إذا كنت تتابع انهيار الليرة التركية منذ أغسطس 2018، فيبدو أنك ستتابع هذا المسلسل للمزيد من الأشهر، وستستمر العملة التركية في النزيف الفترة القادمة.
بعيدا عن توتر العلاقات التركية مع دول الخليج العربي خصوصا الإمارات والسعودية والبحرين، والصراع مع مصر في ليبيا، والنزاعات في العراق وسوريا وضد الأكراد، والعلاقات التي تشهد مدا وجزرا مع روسيا وايران، لدى أنقرة نزاع آخر هذه المرة مع الشركاء الأوروبيين، اليونان ووراءها فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي.
ظهرت المشكلة الشهر الماضي عندما اصطدمت فرقاطة تركية كانت ترافق سفينة استكشاف النفط والغاز بسفينة تابعة للبحرية اليونانية.
لينطلق فصل جديد من فصول صراع تركيا مع الدول المطلة على شرق المتوسط، والذي يتمتع باحتياطات مهمة من الغاز الطبيعي حسب التقارير والمتخصصين.
-
تصاعد خطر نشوب حرب عسكرية بين تركيا واليونان
إلى حد الساعة، لا تزال العلاقات بين البلدين متدهورة، وهناك تصريحات في وسائل الإعلام خصوصا من الجانب التركي بأنهم مستعدون لحرب عسكرية طاحنة ضد الطرف الآخر.
هذا ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أشار إلى استعداد الأمة التركية لأي شيء للدفاع عن مصالحها الوطنية والقومية بما فيها القيام بعمل عسكري.
منذ الإمبراطورية العثمانية لم يكن للجيش التركي مثل هذه البصمة العالمية المترامية الأطراف، حيث أنقذت القوات والطائرات بدون طيار مؤخرًا حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس من الهزيمة.
وعلى الرغم من الأزمة المالية التي تعيشها تركيا سواء بسبب ما حدث خلال أغسطس 2018، أو خلال أزمة كورونا الحالية، تحتفظ الشركات التركية بميزة عالمية مستفيدة من العمالة الرخيصة، التي أصبحت أرخص بسبب الليرة التركية الضعيفة، والوصول إلى الأسواق الأوروبية.
وتعد الأسواق الأوروبية مهمة جدا للشركات التركية لذا فإن أي عمل عسكري يمكن أن يفكر فيه أردوغان، يجب أن يكون بالتوازي في التفكير بمصير شركات بلده بهذه السوق الكبرى.
-
عقوبات الإتحاد الأوروبي تضع الليرة التركية في موقف سيء
خلال أغسطس المنصرم وكما هو الحال في هذا الشهر خلال السنوات الأخيرة منيت العملة التركية بخسائر مهمة وتراجعت مقابل الدولار الأمريكي بصورة كبيرة.
وهدد الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على قطاع النفط والغاز في تركيا إذا لم تتوقف عن سياساتها التوسعية المقلقة لجيرانها بما فيها اليونان.
التهديد من شأنه أن يصبح واقعا نهاية الشهر الحالي عندما يجتمع الإتحاد الأوروبي لتناول قضايا مختلفة، لعل أهمها مسألة التوتر مع تركيا.
وتضغط فرنسا لفرض عقوبات على أنقرة، خصوصا وأنها أصلا استفزت باريس في قضية ليبيا إضافة إلى تحركاتها المقلقة نحو شمال أفريقيا.
وعززت فرنسا وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط نهاية شهر أغسطس الماضي، وقررت مواجهة التحركات العسكرية التركية.
ومن شأن تمرير العقوبات أن يؤثر سلبا على الليرة التركية خلال الفترة القادمة، وهو ما يعني أنه من الممكن أن يتجاوز سعر الدولار 8 ليرة تركية بحلول نهاية هذه السنة.
-
الليرة التركية أمام المزيد من الهبوط
ولا تزال البيانات الإقتصادية التركية تشير إلى أن الأسوأ لم يمر بعد، ولا تزال الشركات التركية تعلن الإفلاس فيما هناك تزايد للديون الداخلية والخارجية للبلاد.
وللأسف لا تساعد العلاقات التركية مع جيرانها الأمور على التعافي ويمكنها أن تتعرض لعقوبات سواء من الإتحاد الأوروبي أو حتى دول الخليج مثل السعودية والإمارات حيث لا تزال العلاقات التجارية جيدة رغم التوتر المتزايد.
حاليا لا يدرك الكثير من أنصار أردوغان من المحللين السياسيين والمراقبين والرأي العام أن تصرفاته في سوريا وليبيا والعراق ومع اليونان والعلاقات المتباينة مع روسيا والولايات المتحدة واسرائيل، ستخلق له مشاكل كبيرة وستجعله يخسر كل ما بناه سابقا.
إقرأ أيضا:
أرقام حول هبوط الليرة التركية وأزمة عملات الأسواق الناشئة
حقائق عن الليرة التركية واستخدام الدولار واليورو في تركيا
ما الذي يمنع انهيار الليرة التركية في الوقت الحالي؟
ما الذي يمنع انهيار الليرة التركية في الوقت الحالي؟