قد تختلف البنوك المركزية حول العالم في سياساتها وربما في خطتها للوصول إلى نظام مالي قوي بعيد كل البعد عن الأزمات المالية، لكنها تتفق على شيء واحد ألا وهو أن بيتكوين وهم كبير، وفقاعة ستلقى مصير أزهار التوليب.
وكالات التصنيف العالمية تصف عادة دولة الكويت بأنها واحدة من أفضل الدول عالميا على مستوى صرامة معايير الرقابة المالية.
وقد عمل البنك المركزي الكويتي مؤخرا على شن حملة فحص شاملة للنظام المالي يبدو أنها ستستمر حتى أواخر هذه السنة، والهدف منها البحث عن اي حسابات بنكية ومصرفية تستخدم لأغراض مالية مشبوهة، منها سحب ارباح الاستثمارات في العملة الرقمية الأكبر في العالم وعملات المضاربة الأخرى.
تأتي هذه الخطوة لتضيف الكويت إلى دول كثيرة تحارب بيتكوين، منها الصين والمغرب والسعودية وروسيا والدول الأوروبية التي أجمعت مؤخرا على ضرورة تطوير أنظمتها البنكية من أجل عدم توفير أي مبرر لوجود بيتكوين التي تدعي أنها توفر نقل الاموال بأقل تكلفة وبسرعة كبيرة، رغم أن الأرقام مؤخرا تؤكد أن تكاليفها في ازدياد وسرعتها بطيئة، وأن الاستثمار فيها فقط للمضاربة والربح السريع.
-
البنك المركزي الكويتي على خطى البنوك المركزية حول العالم
لا يوجد بنك مركزي في العالم معترف بعملة بيتكوين أو مستعد للتعاون معها، حتى ألمانيا التي يقال أنها اعترفت بالعملة الرقمية لم تعترف بها على مستوى النظام المالي، البنك المركزي الأوروبي واضح في القول بأن عملة بيتكوين غير خاضعة للمراقبة وهي مجرد أداة للمضاربة سيكوى بنارها المراهنين عليها.
البنك المركزي الكويتي لم يأتي بجديد، هو الآخر يعتقد أن هذه العملة الرقمية خطر على النظام المالي الكويتي، واستثمار الكويتيين في هذه العملة هو نشاط خارج القانون.
لكن كما أي بنك مركزي تتابع الهيئات الاقتصادية هذه العملات الرقمية، وقد انفتحت البنوك على الريبل التي يمكن أن تستخدم في تسريع المعاملات البنكية والتقليل من التكاليف، بينما بورصة شيكاغو قررت أن تنفتح على بيتكوين رغم معارضة شديدة من البنوك الأمريكية.
-
مخاطر الاستثمار في بيتكوين والعملات الرقمية
تتفق البنوك المركزية حول العالم ومنها البنك المركزي الكويتي على أن الاستثمار في بيتكوين والعملات الرقمية هو نشاط يعرض أصحابه لخسارة أموالهم.
فمع تحقيق أي مستثمر في هذا القطاع أرباحا يستثمر المزيد من الأموال وقد يخسر كل ما لديه من خلال انهيار كلي للعملة الرقمية وهي ظاهرة تهدد كافة عملات المضاربة مثل بيتكوين والايثريوم وبيتكوين كاش ولايت كوين والقائمة طويلة!
المستثمر عندما يخسر كل أمواله فهو يصبح عالة على المجتمع والدولة، فقد يخسر بيته ووظيفته وممتلكاته التي تخلى عنها لأجل “الوهم”.
أغلب العملات الرقمية لا تقبل بأن تخضع للمراقبة وهي ضد الشفافية ولا تتبع لجهة معينة، بينما الريبل التي تتعامل مع البنوك هي عملة رقمية مركزية لديها دور وهدف يخدم النظام المالي العالمي ولا يحاربه وهي ليست موجهة للأفراد لتكون بديلا للعملات النقدية.
وليست البنوك وحدها هي التي تحارب بيتكوين، هناك مستثمرين مشهورين مثل وارن بافيت الذي لا يرحب بهذه الفكرة وحتى كارل آيكان وخبراء اقتصاديين كثر ينتظرون انهيارها.
نهاية المقال:
ستنهار عملة بيتكوين يوما ما ومعها عدد من عملات المضاربة اللامركزية، ولا تريد دولة الكويت كما الصين والمغرب والسعودية والاتحاد الأوروبي وروسيا أن يكون مواطنيها ضحية لوهم كبير تمثله العملات الرقمية خصوصا تلك التي لا يوجد أي هدف حقيقي من ورائها سوى الربح منها!