
يبدو أن الدول الناشئة والنامية التي استفادت كثيرا في الواقع من تدني أسعار الفائدة عالميا بعد الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، وانغمست حتى الثمالة في الإقتراض والديون بدأت تدفع فاتورة ذلك.
تناولنا أزمة الليرة التركية، والآن نسلط الضوء على أزمة البيزو الأرجنتيني وكلاهما سرقت الاضواء في شهر أغسطس 2018 الذي يوشك على الرحيل.
-
انهيار البيزو الأرجنتيني
سقط البيزو الأرجنتيني إلى أدنى مستوياته، فقد شهد خسائر حادة في الجلسة السابقة وانهارت 15 في المائة أخرى ليصل إلى 39 بيزو مقابل الدولار الأمريكي صباح الخميس.
وانخفض البيزو أكثر من 45 في المئة مقابل الدولار هذا العام، مما أدى إلى تفاقم المخاوف السابقة على الاقتصاد الضعيف في البلاد في حين أن التضخم ارتفع بنسبة 25.4 في المئة هذا العام.
-
اجراءات الأرجنتين لمواجهة الأزمة المالية
يوم الخميس، قال البنك المركزي أنه سيزيد من كمية الاحتياطيات التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها، في محاولة لتشديد السياسة المالية ودعم العملة.
وقام البنك المركزي بالرفع معدلات الفائدة بنسبة 15 نقطة مئوية إلى 60 في المئة من 45 في المئة ووعدت بعدم خفضها على الأقل حتى ديسمبر كانون الأول.
ويشعر المستثمرون بشكل متزايد بالقلق من أن ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية قد يتخلف عن سداد ديونه في وقت تواجه فيه صعوبات في سداد الاقتراض الحكومي الثقيل، يأتي ذلك بعد أن طلبت حكومة الأرجنتين بشكل غير متوقع الإفراج المبكر عن قرض بقيمة 50 مليار دولار من صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء.
وقال صندوق النقد الدولي في بيان يوم الأربعاء إنه يتطلع إلى “مراجعة الخطة الاقتصادية للحكومة مع التركيز على عزل أفضل للأرجنتين من التحولات الأخيرة في الأسواق المالية العالمية”.
وأضافت المؤسسة الذي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا لها أن خطتها تتضمن “سياسات نقدية ومالية أقوى وتعميق الجهود لدعم أكثر الفئات ضعفا في المجتمع”.
-
أهم ما جاء في خطاب الرئيس الأرجنتيني حول الأزمة المالية
وفي خطاب بثه التلفزيون المحلي في الأرجنتين، قال الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري إن البلد طلب مساعدة صندوق النقد الدولي من أجل “القضاء على أي حالة من عدم اليقين”.
وأضاف: “لقد اتفقنا مع صندوق النقد الدولي على تقديم جميع الأموال اللازمة لضمان الامتثال للبرنامج المالي في العام المقبل”.
وقال: “أنا أعرف أن هذه الأوضاع الصاخبة تولد القلق بين العديد منكم” داعيا الشعب الأرجنتيني لإلتزام الهدوء.
-
لا ردود ايجابية حاليا من المستثمرين
لكن المستويات الأعلى لأسعار الفائدة في العالم وكذلك الدعم من صندوق النقد الدولي فشلا في تحسين معنويات السوق بشكل ملحوظ.
وقالت تقارير اقتصادية أنه من المرجح أن ينكمش الإقتصاد الأرجنتيني في وقت لاحق من هذا العام.
-
مخاوف من أن تتسع الأزمة لتشمل المزيد من الدول النامية
تشهد عددا من بلدان الأسواق الناشئة، بما فيها الأرجنتين وتركيا والبرازيل، التأثير مع تشديد السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مما عزز من قوة الدولار، رغم أن دونالد ترامب يرفض الرفع من أسعار الفائدة لمواجهة الحرب التجارية التي أشعلها ضد الصين وعدد من الدول.
ويخشى المراقبون من أن تتوسع الأزمة لتشمل المزيد من الدول منها جنوب أفريقيا والهند وروسيا والبرازيل وحتى الصين.
وتعاني هذه الدول كما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية من تراكم الديون، لكن دولا ناشئة عديدة تمكنت من تحقيق التنمية الإقتصادية من خلال الديون، وحاليا مع ارتفاع سعر الفائدة سيكون عليها أن تدفع الديون بالدولار وبسعر فائدة مرتفعة ما يعني تزايد قيمتها.
نهاية المقال:
تطرقنا في هذا المقال إلى كل شيء عن أزمة الأرجنتين وانهيار عملتها الوطنية، وأبرز ما جاء في خطاب الرئيس والإجراءات المعلنة عنها والمخاوف من ان تتمدد الأزمة إلى بقية الدول النامية وفي مقدمتها البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.