
ترفض السعودية زيادة إنتاج النفط بشكل متسارع والخروج عن اتفاق أوبك بلس الذي ساعد على تعافي قطاع الذهب الأسود، لكنها تساند أوروبا في مسعاها للتخلص من النفط الروسي.
هذا يعني أن الرياض تسعى لتحقيق مصلحتها بشكل أفضل، حيث تأمل في أن يكون النفط السعودي بديلا لخام روسيا في أوروبا، وأن تعوض تراجع مبيعاتها إلى الهند وبعض الأسواق الآسيوية التي تشتري النفط الروسي بسعر أرخص.
الهند غاضبة من السعودية وتفضل روسيا:
في ظل الحظر الغربي على النفط الروسي، أصبح من الصعب على روسيا بيع نفطها في الأسواق العالمية، لذا تبحث عن أسواق بحاجة إلى الطاقة بسعر أرخص، وفي هذا الصدد تبيع موسكو نفطها للهند والصين بأسعار اقل من أسعار السوق.
وتعد الهند من الدول التي لا يعجبها ارتفاع أسعار الذهب الأسود، وقد انتقدت في الأشهر الماضية سياسة أوبل بلس، التي أدت إلى ارتفاع الأسعار من خلال التحكم في المعروض.
وبناء على ذلك تفضل الهند في الوقت الحالي النفط الروسي على السعودي والإماراتي، وقد أكدت تقارير إعلامية أن شركات تكرير هندية اشترت ما لا يقل عن 16 مليون برميل من النفط الروسي الأرخص للتحميل في ماي، وهو ما يعادل مشتريات عام 2021 بكامله.
وتخطط شركتين هنديتين على الأقل لشراء كمية أقل من النفط السعودي بعد زيادة استيراد النفط الروسي الأرخص سعرا في آسيا.
ارتفعت مشتريات الهند من الخام الروسي منذ بداية الصراع، حيث ارتفعت من لا شيء في ديسمبر ويناير إلى حوالي 300 ألف برميل يوميًا في مارس و 700 ألف برميل يوميًا في أبريل.
وتشكل السوق الهندية محل خلاف ومنافسة بين السعودية وروسيا، ويهدد النفط الروسي مكانة النفط السعودية بشكل سريع، حيث تستورد الدولة الواقعة في جنوب آسيا حاليا 700 ألف برميل يوميا من روسيا.
السعودية تركز على أخذ مكان روسيا في أوروبا
تعاني روسيا من تقليل الأوروبيين لشراء نفطها، حيث خفضت ألمانيا وارداتها من النفط الروسي من 35 في المئة إلى 18 في المئة وتخطط لحظر استيراده بحلول نهاية 2022.
وهذا يعني أن أي دولة أخرى قادرة على تصدير النفط إلى القارة الأوروبية يمكنها أن تأخذ مكان روسيا، والأفضل من ذلك إن كانت قادرة على توفير الذهب الأسود بأسعار أقل.
هنا تلعب الرياض لعبتها، حيث أكد تقرير نشرته مجلة فوربس الأمريكية، أن أرامكو في الواقع تبيع النفط بأسعار مختلفة ومتفاوتة، ويضيف التقرير أيضا أنه باعت لأوروبا النفط بسعر 90 دولار للبرميل الشهر الماضي، في وقت يتوفر فيه برميل النفط بسعر لا يقل عن 105 دولار طيلة الشهر الماضي تقريبا.
ويؤكد التقرير أن هذه الخطوة والسياسة التي تتبعها أرامكو تشير إلى نية المملكة توجيه خامها “بصمت إلى أوروبا لاستبدال النفط الروسي، دون أن تخاطر بأن تأخذ موقفا علنيا ضد شريك مهم في أوبك بلس”.
من جهة أخرى عملت الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى على زيادة صادرات النفط إلى أوروبا خلال الشهر الماضي، هذا في وقت تراجع فيه الطلب الصيني على النفط بسبب الإغلاق الشامل بمدن كبرى وعودة كورونا، وكذلك تراجع واردات الهند من الخام العربي الخليجي.
مساعدة أوروبا على التخلص من النفط الروسي
بينما تراهن موسكو على أن حظر نفطها أو منعه سيؤدي إلى انهيار الإقتصاد الأوروبي، تعمل المملكة العربية السعودية بصمت على توجيه المزيد من نفطها إلى أوروبا وبأسعار أرخص.
ليؤكد التقرير المنشور أن سياسة أرامكو هي من أجل “مساعدة المشترين الأوروبيين على الانتقال بسلاسة أكبر في جهودهم بتقليل الاعتماد على النفط الروسي”.
ويضيف التقرير: “ولكن في الوقت الحالي، مع قيام الكونجرس والإدارة الأمريكية بدراسة تشريعات عقابية تستهدف المملكة وحلفاءها لارتفاع أسعار النفط العالمية، قد يكون هذا علامة على تعاون هادئ من جانب السعوديين.. علامة هادئة لدرجة يسهل إغفالها”.
إقرأ أيضا:
الغاز النيجيري ونفط نيجيريا كابوس روسيا في أوروبا
لن تبيع السعودية النفط باليوان ولن تتخلى عن الدولار
السلاح الإقتصادي الذي ستدمر به أوروبا روسيا الإتحادية
سبب انقطاع الكهرباء وأزمة الوقود في العراق