهما يظهر موقعين غير مشهورين للتورنت والقرصنة وهما Putlocker و Alluc، ويا له من اشهار وترويج لهما.
في ظل الإقبال المتزايد على مواقع بث المحتوى المرئي القانونية تروج جوجل في نفس نتائج البحث للمنصات الغير القانونية، بل غير المشهورة منها أيضا!
أخطاء تتحمل جوجل مسؤوليتها بكل تأكيد
لا مجال للمجاملات، جوجل تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما يعرض في نتائج بحثها، كما هو الحال بالنسبة لفيس بوك التي تتحمل مسؤوليتها إزاء خطاب الكراهية والأخبار المزيفة المنتشرة على صفحاتها.
نعلم تماما ان عملية الإقتراحات لا تتم يدويا بل اعتمادا على خوارزميات مختلفة، ومن اللازم إصلاحها ومنع مميزات اقتراحات مواقع التورنت والعمل على حجب نتائج بحثها لأنها تتضمن محتويات مسروقة ومخالفة.
هناك اجماع في القضاء الدولي على أن القرصنة الإلكترونية هي واحدة من الجرائم التي تستلزم من السلطات محاربتها واعتقال أصحاب تلك المواقع وسجنهم ومصادرة ممتلكاتهم وفرض غرامات كبيرة عليهم لتعويض منتجي المحتوى، وهناك اتفاقية وقعتها مايكروسوفت و جوجل في المملكة المتحدة تفرض على محركات البحث العالمية قمع نتائج بحث هذه المواقع المشبوهة، لكن يبدو أن عملاقة البحث الأمريكية لا تلتزم بالمواثيق القانونية وتعهداتها بجعل الويب مكانا أفضل للجميع.
إقرأ أيضا:
هل التورنت ممنوع وغير قانوني؟ متى يصبح مسموحا به؟
بالأدلة: جوجل تروج لمواقع التورنت والقرصنة على نتائج بحثها
سقوط مواقع التورنت واحدة تلو الأخرى ليس ظلما بل نهاية الظلم والسرقة
ماذا يعني نهاية بوبكورن تايم Popcorn Time لصناعة الأفلام؟
أفضل 5 شبكات افتراضية خاصة VPN آمنة وموثوقة