انضمت فيس بوك إلى تويتر في الإقرار بأن وباء فيروس كورونا يولد ارتفاعًا كبيرًا في نشاط المستخدم، ولكنه يسبب خسائر فادحة في نهاية الإيرادات من أعماله.
من المحتمل أن يؤثر هذا الاتجاه على معظم المنصات المدعومة بالإعلانات، مما يشير إلى أن قطاع الإعلان الرقمي بالكامل الذي تهيمن عليه جوجل وفيس بوك قد يتعطل بشكل خطير بسبب فيروس كورونا، مما يزيد من الضغوط الأخرى التي تصاعدت خلال الوباء.
-
خسائر كبرى لصناعة الإعلانات الرقمية
مع تحول الفيروس إلى وباء كبير ثبت أن العواقب الاقتصادية وخيمة، وفقًا لتقديرات محللي Cowen & Co الجديدة التي نشرت في مجلة Variety، فإن جوجل وفيس بوك معًا قد يخسران ما يصل إلى 44 مليار دولار في عام 2020، ويتحولان إلى الأكثر تضررًا من التقلبات الحالية.
ومع ذلك قالت الشركة إنها تتوقع أن تظل الشركتان مربحتين على الرغم من انخفاض الإيرادات بشكل ملحوظ.
يواجه فيس بوك صعوبات الآن لأن أنواع الخدمات التي يلجأ إليها الناس بأعداد كبيرة واتساب وفيس بوك ماسنجر والمكالمات الجماعية أو البث المباشر على فيس بوك وانستقرام لا يتم تحقيق الدخل منها باستخدام الإعلانات بنفس الطريقة التي يتم بها في أماكن أخرى على خدماتها.
-
زيادة هائلة في استهلاك الأخبار والمقالات الإخبارية
أفاد موقع فيس بوك أيضًا عن “زيادة غير مسبوقة في استهلاك المقالات الإخبارية” على موقعه الرئيسي بسبب الفيروس وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ولكن هذا قد لا يُترجم إلى زيادة كبيرة في الإيرادات.
يقوم العديد من المسوقين بخفض أو تجميد إنفاقهم تمامًا حيث يلوح في الأفق عدم اليقين ويبقى الملايين من المستهلكين في منازلهم.
وفي هذا الصدد سحبت تويتر هذا الأسبوع توقعاتها لإيرادات الربع الأول، مستشهدة بتقلص طلب المعلنين، كانت أول منصة رئيسية مدعومة بالإعلانات تكشف عن تأثير الوباء على الأعمال.
-
تراجع الأرباح على يوتيوب للناشرين
صرح روب جريفين، مؤسس شركة G5 Futures الاستشارية لـ Bloomberg، بأن الإنفاق على الإعلانات قد ينخفض بنسبة تصل إلى 50٪ في جميع أنحاء الصناعة.
أخبر مسؤول إعلامي مجهول بلومبرج أن المشاهدة على يوتيوب المملوك لشركة جوجل قد ارتفعت في الأسبوع الماضي لكن تكلفة الألف ظهور انخفضت بنسبة 8٪.
كان من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على الإعلانات الرقمية الإنفاق الإعلاني التقليدي في الولايات المتحدة للمرة الأولى العام الماضي، وفقًا لتقديرات eMarketer.
يعزز الوضع الحالي الذي يصيب فيس بوك و تويتر وأقرانهم أن الأزمة الحالية يمكن أن تخلق تقلبات على المدى القريب، حيث يتوقف المسوقون عن الحملات إما كإجراء لتوفير التكاليف أو لتجنب الخروج والتوقف خلال فترة ذات حساسية عالية للمستهلكين.
ربما لم يلاحظ عدد من الناشرين أي تغييرات حاليا وربما ارتفعت أرباحهم من خلال ارتفاع المشاهدات التي يحققونها، لكن من المؤكد أنهم يلاحظون أن تكلفة الألف مشاهدة قد بدأت تتراجع.
-
كوكاكولا توقف إعلاناتها في بريطانيا
تعكس كوكا كولا جهود التسويق في المملكة المتحدة عدد العلامات التجارية الكبرى في جميع أنحاء العالم التي تستجيب للوباء.
عملاق المشروبات هو مؤيد للعديد من الأحداث، ولكن مع إلغاء العديد من هذه الأحداث بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي تم تأجيلها حاليًا لا معنى للشركة للمضي قدمًا في تسويقها إذ ذلك يعرضها لاتهامها بأنها شركة غير مسؤولة وما يهمها فقط هي المبيعات.
وفقًا لـ PRWeek، أنفقت كوكا كولا 4.2 مليار دولار على الإعلانات العالمية لمجموعتها من العلامات التجارية في عام 2019.
ويشعر موظفو صناعة الإعلان بالقلق من فقدان وظائفهم بسبب التأثير الاقتصادي الواسع للوباء، حيث يخشى أكثر من 65٪ من المهنيين في القطاع تسريح العمال والموظفين والمسوقين.
من غير الواضح ما إذا كانت كوكا كولا ستسحب تسويقها في الأسواق العالمية الأخرى، ردا على تفشي الفيروس التاجي، قام عملاق المشروبات بتشغيل لوحة إعلانية في تايمز سكوير يحثون فيها على التباعد الاجتماعي.
-
السوق العربية ليست استثناء
مع توجه المزيد من الدول العربية إلى الحجر الصحي وحظر التجول تبدو الأيام القادمة صعبة على صناعة الإعلانات في الأسواق العربية.
لاحظ المسوق المصري رامي عزت من تجربته الخاصة أن أسعار الإعلانات على فيس بوك تراجعت في الأيام الأخيرة والنتائج بدأت تتراجع.
كمعلن قد يبدو هذا خبرا جيدا لكن الحقيقة المقلقة هي أن الميزانية الإعلانية وإن قلت لم تعد تأتي بنفس النتائج الجيدة مثل السابق.
إذا كنت تنفق مثلا 100 دولار للحصول على 50 عميلا فقد لا تلاحظ حاليا أي تغيير لكن في المستقبل القريب ستلاحظ أنك لم تعد تحصل على نفس النتائج وإن قلت أسعار التفاعل والنقرات.
إقرأ أيضا: تأثير فيروس كورونا على أرباح يوتيوب وجوجل أدسنس وإعلانات فيس بوك