بينما تعاني بعض الدول مثل الصين والهند ومصر من ارتفاع معدلات المواليد وسعي الحكومات في هذه الدول إلى السيطرة على المشكلة، تعاني اليابان من تراجع معدلات المواليد.
والحقيقة أن هذه الدولة تعاني من هذه المشكلة منذ سنوات طويلة، واليوم أصبحت التركيبة السكانية لهذا البلد يغلب عليها كبار السن، وهي ضربة مهمة لثالث أكبر اقتصاد في العالم.
ذكرت صحيفة Japan Times، اعتزام مكتب مجلس الوزراء تخصيص ملياري ين ياباني (19 مليون دولار) للسلطات المحلية التي تدير برامج مواعدة للمقيمين.
-
التشجيع على الزواج والتوالد في اليابان
في المجموع، يقدم ما يقرب من نصف المحافظات البالغ عددها 47 في البلاد خدمات المواعدة، وقد قدم البعض بالفعل حلول تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين هذه الخدمات.
أخبر مسؤول ياباني الصحيفة أنه على الرغم من أن الذكاء الإصطناعي ليس بالضبط تقنية مرتبطة بالرومانسية، فإن الحلول المبنية على هذه الخوارزميات يمكن أن تتطابق مع “نطاق أوسع وأكثر ذكاءً من الخاطبين المحتملين”.
بعبارة أخرى، يمكن تطوير النماذج النموذجية التي تملأها لبعض خدمات المواعدة، مثل سرد آرائك السياسية، وإعجاباتك، وأهدافك، وكسر الصفقات، من خلال الذكاء الاصطناعي القادر على توصيلك بأكثر التطابقات المتاحة توافقًا.
تستخدم خدمات المطابقة الحالية المدعومة من السلطات في اليابان أشكالًا قياسية مماثلة، ومن المأمول أن يستخدم الذكاء الاصطناعي هذه البيانات لإجراء تحليل أكثر تقدمًا للباحثين عن العلاقات.
-
تمويل الزواج والتشجيع على التوالد
يمكن للسلطات المحلية الراغبة في استكشاف إمكانات خدمات المواعدة بالذكاء الإصطناعي أن تكون مؤهلة للحصول على إعانات وتمويل.
وبحسب المسؤول، من المأمول أن تساعد هذه المبادرة “في عكس اتجاه الانخفاض في معدل المواليد في البلاد”.
تتمتع اليابان بواحد من أدنى معدلات الخصوبة في العالم، كما انخفض عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة طوال حياتها وفقًا لمتوسط جميع أنحاء البلاد من 2.001 في عام 1960 إلى 1.42 في عام 2018.
-
خطوة منطقية بعد فيروس كورونا
من المحتمل أن يكون هذا الرقم قد انخفض أكثر بسبب COVID-19 والصعوبات التي واجهتها في التواصل الاجتماعي والتعرف على أشخاص جدد، مما قد يعيق جيل الشباب أكثر من التواصل مع الشركاء المحتملين.
بالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض معدل المواليد أقل بكثير من هدف الإدارة الحالي البالغ 1.8 بحلول عام 2025 إلى شيخوخة السكان، والتي قد يواجه أفراد الأسرة الأصغر سنًا منهم ضغوطًا لرعاية كبار السن، مما يؤخر السعي وراء أسر جديدة لهم.
وصفت الإدارة اليابانية الوضع بأنه “أزمة وطنية” وأدخلت تدابير جديدة لمحاولة تشجيع تربية الأطفال، بما في ذلك بعض مرافق الرعاية المجانية لمرحلة ما قبل المدرسة.
ومع ذلك يجادل آخرون بأن فرص العمل غير المستقرة لشريحة كبيرة من السكان ومتطلبات رعاية الأطفال غير المتناسبة على الأمهات هي عوامل يجب معالجتها إذا كان هناك أي أمل في عكس الاتجاه.
-
مشكلة الزواج في اليابان
مع تزايد الوعي لدى الشباب في هذا البلد والوعي بتحديات الزواج وتكوين الأسرة وتربية الأطفال في عالم مليء بالتحديات وتزايد انشغالهم بالأعمال، اختار الكثير منهم البقاء في العزوبية.
قد يبدو هذا الأمر جيدا في بلدان تتمتع بعدد هائل من السكان حاليا وتعاني اقتصاديا، لكن في اليابان الأمر مختلف، فالظروف الاقتصادية أفضل إضافة إلى أن البلد بحاجة إلى المزيد من الشباب والقوة العاملة للبقاء ضمن أكبر الإقتصادات في العالم، وإلا فستتخطاه ألمانيا ودول أوروبية أخرى إضافة إلى الهند مستقبلا.
الذكاء الإصطناعي سيحاول أن يزيد من الزواج في هذا البلد، لكن لا ننسى مشاكل العقم وتراجع الخصوبة في هذا البلد، وهي مشكلات ليس لديها الحل في الوقت الراهن.
إقرأ أيضا:
لماذا تراجع معدلات المواليد يقلق الحكومات والشركات والإقتصاد؟
من هو مخترع بيتكوين؟ الروبوت و الذكاء الإصطناعي خلف بلوك تشين
كيف ينظم سوق Ubcoin المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي
الخطة الإقتصادية NSSM-200: تعقيم النساء في مصر وبلدان أخرى