أحدث المقالات

الليرة التركية تنهار أسرع من الجنيه المصري ويقتربان من التعادل

في مشهد اقتصادي متسارع ومثير للقلق، تواصل الليرة التركية...

من هو مخترع بطاريات الليثيوم؟ نهاية كذبة رشيد اليزمي

في السنوات الأخيرة نشرت وسائل الإعلام المغربية وحتى العربية...

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول "الحمض النووي القديم...

فضائل ومعجزات أبو إسحاق الحويني خليفة الألباني

والله ما عرفتم قدر أبو إسحاق الحويني، بل لا...

مكاسب مصر وإسرائيل والسعودية من حرب أمريكا ضد الحوثيين

أصبحت حرب أمريكا ضد الحوثيين رسمية بعد أن استأنفت...

كيف أصبح المغرب أكبر مصنع للسيارات عربيا وأفريقيا

أصبح المغرب اكبر مصنع للسيارات على المستوى الأفريقي والعربي متجاوزا كل من جنوب أفريقيا ومصر اللذان تصدرا هذه الصناعة لسنوات طويلة في هذه المنطقة.

وقد حققت المملكة المغربية نموا هائلا ومتسارعا سواء في إنتاج السيارات والمركبات المختلفة أو في مبيعاتها بالسوق المحلية والأسواق الإقليمية والأفريقية.

تمكنت المملكة من التربع على عرش صناعة السيارات على المستوى العربي والأفريقي، بعد أن تمكنت من إنتاج 700 ألف سيارة خلال 2018 ونتحدث عن 8 مليارات دولار قيمة هذا الإنتاج.

تجاوز قطاع السيارات في المغرب قطاع الفوسفات الذي ميز المملكة لعقود طويلة في الإنتاج والمعالجة والتصدير.

وبالطبع لم تحدث هذه الطفرة إلا بوجود إرادة سياسية واقتصادية خصوصا لدى القصر الملكي الذي بذل جهودا كبيرة على مستويات عديدة لجعل المغرب ناجحا على هذا المستوى.

وفي هذا المقال سنتكلم عن كيف أصبح المغرب أكبر مصنع للسيارات عربيا وأفريقيا.

  • البداية من الإرادة السياسية

أبدى العاهل المغربي محمد السادس رغبته الكبيرة في أن يتجاوز المغرب الإقتصاد القائم على الفلاحة والزراعة والسياحة، إلى اقتصاد متنوع ومنفتح على الصناعة والخدمات، وهذا من أجل تطوير الإقتصاد الوطني وحل المشاكل التي تواجه الشعب المغربي ومنها البطالة وتدني الدخل الفردي والفقر والهجرة السرية واستفحال الجريمة والسرقة.

هذه الإرادة ترجمتها الحكومات المتعاقبة من خلال قوانين وسياسات تنظيمية سهلت الإستثمار في قطاع إنتاج السيارات واقامة منشآت صناعة المركبات.

من أبرز تلك السياسات والقوانين نجد إعفاء الشركات من أداء بعض الضرائب في السنوات الخمس الأولى، إضافة إلى توفير مساحات اقامة المصانع والورش الصناعة بكل من طنجة التي تعد أكبر مدينة صناعة للسيارات في المملكة إلى جانب مدن مختلفة مثل القنيطرة والدار البيضاء.

سهلت المملكة على الشركات العالمية والدولية إقامة مصانع لها لإنتاج السيارات والمركبات وطرحها في السوق المحلية أو أسواق أفريقيا.

وضعت المملكة مخطط التسريع الصناعي للمغرب 2014-2020 والذي يهدف إلى انتاج مليون سيارة سنويا وتقترب المملكة من تحقيق هذا الهدف.

ولا ننسى عودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي وانفتاحه على مختلف دول القارة السمراء بعد أن انغلق على تلك الدول بسبب خلافات سياسية حول قضية الصحراء.

انفتاح المغرب على تلك الدول ساعد شركاته على تصدير الفائض إليها وتنويع الشركاء التجاريين والتقليل من الإعتماد على التصدير إلى الإتحاد الأوروبي.

  • استقبال الشركات الأوروبية والصينية

تبحث الشركات عادة عن دول مستقرة ومناطق استثمارية جيدة لبدء عملها بأقل تكلفة ممكنة وبالطبع يجب أن تكون تلك المناطق قريبة من الأسواق النشيطة أو ضمنها.

يتميز المغرب بموقعه الجغرافي الجذاب فهو إلى جانب كونه جزء من القارة السمراء إلا أنه قريب من أوروبا ببضع كيلومترات فقط.

أي شركة ترغب في صناعة السيارات والمركبات وتوفيرها بأسعار مميزة في أسواق أفريقيا تنجذب إلى المغرب ومصر.

لكن المملكة المغربية توفر ميزة إضافية وهي سهولة توصيل تلك المركبات إلى أسواق الإتحاد الأوروبي وهذا مهم للشركات الصينية التي بدأت في اقامة مصانع لها بالمغرب أبرزها BYD Auto التي أنشأت مصنعا للسيارات الكهربائية بالقرب من مدينة طنجة.

وتتصدر شركتي “رينو” و”بيجو” الفرنسيتين صناعة السيارات في المغرب بينما هناك المزيد من العلامات التجارية العالمية التي تدرس إنتاج السيارات هناك.

تعتبر هذه الشركات الموقع الجغرافي للمغرب ميزة تنافسية قوية باعتباره بوابة لأوروبا والسوق الأفريقية، إضافة إلى التسهيلات التي يقدمها البلد لإقامة هذه المصانع وتوظيف اليد العاملة المغربية التي تعد أقل تكلفة من اليد العاملة الأوروبية.

  • التكوين المستمر والاستفادة من الأيدي المحلية

فيما وضع المغرب هدف الوصول إلى إنتاج مليون سيارة خلال 2020، فإنه قد وضع أيضا هدفا آخر وهو أن تتجاوز نسبة المكونات المحلية في تلك المركبات حاجز 50 في المئة إلى 65% بحلول 2023.

هذا يعني أن المملكة تشجع على الصناعة من الألف إلى الياء لهذه المركبات وليس فقط مجرد تركيب وجمع وانتاج.

اتبعت المملكة سياسة شبيهة لكل من اليابان والصين في الصناعة، وهي البدء بالأساسيات وجمع السيارات ومع اكتساب الخبرة وتكوين المزيد من الطاقات المحلية، تنتقل بالتدريج إلى الصناعة الكلية ولاحقا نحو الابتكار.

تمثل صناعة وتركيب أسلاك السيارات 50% من قطاع السيارات في المغرب، بينما النسبة المتبقية تمثلها صناعة قطع السيارات الداخلية وتجميعها.

قامت السلطات المعنية تحث إشراف ملكي بإنشاء مؤسسات التكوين والمتخصصة في تكوين الشباب للعمل في صناعة السيارات، وهذا جعل الكثير من الشباب يتوجهون للعمل في هذا المجال سواء من الإناث أو الذكور.

 

نهاية المقال:

المغرب هو أكبر مصنع للسيارات في أفريقيا متفوقا على مصر وجنوب أفريقيا والأكبر عربيا، وهو في طريقه لتجاوز ايطاليا قريبا وهذه من ثمار استراتيجية بدأتها المملكة عام 2014.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)