وقع المغرب والولايات المتحدة، الثلاثاء، اتفاقيتي تعاون لتشجيع الإستثمار في المغرب وأفريقيا، القارة السمراء المتحمسة لبداية التجارة الحرة خلال يناير القادم.
ووقعت الإتفاقيات خلال زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي رفيع المستوى إلى الرباط برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
هذه الإتفاقية هي الأحدث من نوعها في العلاقات بين البلدين والتي بدأت منذ استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه تربطهما من قبل اتفاقية التجارة الحرة.
-
مذكرة التفاهم الأولى: 3 مليارات دولار في المغرب
تنص المذكرة الأولى على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد خصصت 3 مليارات دولار لاستثمارها في مشاريع متنوعة وخاصة في المملكة المغربية.
وقعت مذكرة التفاهم هذه بين الحكومة المغربية والمؤسسة الأمريكية لتمويل التنمية (DFC)، محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية والمدير العام للشركة الأمريكية آدام سيث بويلر.
سيكون المغرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بوابتها الأساسية إلى أفريقيا خصوصا وأن الرباط تربطها علاقات تجارية واسعة مع دول جنوب الصحراء.
وقد عملت المملكة في السنوات الأخيرة على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع بلدان جنوب الصحراء وشاركت في التنمية بعدد من تلك الدول وأصبحت شركاتها موجودة هناك أيضا.
من جهة أخرى يعد معبر الكركرات الموجود في الصحراء المغربية على الحدود مع موريتانيا طريق الكثير من الشاحنات التي تحمل السلع يوميا إلى تلك الدول.
كما أن المغرب يعمل على بناء ميناء كبير في الداخلة بمليار يورو وميناء آخر في الصحراء سيستخدمان للتصدير وشحن السلع إلى دول جنوب الصحراء ويستخدمان أيضا لتلقي الصادرات الأمريكية إلى دول أفريقيا.
-
مذكرة التفاهم الثانية: 1 مليار دولار
الإتفاقية الثانية، التي وقعها وزير الخارجية الشاب للتعاون الإفريقي محسن الجزولي وآدم بوهلر، هي خطاب نوايا بين حكومتي المغرب والولايات المتحدة، ممثلة بالمؤسسة الأمريكية لتمويل التنمية بشأن مبادرة “ازدهار أفريقيا” الأمريكية.
من خلال خطاب النوايا هذا، تعرب الحكومة المغربية عن دعمها لمبادرة American Prosper Africa، سيتم افتتاح فرع لهذه الوكالة في السفارة الأمريكية بالرباط لتسهيل الوصول إلى المستثمرين الأمريكيين وتعزيز التعاون المغربي الأمريكي المشترك تجاه إفريقيا.
هذا يعني أن المملكة المغربية ستكون الوحيدة التي تنضم إلى American Prosper Africa في شمال أفريقيا، وهي تتضمن معظم دول جنوب الصحراء الكبرى.
-
دعم التنمية الإقتصادية المتسارعة في المغرب
تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أنها “ستشجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وتحقيقا لهذه الغاية ستفتح قنصلية في الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الإقتصادية والتجارية في المنطقة”.
ومن شأن هذا أن يساعد المملكة في تحقيق المزيد من الإنجازات الإقتصادية وسط تقدمها المتنامي مقابل انهيار الجزائر المستمر.
من جهة أخرى تعطي هذه الإتفاقيات للمغرب مكانة أفضل مقارنة ببقية دول شمال أفريقيا، وهذه الأخيرة سيكون عليها زيادة تعاونها الإقتصادي مع المغرب الذي يفتح المجال لها للوصول إلى السوق الأمريكية والأوروبية والأفريقية بأقل التكاليف.
من شأن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب أن يشجع الشركاء التجاريين المهمين في أوروبا إلى زيادة استثماراتهم في المملكة والمشاركة بصورة أكبر في التصنيع بالمغرب وتوفير فرص العمل والإستفادة من مكانة المملكة الإستراتيجية.
ستطلق الوكالة الأمريكية أيضا مبادرة 2X MENA لتحفيز الاستثمارات بقيمة مليار دولار في مشاريع تعزز التمكين الاقتصادي للمرأة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكدت شركة تمويل التنمية الدولية أن المغرب سيصبح بمثابة مركز إقليمي للبرامج الأمريكية المتعلقة بالتجارة والإستثمار في أفريقيا.
-
مواجهة الغزو الصيني والأوروبي لأفريقيا
هناك سباق في أفريقيا بين العديد من الدول ومنها الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والإتحاد الأوروبي إضافة إلى تركيا والإمارات والمغرب.
ومن شأن تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع الرباط أن يساعدها كثيرا في استكشاف الفرص وتحقيق التقدم بالقارة السمراء بمواجهة التنين الأصفر والدب الروسي.
ويراهن الإتحاد الأوروبي على إمكانيات وعلاقات المغرب لتعزيز صادراته إلى القارة السمراء وتعزيز تواجد العلامات التجارية الأوروبية.
إقرأ أيضا:
عيوب مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري
أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا لقتل روسيا وخنق الجزائر
إسرائيل ستجعل الفلاحة المغربية أعظم وصحراء المغرب خضراء
استثمار أمريكي في صحراء المغرب: مشروع الطاقة الريحية بالداخلة
من سياسة بناء السدود إلى تحلية مياه البحر في المغرب