قد تبدو المسافة بين اليمن وإسرائيل صغيرة على الخريطة، لكن ديناميكيتهما التاريخية والسياسية والثقافية تجعل فهم المسافة بينهما أمرًا مهما.
سواء كنت مهتمًا بالسفر أو الجغرافيا أو العلاقات الإقليمية بين البلدين، فإن معرفة مدى بعد اليمن عن إسرائيل يمكن أن يوفر رؤى أعمق.
في هذه المقالة، سنوضح المسافة الدقيقة وخيارات السفر وتاريخ المجتمع اليهودي اليمني بشكل موجز.
المسافة الجغرافية بين اليمن وإسرائيل
تبلغ المسافة المستقيمة بين اليمن وإسرائيل حوالي 2209 كيلومترًا (1373 ميلاً)، يمثل هذا القياس أقصر مسار على سطح الأرض، والمعروف أيضًا باسم “مسافة طيران الغراب”.
في حين تقع اليمن على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، تقع إسرائيل على الحافة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، مما يجعل قربهما ملحوظًا في الشرق الأوسط.
تبلغ المسافة الفعلية للرحلة الجوية بين اليمن وإسرائيل حوالي 2271 كيلومترًا (1411 ميلاً)، إذا كنت ستستقل رحلة مباشرة، فستستغرق الرحلة حوالي 3 ساعات و20 دقيقة على متن طائرة ركاب تجارية تسافر بسرعة متوسطة تبلغ 800 كيلومتر في الساعة (500 ميل في الساعة).
ومع ذلك، لا توجد رحلات مباشرة بين البلدين لأسباب سياسية وأمنية، يجب على المسافرين الاعتماد على الطرق غير المباشرة، والتي غالبًا ما تمر عبر دول ثالثة مثل الأردن أو تركيا أو مصر، والتي يمكن أن تمتد إجمالي وقت السفر إلى 8-12 ساعة اعتمادًا على فترات التوقف.
في حين أن مسارات الطيران واضحة من الناحية النظرية، فإن التنقل عبر المجال الجوي فوق مناطق معينة في الشرق الأوسط يمكن أن يزيد من تعقيد السفر.
المجتمع اليهودي اليمني
وعلى الرغم من الإنقسامات السياسية الحديثة والحرب الجارية بين البلدين والتي أشعلها الحوثي، فإن اليمن وإسرائيل تربطهما روابط تاريخية وثقافية عميقة.
ومن أبرز الروابط هجرة اليهود اليمنيين إلى إسرائيل خلال القرن العشرين، وخاصة أثناء عملية البساط السحري (1949-1950)، عندما تم نقل أكثر من 50 ألف يهودي يمني جواً إلى إسرائيل.
بين عامي 1919 و1948، هاجر حوالي 16000 يهودي يمني إلى فلسطين، رغم القيود المفروضة من قبل الحكومة اليمنية آنذاك.
وقد جلب المجتمع اليهودي اليمني معه تقاليد ثقافية غنية، بما في ذلك الموسيقى والمأكولات والحرف اليدوية، والتي لا تزال تؤثر على الثقافة الإسرائيلية اليوم.
وتعتبر الأطعمة مثل الجاتشنون (خبز مطبوخ ببطء) والملاواتش (خبز مسطح مقلي) من الأطباق العزيزة في إسرائيل والتي تعود أصولها إلى اليمن.
وعلى الرغم من أن العلاقة السياسية لا تزال متوترة، فإن هذه الروابط التاريخية والثقافية تسلط الضوء على الماضي المشترك الذي يستمر في التقاليد والقصص العائلية والتراث الثقافي عبر الأجيال.
طرق السفر بين إسرائيل واليمن
السفر بين اليمن وإسرائيل يشكل تحديًا بسبب غياب الرحلات الجوية المباشرة والقيود السياسية لأن اليمن الدول غير المطبعة حتى الآن.
بالنسبة للمواطنين الإسرائيليين أو المسافرين القادمين من إسرائيل، فإن الخيار الأكثر شيوعًا هو السفر إلى دولة ثالثة تحافظ على علاقات دبلوماسية مع كلا البلدين.
أحد الطرق القابلة للتطبيق هو السفر عبر الأردن أو مصر، حيث أقامت كل من الدولتين اتصالات جوية مع إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، يمكن للمسافرين السفر جواً من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى عمان أو القاهرة أو إسطنبول ثم السفر إلى صنعاء عاصمة اليمن، ومع ذلك غالبًا ما تكون هذه الطرق طويلة وتتطلب توقفًا متعددًا.
من المهم ملاحظة أن اليمن لا تسمح بدخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية وتعتبرهم مشبوهين، ومن جهة أخرى يمكن للسلطات الإسرائيلية التحقق بشكل أكبر في اليمنيين الذين يصلون إلى أراضيها.
يجب على المسافرين من جنسيات أخرى أيضًا التحقق من متطلبات التأشيرة الخاصة بهم، حيث أدى عدم الاستقرار السياسي والصراع المستمر في اليمن إلى فرض قيود على السياحة والسفر إلى الخارج
وفي النهاية يعد التحقق من السفارات وإرشادات السفر وشركات الطيران قبل التخطيط للرحلة أمرًا بالغ الأهمية لأسباب تتعلق بالسلامة واللوجستية.
إقرأ أيضا: المسافة بين ايران واسرائيل
