تتوالى الضربات القاسية على مايكروسوفت في قطاع الموبايل الذي تحاول أن تحقق فيه نجاحات كبيرة منذ 20 عاما، ويبدو أن عام 2017 سيئ للشركة الأمريكية بشكل عام.
منذ عقدين والشركة تحلم بالسيطرة على أنظمة تشغيل الجوالات، بدءا من الهواتف الحاسوبية التي كانت تأتي مع نظام ويندوز ولوحة مفاتيح فيزيائية وشكلت نسخة مصغرة من الحواسيب المنزلية، إلى ويندوز فون على الهواتف الذكية.
لكن هذا الحلم الوردي بالنسبة للشركة الأمريكية أصبح كابوسا مع توالي فشل الشركة في بناء جمهور كبير لها ومنافسة أندرويد و آيفون أو حتى تشكيل تهديد عليهما.
نائب رئيس وحدة نظام التشغيل في مايكروسوفت السيد Joe Belfiore لخص اقتناع الشركة الأمريكية بفشلها في تغريدتين على تويتر، تعد بمثابة رفع علم الاستسلام في معركة خسرت فيه عملاقة البرمجيات الأمريكية الملايين من الدولارات دون فائدة ترجى.
والحقيقة أن خطة مايكروسوفت لغزو قطاع الموبايل وبناء انسجام بين الحواسيب المكتبية والهواتف الذكية ونظارات الواقع الافتراضي والساعات الذكية وأجهزة التلفزيون الذكية مع بقية الأجهزة هي خطة عبقرية ورائعة للغاية لو تحولت إلى واقع.
لكن مشكلة الشركة ليست في الخطة ولا نواياها الجيدة ولا استراتيجيتها الجديدة التي اعتمدتها بالانفتاح على لينكس والأنظمة المفتوحة المصدر وبناء التطبيقات لأجهزة أندرويد و آيفون جنبا إلى جنب، ولا أيضا في المبالغ الضخمة التي أنفقتها الشركة للمطورين لبناء تطبيقات عالية الجودة تتوفر لأجهزة ويندوز فون، ولا في خطوتها الاستحواذ على نوكيا كي تصبح مصنعة للهواتف الذكية كما هي منافستها آبل وحاليا هذا هو توجه جوجل أيضا.
كل هذه الجوانب ليست بها مشكلة بل إن المشكلة الحقيقية هي العجز عن اقناع أغلبية مستخدمي الهواتف الذكية بترك أندرويد و آيفون وشراء هواتف ويندوز فون، ومن جهة أخرى فشل الأموال والاغراءات المادية وتسهيل برمجة تطبيقات ويندوز فون في جذب اهتمام الشركات مثل جوجل التي ترفض توفير تطبيقاتها على هذه المنصة، سوى فيس بوك التي فعلت ذلك ووفرت تطبيقاتها لأجهزة مايكروسوفت.
-
لا مزيد من هواتف ويندوز فون بعد الآن
مر وقت طويل على إصدار آخر هاتف ويندوز فون، وكنا ننتظر مايكروسوفت سيرفس فون وقيل أنه مشروع ضخم للغاية وسيكون بداية لهواتف عالية الجودة تعمل بنظام ويندوز وتتوفر فيها أحدث المزايا والتقنيات لمنافسة الهواتف الرائدة من شركات أندرويد و آبل.
لكن تغريدة السيد Joe Belfiore وضعت حدا للشائعات والتسريبات التي تصدر من وقت لآخر والتي تتحدث عن هذا المشروع الطموح، وضربت بعرض الحائط كل التقارير التي تؤكد أن مايكروسوفت ترتب أوراقها للعودة القوية إلى مجال الهاردوير في قطاع الهواتف الذكية.
وليس معلوما إن كانت الشركة ستعمل على إنتاج المزيد من الهواتف لكن بنظام أندرويد كما فعلت بلاك بيري التي تخلت عن نظامها خلال السنوات الأخيرة.
-
الشركات رفضت إطلاق تطبيقات لويندوز فون بسبب قلة الجمهور
أنفقت مايكروسوفت المال ووفرته لكبار المطورين وأصحاب التطبيقات والالعاب المشهورة على أندرويد و آيفون لتتوفر على متجر ويندوز فون وهذا لجذب المستخدمين الذين يتخوفون عادة من الانتقال لاستخدام أنظمة تشغيل لا تتمتع بدعم تطويري قوي.
وفي ذات الوقت عملت على تسهيل برمجة تطبيقات ويندوز فون خصوصا مع الإنتقال إلى ويندوز 10 موبايل، وقد وفرت العديد من الأدوات والحلول لبرمجة التطبيقات سريعا وبأقل مجهود على منصتها.
ورغم كل هذه الإغراءات أكد السيد Joe Belfiore أن الشركات والمطورين رفضوا ذلك بدافع أنه ليس هناك جمهور كبير لهذه المنصة وبالتالي فاستثماراتهم عالية الخطورة ولن تعود عليهم بعائدات ونتائج جيدة.
-
مايكروسوفت ستستمر في دعم ويندوز 10 موبايل بالتحديثات الأمنية
في التغريدة الأخرى أكد السيد Joe Belfiore على أن مايكروسوفت ستواصل إطلاق التحديثات الأمنية لنظام ويندوز 10 موبايل.
وبالنسبة للإصدارات السابقة فقد أكدنا سابقا على أن الشركة أنهت دعمها ولن تصدر لها التحديثات ولن تضيع الوقت والمال على ذلك.
-
لكن لا مزايا جديدة لنظام ويندوز 10 موبايل
أما التحديثات التي ستحمل المزايا الجديدة والتطويرات لنظام ويندوز 10 موبايل فقد أكد السيد Joe Belfiore أن الشركة الأمريكية لم تعد تركز على هذا الجانب.
هذا الاعتراف تأكيد على أن ويندوز 10 موبايل فشل هو الآخر في تحقيق أهدافه ولا مستقبل له، ويبدو حاليا مستقبله غامضا أكثر.
نهاية المقال:
أكثر من 20 عاما ومايكروسوفت تحاول أن يكون لها مكان بارز في قطاع أنظمة تشغيل الجوالات والهواتف، وكان ويندوز 10 موبايل آخر مشاريعها لتحقيق هذا الهدف استخدمت فيه خبرتها المتراكمة والمال والمغريات لتغيير قواعد اللعبة وها هو السيد Joe Belfiore على تويتر يؤكد نيابة عن الشركة الفشل مجددا!