في ظل تقلبات الأسواق العالمية، وفي وقت تواجه فيه الاقتصادات الكبرى تحديات مالية وجيوسياسية متزايدة، برز الروبل الروسي (USD/RUB) كأقوى عملة عالمية حتى الآن في عام 2025.
هذا الإنجاز غير المتوقع لم يحدث مصادفة، بل نتيجة لتداخل معقد بين العوامل الاقتصادية، والسياسات النقدية الصارمة، والتطورات الجيوسياسية.
في هذه المقالة نكشف كيف ولماذا تفوق الروبل الروسي على الذهب والدولار، ونحلل التأثيرات والتحديات المرتبطة بذلك.
الروبل الأفضل أداءً عالميًا منذ بداية 2025
في يوم 16 أبريل 2025، سجل الروبل الروسي ارتفاعًا حادًا أمام الدولار ليصل إلى 82.3 روبل لكل دولار أمريكي، محققًا مكاسب بنسبة 38% منذ بداية العام في السوق غير الرسمية (OTC)، متفوقًا بذلك حتى على الذهب الذي يُعد ملاذًا آمنًا تقليديًا في أوقات الأزمات.
حسب بيانات Bloomberg، لم تحقق أي عملة رئيسية أخرى نفس الأداء القوي، وهو ما جعل الروبل هدفًا للمراقبة والتحليل من قبل المستثمرين حول العالم.
العملة الروسية التي عانت طيلة حرب أوكرانيا من خسائر كبيرة تحولت إلى ملاذ مهم حاليا للمستثمرين والمضاربين في سوق الفوركس لجني الأرباح منها.
العلاقات الروسية الأمريكية والتحول الجيوسياسي
عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة قلبت المشهد الجيوسياسي، التقارب السريع بين موسكو وواشنطن، مع تزايد احتمالات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، شجّع المستثمرين الدوليين على شراء الأصول الروسية عبر “الدول الصديقة”، مثل الصين والإمارات، مما زاد من الطلب على الروبل.
في المقابل، الرسوم الجمركية الجديدة التي أطلقها ترامب تحت مسمى “يوم التحرير الاقتصادي”، أثارت مخاوف المستثمرين حول استقرار الدولار، وزادت من الإقبال على الروبل كبديل استثماري مؤقت.
التقارب الأمريكي الروسي يأتي ضمن استراتيجية الإدارة الأمريكية التي تريد ابعاد الروس عن الصينيين في هذه الحرب الباردة التي يشهدها العالم بين أكبر اقتصادين في العالم.
وهناك تفاؤل شعبي في روسيا بإنهاء حرب أوكرانيا التي دفعت الملايين من الروس للهروب إلى كازاخستان والإمارات ودول أخرى للإقامة هناك.
الآثار السلبية لقوة الروبل على الاقتصاد الروسي
رغم أن قوة العملة تُعد مؤشراً إيجابياً عادة، إلا أن هذا الارتفاع الحاد يضع الكرملين أمام معضلة اقتصادية:
- تقلص القدرة التنافسية للصادرات الروسية في الأسواق العالمية.
- انخفاض العائدات بالروبل رغم أن معظم إيرادات النفط تُحتسب بالدولار، بينما تُصرف النفقات الحكومية بالروبل.
- صعوبة تحقيق توازن الميزانية العامة حيث كان متوقعًا أن يبلغ العجز 0.5% من الناتج المحلي، لكن وزارة المالية حذرت من تجاوز هذا الهدف.
هل تفوق الروبل الروسي مستدام؟
تفوق الروبل الروسي في 2025 حتى الآن يُعد مثالًا نادرًا على عملة محاصرة بالعقوبات تتفوق على الذهب والدولار. ومع ذلك، فإن هذا التفوق مدفوع بسياسات نقدية صارمة، وفائض تجاري استثنائي، وظروف جيوسياسية متقلبة.
لكن، إذا تغيرت السياسات العالمية أو تم تخفيض سعر الفائدة، أو ارتفعت الواردات، قد يفقد الروبل زخمه سريعًا، ولهذا، فإن استدامة هذا التفوق مرهونة بقدرة روسيا على إدارة التوازن الحرج بين استقرار العملة والمرونة الاقتصادية.
أيضا فإن الإرتفاع الحالي هو لتعويض بعض الخسائر التي تكبدتها العملة الروسية التي لا تزال أرخص بما كانت عليه قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
أفضل منصات التداول الموثوقة
![]() | إبدأ الآن | شراء وبيع الأسهم الأمريكية |
---|---|---|
![]() | إبدأ الآن | مراجعة اكسنيس |
![]() | إبدأ الآن | مراجعة XM |
![]() | إبدأ الآن | مراجعة FBS |
![]() | إبدأ الآن | مراجعة AvaTrade |