كانت إيران مركزًا للعديد من الحضارات القديمة، والتي كانت تُعرف أيضًا باسم الإمبراطورية الفارسية في العصور القديمة.
وهي الدولة الثامنة عشرة من حيث المساحة في العالم وتساوي مساحة بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا مجتمعة، أما عن الدول المجاورة لها، فتقع أرمينيا وأذربيجان في الشمال الغربي.
ويحدها نهر قزوين من الشمال، وتركمانستان من الشمال الشرقي، وباكستان وأفغانستان من الشرق، ومن الغرب تركيا والعراق، ومن الجنوب الخليج الفارسي وخليج عمان.
الآن، إذا نظرت إلى إيران على خريطة العالم، فهي تقع في منتصف أوروبا وآسيا، والطرق البحرية من آسيا إلى أوروبا ومن أوروبا إلى آسيا تمر عبر الخليج الفارسي وخليج عمان إلى الجنوب منه.
من جهة أخرى نجد أن السفن التي تحمل النفط إلى الأسواق العالمية وعلى رأسها الصين وأوروبا تمر عبر “مضيق هرمز” في الخليج العربي، والذي يقع تحت سيطرة إيران الكاملة.
وأي تحرك من جانب إيران قد يؤثر على إمدادات النفط إلى أوروبا وأميركا، والجدير بالذكر أن الإمبراطورية الفارسية أو خريطة إيران لم تتغير على مر القرون، حيث تلعب جغرافيتها دورًا رئيسيًا.
لقد حمتها السمات الطبيعية لهذا البلد من الغزاة الأجانب لقرون عديدة، وهذا هو السبب الذي جعل الإمبراطورية الفارسية قوية ومحمية حتى قبل 1400 عام.
وإذا نظرت إلى خريطة إيران، فستجد سلسلة جبال زاغروز في غربها، وهذه السلسلة الجبلية الصعبة تعمل كدفاع عن إيران.
ولعلكم تتذكرون أنه في عام 1980 عندما غزا العراق إيران من الغرب، واجهت القوات العراقية سلسلة جبال زاغروس.
وكانت هذه السلسلة شديدة الخطورة والصعوبة إلى الحد الذي جعل القوات العراقية عاجزة عن عبورها خلال حرب السنوات الست، وتتصل هذه السلسلة التي يبلغ طولها 1600 كيلومتر بالحدود العراقية التركية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك سلسلة جبال البرز في شمال إيران، والتي جعلت إيران أكثر أمناً، تحمي هاتان السلسلتان الجبليتان المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
اليوم، تقع واحدة فقط من المدن الثماني الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إيران خارج حوض زاغروس، على الحدود بين العراق وإيران، تقع جميع المدن المتبقية داخل سلسلتين جبليتين، وتقع جميع المدن الكبرى والمهمة في إيران في هذه الجبال.
إن سلاسل جبال زاغروس غنية بالموارد الطبيعية ويمكن القول ان أحد أهداف العراق في حرب صدام ضد ايران كان السيطرة عليها للوصول إلى هذه الموارد.
لنفترض أنه إذا عبر الغزاة هذه السلاسل الجبلية، فسوف يواجه الصحراء الأكثر حرارة بعد كل شيء، دشت لوت ودشت كوير.
درجة الحرارة المرتفعة بشكل غير مقبول في دشت لوت مرتفعة لدرجة أنها في عام 2005 كانت 70.7 درجة مئوية.
إذا تحدثنا عن الخليج العربي الفارسي، فهناك نقطة يضيق فيها الممر ويبقى فقط 21 كم على شكل فجوة، إذا أغلقت إيران هذا الطريق، فسيتم إغلاق طريق سفن النفط من الجزيرة العربية إلى الصين والأسواق العالمية.
يمر ثلث الغاز الطبيعي في العالم و 25 في المائة من إمداداته النفطية عبر هذا الشق الذي يبلغ عرضه 21 كيلومترًا، ويُعرف هذا الصدع الذي يبلغ عرضه 21 كيلومترًا أيضًا باسم مضيق هرمز.
عادة ما تهدد إيران بإغلاق هذا المضيق كي تشل امدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية في حال تعرضت لغزو أمريكي أو إسرائيل أو حرب واسعة.
لكن البلد الفارسي يراهن أكثر على الجغرافيا الصعبة كي يمنع وصول القوات الأمريكية أو القوات الغازية من العراق أو حتى من خلال الخليج العربي.
غير أنه مع تقدم تكنولوجيا الجيوش اليوم لم يعد صعبا على القوى العالمية مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل التي تملك تسليحا متطورا اختراق الدولة الفارسية.
قد لا تحتاج هذه الدول إلى غزو إسرائيل فعليا على الأرض، يمكن تدمير القوات الإيرانية وترسانتها على الأرض من خلال الهجوم الجوي والبحري ومن جهات مختلفة ومنها أذربيجان الشيعية التي لها تعاون وثيق مع إسرائيل.