اللوتو اللبناني هو الأمل بعد انهيار اقتصاد لبنان

اللوتو اللبناني هو الأمل بعد انهيار اقتصاد لبنان

يواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ 150 عاما ومن المحتمل أن يواجه لأول مرة منذ القرن الماضي مجاعة كبرى، وفي هذا الوقت تشهد مسابقة اللوتو اللبناني اقبالا ومتابعة كبيرة.

عادة ما يتم بث نتائج المسابقة مع الإعلامي زيد عبر قناة LBCI Lebanon الفضائية اللبنانية، وقد لاحظنا في الساعات الماضية متابعة كبيرة لهذا الموضوع في لبنان مع متابعة إقليمية من عشاق اليانصيب.

السبب وراء هذا الإقبال النوعي والكبير ليس فقط انفتاح الشعب اللبناني مثل عدد من شعوب المنطقة على هذه المسابقات، بل إن الإنهيار الإقتصادي يدفع الناس للبحث عن مصادر دخل وتحسين الوضعية المالية.

قبل عام تحديدا فاز محمد رحال، إبن الـ24 عاما من بلدة لالا البقاعية، بحوالي 10 مليار و700 مليون ليرة عن طريق الرسائل النصية القصيرة.

الشاب الذي كان يخطط للسفر إلى الخارج هربا من الأزمة المالية قرر بعد حصوله على تلك الجائزة البقاء في بلده ومساعدة الشباب.

بعد السحب أمس الخميس تتجه الأنظار إلى السحب الذي سيتم الخميس القادم، وهناك اقبال على اللعبة خصوصا وأن الفائز سيحصل على المليارات من الليرة.

وتقدم أيضا المسابقة اللبنانية سحبا يوميا حيث يشارك فيه الآلاف ممن يسعون لتحقيق أرباح والحصول على بعض الجوائز المعقولة.

وبطبيعة الحال مثل أي مسابقة يانصيب، فهي تعتمد على غزارة المشاركة وقيمة المسابقة تأتي من الأموال التي يدفعها المشتركين فيها، والمنافسة تكون قوية على الجائزة الكبرى لكن أيضا هناك جوائز يومية بمبالغ معتدلة.

تم إطلاق اللوتو اللبناني عام 2002 بالنظام والشعار الحالي، ومنذ ذلك الوقت ازداد الإقبال على هذه المسابقة التي يتم بث السحب الخاص بها على LBCI Lebanon.

وتتمتع المسابقة بالمصداقية حيث فاز فيها الكثير من الشباب والرجال والنساء على حد سواء خلال السنوات الماضية، وحاليا مع انهيار الوضع الإقتصادي تعد ملجأ للباحثين عن تحسين معيشتهم أو حتى عن الثراء.

تمر الحكومة اللبنانية بمخاض عميق من الإنهيار الإقتصادي منذ أواخر عام 2019، وازدادت الأمور سوءًا بعد أن أدى انفجار ميناء بيروت خلال أغسطس الماضي إلى مقتل 211 شخصًا وانتشار فيروس كورونا لاحقًا.

وعلق البنك الدولي في تقرير له أن “الانهيار الاقتصادي في لبنان هو الأسوأ الذي يشهده العالم منذ أكثر من 150 عاما”.

بعد فشل الحكومة في إدارة واحدة من أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ، خرج المواطنون إلى الشوارع للإحتجاج على استقالة رئيس الوزراء آنذاك حسان دياب.

في وقت لاحق من أكتوبر، تم ترشيح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بعد تداعيات دياب لكنه لم يتمكن من تشكيل الحكومة بسبب انعدام الثقة السياسي العميق بين النخبة السياسية، وكان على خلاف مع الرئيس ميشال عون بشأن مناصب وزارية.

كلا الزعيمين يواصلان تبادل الانتقادات حول انتهاك سلطات بعضهما البعض، ويلاحظ البنك الدولي أن الجمود السياسي الراكد وغياب الحكومة العاملة بشكل كامل يهدد الظروف الاجتماعية والاقتصادية مع عدم وجود نقطة تحول واضحة في الأفق.

في الأسابيع السابقة، اشتكى رئيس أركان الجيش اللبناني من ضائقة مالية وضباط لا يتلقون مدفوعات شهرية، وسط الأزمة الإقتصادية الخانقة.

تخلف لبنان عن سداد الديون لأول مرة في مارس 2020 حيث فقدت العملة المحلية 85٪ من قيمتها، وتراجعت الليرة اللبنانية 13050 أمام الدولار أثناء تداولها في السوق السوداء.

كان المتعاملون يشترون الدولار مقابل 13000 ويبيعونه بسعر 13100 مقارنة بمتوسط 12.900 وفي الأسابيع القليلة الماضية يعاني لبنان من أزمة في الإمدادات الغذائية ونقص في إمدادات الوقود والأدوية وانقطاع التيار الكهربائي، وأبلغت شركة تركية تزود لبنان الكهرباء بشكل رئيسي بسداد ديونها أو مواجهة انقطاع التيار الكهربائي.

كما توقع تقرير البنك الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 9.5٪ في عام 2021 بعد انخفاضه بنسبة 20.3٪ في عام 2020 و 6.7٪ في عام 2019.

وانكمش الناتج المحلي الإجمالي للبنان إلى ما يقدر بنحو 33 مليار دولار في عام 2020 من ما يقرب من 55 مليار دولار في عام 2018، كما أبرز التقرير أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنحو 40٪ بالدولار.

وحتى في حالة الفوز بمسابقة اللوتو اللبناني فإن الجائزة تفقد قيمتها الحقيقية بسرعة مع استمرار انهيار الليرة، وهو ما يتطلب من الفائز استثمار أمواله على وجه السرعة في الذهب والفضة والأراضي وانفاقها بأقرب وقت ممكن.

إقرأ أيضا:

مبادرة كارلوس غصن لمواجهة الأزمة الإقتصادية في لبنان

القنب الهندي فرصة تجارية أخرى في أزمة لبنان

لبنان: كسب المال من التجارة الإلكترونية وبدائل باي بال في الأزمة

ما الذي يجمع المغاربة مع اللبنانيون في مجال الأعمال والتجارة؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز