أخيرا تتحرك مصر هي الأخرى نحو التنمية الشاملة، وهذا بعد أن بدأت إصلاحات فعلية جادة منذ 2016، أبعدتها عن انهيار مالي واقتصادي شامل.
منذ أيام أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومسؤولين من وزارة النقل عن مشروع القطار السريع العلمين – العين السخنة، وهو مشروع ضخم سيكلف البلد 360 مليار جنيه.
مشروع جديد لتنمية شبكة النقل في مصر:
على الرغم من أن هذا سيكون أول قطار فائق السرعة في مصر، إلا أن البلاد لديها شبكة قطارات منذ خمسينيات القرن التاسع عشر وكانت في الواقع أول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط تمتلك واحدة.
نظام القطارات الحالي في مصر واسع النطاق، مع أكثر من 3000 ميل من المسارات التي تربط تقريبًا كل مدينة وبلدة رئيسية.
لسوء الحظ، أصبح النظام أيضًا قديمًا ويعاني من نقص التمويل، مما أدى إلى العديد من الحوادث المميتة في السنوات الأخيرة.
وفي الوقت الذي يجري فيه بناء مسارات جديدة للقطار فائق السرعة، تتلقى مصر الآن أيضًا شحنة شهرية من عربات القطار الجديدة روسية الصنع لتحديث أسطولها الحالي.
هذا يعني أن مصر ستعمل على تبني القطارات السريعة بالتدريج، في ذات الوقت ستعمل على تحديث شامل للقطارات القديمة والشائعة في البلاد.
دائما ما يشتكي الناس من أن القطارات في البلد قديمة ومتهالكة، حسنا الحكومة تتحرك من أجل تحديث كل هذا وإصلاح أخطاء الحكومات السابقة.
تطوير السياحة في مصر:
استكشاف مصر من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط على وشك أن يصبح أسهل كثيرًا حيث تخطط البلاد للترحيب بأول خط قطار فائق السرعة على الإطلاق.
سيمتد المسار بأكمله 1000 كيلومتر (حوالي 621 ميلاً)، ويربط بين البحرين بـ 15 محطة على طول الطريق.
بالنسبة للسياح سيكون بإمكانهم السفر بين كل هذه المدن والتنقل بسهولة وبسرعة، وهو أمر سيعزز من أعداد السياح إلى هذا البلد وسيحسن من تجربة زيارتهم للمدن والمآثر المصرية الكثيرة.
مدن كثيرة متسارعة النمو في مصر:
سيمتد القسم الأول 460 كيلومترًا (حوالي 286 ميلًا)، ويربط العلمين على ساحل البحر المتوسط في مصر والعين السخنة، تتطور هذه المدن الصغيرة بسرعة وقد يؤدي مرور خط القطار خلالها إلى تسريع هذه العملية.
من بين 15 محطة على خط القطار فائق السرعة، هناك أيضًا العاصمة الإدارية الجديدة التي لم يتم تسميتها بعد، والتي بدأ بناؤها في عام 2015 في محاولة لنقل المباني الحكومية على بعد 28 ميلًا خارج القاهرة.
هذه المدن الصغيرة مطلوبة في الواقع لأنها أقل تلوثا وازدحاما ويهاجر الناس إليها لتوفر فرص جديدة فيها واسكان بأسعار أقل، إضافة إلى أن التنافس فيها قليل بالأعمال التجارية.
تسريع نقل السلع وتطوير التجارة الداخلية:
في ظل تنامي التجارة الإلكترونية المحلية في مصر يحتاج التجار إلى وسائل شحن أرخص وأسرع، وفي الواقع يمكن للقطارات السريعة أن تساعد في تحقيق هذا الهدف.
تتميز مصر بمساحتها الشاسعة والإنتقال باستخدام الحافلات والشاحنات، هو أمر يحتاج إلى وقت ومكلف أيضا كلما تزايدت المسافة المقطوعة.
أما القطار السريع الكهربائي فإنه يساعد على نقل السلع والبضائع وبسرعة وستفضله الشركات التي تحتاج إلى أن تصل منتجاتها بنفس الجودة العالية إلى المدن والمناطق البعيدة.
زيادة الصادرات المصرية:
ستساعد مشاريع القطارات الكهربائية السريعة مصر في زيادة الصادرات، وهذا يعني أن الفلاحين والمهنيين في مختلف المدن سيكون بمقدورهم المشاركة في التصدير.
تتمتع مصر بصناعات عديدة وواعدة وفرص كثيرة جيدة لمن يبحث عنها بالفعل، ومن شأن التنمية الإقتصادية أن تساعد المستثمرين ورواد الأعمال على الإزدهار.
سيستمر إنشاء خط القطار الجديد حوالي عامين، وسيتم تصميمه وتركيبه وصيانته بواسطة شركة Siemens، شركة التصنيع الألمانية الرائدة.
سيساعد القطار على زيادة الحركة الداخلية وتنشيط السياحة وتبادل السلع وتنقل السياح بل ويمكن ربطه بالموانئ والمطارات أيضا.
إقرأ أيضا:
أسباب تصفية شركة الحديد والصلب المصرية وقصة الإنهيار
3 رسائل من تراجع الفقر في مصر لأول مرة منذ 20 عاما
قصة تحول مصر إلى أكبر مصدر للبرتقال في العالم
سد النهضة اقتصاديا وسياسيا: مصر اثيوبيا الصين أمريكا السودان