نعيش في عصر الأوراق النقدية والعملات حيث يلجأ معظمنا إلى تخزين ثروته المادية على شكل نقود في البنوك والمخازن الخاصة تفاديا لسرقتها وضياعها، وهو ما نقوم به جميعا سواء لأجل شراء منزل أو أراضي أو عمل مشروع تجاري واستثمارها في التجارة أو حتى شراء لشراء حاجيات أخرى وخدمات مكلفة.
إذا كنت تخزن الأوراق النقدية للأغراض السابقة التي يمكنك شراؤها بعد عام أو عامين إلى سنوات قليلة إضافية فلا بأس من الإحتفاظ بها على شكلها الحالي مع تحملك المسؤولية الكاملة عن انهيار قيمتها في حالة حصول شيء، لكن إذا كنت تخزنها بعيدا عن السيولة المتعلقة بالمعيشة والحاجيات الأخرى فمن الأفضل أن تكون ذهبا وفضة.
منذ أن قررت التعمق في حقيقة النظام المالي العالمي والأموال والنقود قادتني أسئلتي نحو الحقيقة المؤلمة التي لا يعرفها أغلب الناس في وقتنا الحالي، وهي أن الذهب والفضة أشكال حقيقية ومنطقية للمال بينما الأوراق النقدية والعملات تنهار وتختفي لأنها تفقد قيمتها النابعة من ثقة المستثمرين والمتداولين وليس من أي شيء آخر!
ولا يمكنك أن تتعمق في هذه الأمور دون أن تقرأ كتب المتخصصين في عالم المال ومن هذه الكتب العظيمة بل وأعظمها هو القرآن الكريم.
الكتاب السماوي الذي يجمع بين التاريخ والغيبيات والحقائق التي يثبت العلم كل يوم أنها صحيحة، لم يتجاهل واحدة من أعظم اهتمامات الإنسان في حياته، المال والأعمال و الإقتصاد وقد وجدت فيه حقائق مثيرة حول تخزين المال وأهمية الذهب والفضة وهي التي سنتطرق إليها.
-
الذهب في مقدمة المعادن بالقرآن الكريم!
ذكر في القرآن الكريم العديد من المعادن لكن أكثر معدن تم ذكره هو الذهب حيث ذكر 8 مرات في 6 سور مختلفة وهذه الآيات هي كالتالي:
“جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” – سورة فاطر
“فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ” – سورة الزخرف
“إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” – سورة الحج
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” – سورة التوبة
“يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” – سورة الزخرف
“إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ” – سورة آل عمران
“زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ” – سورة آل عمران
“أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا” – سورة الكهف
والحقيقة أن أعداد الكلمات في القرآن ليست عشوائية وهي تحدد الأهمية ولها معاني عدة، لكن المعنى الأبرز والذي يهمنا هنا أن ذكر الذهب 8 مرات أكثر من المعادن الأخرى يؤكد لنا أهمية هذا المعدن في النظام المالي بشكل عام، ونتحدث عن النظام المالي المنطقي وليس الحالي.
-
الفضة في المرتبة الثانية خلف الذهب
الحقيقة التي يؤكدها لنا القرآن أيضا هي أن الفضة يأتي بالمرتبة الثانية وراء الذهب وبالفعل من حيث القيمة نجد أن الذهب أغلى من الفضة كما أنه أكثر استقرارا منه لكن هذا لا يقلل من أهميته.
ذكرت الفضة 6 مرات في القرآن وذلك في أربعة سور وهي كالتالي:
“قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا” – سورة الإنسان
“وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ” – سورة الإنسان
“وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ” – سورة الزخرف
“عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا” – سورة الإنسان
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” – سورة التوبة
“زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ” – سورة آل عمران
الفضة يناسب أكثر من لا يملك ثروة كبيرة ويريد في ذات الوقت حفظها وإن كان هناك من ينوع بين الذهب والفضة والسلع ويحتفظ بأصوله في العديد من أشكال السلع.
-
تخزين المال في الحقيقة بالطريقة الصحيحة!
القرآن الكريم كان واضحا في الصورة التي يتم بها تخزين المال والثروة منطقيا وهي ومن خلال تخزين الفضة والذهب.
وبالوقوف عند قوله تعالى “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ” في الآية التي تطرقنا إليها سابقا مرتين، يتأكد لنا أن تخزين المال بالطريق الصحيحة دون الخوف من أن يخسر قيمته يتم من خلال تحويل الأوراق النقدية إلى ذهب وفضة من خلال شراؤهما والاستثمار فيهما أيضا.
أما تخزين الأوراق النقدية ففيها مخاطرة أكبر وبالتالي يمكن أن تفقد أموالك في حالة انهيار العملة وهذا في أوقات الحرب والإضرابات السياسية والأزمات المالية.
نهاية المقال:
ذكر الذهب في القرآن 8 مرات كأكثر معدن تم ذكره بشكل عام تم جاء من بعده الفضة الذي ذكر 6 مرات وبين هذا وذاك توضحت لنا من الآيات التي قمنا بجمعها أن التخزين المنطقي للثروة والحفاظ عليها يكون بتخزينها على شكل ذهب وفضة، بينما الأوراق النقدية والعملات تفقد قيمتها وتنهار في الأزمات والتاريخ شاهد على هذه الحقيقة.