
التداول في أسواق المال يمكن أن يوفر فرص كثير ة لكسب المال وتحقيق مداخيل إضافية، لكنه بالتأكيد ليس طريق سريع لتحقيق الثراء، تمامًا مثل طرق الاستثمار الأخرى، يجب بذل الكثير من الجهد والوقت والمال للوصول إلى مرحلة تحقيق المداخيل المستقرة.
من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الكثير من الوافدين الجدد والمتداولين المبتدئين هي البدء في التداول مباشرة على حساب تداول حقيقي بأموال حقيقية، قبل التعلم والتدرب على حساب تداول تجريبي. إنها وصفة سريعة لخسارة أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس، في بعض الأحيان في الحياة، من الأحسن القفز مباشرة وخوض الغمار للحصول على النتائج المرجوة، ولكن ليس هذا هو الحال مع التداول اليومي.
أهمية التدرب في التداول
من المرجح أنك سمعت كثيرا أنه إذا كنت تريد أن تكون جيدًا في شيء ما أ وتحترف عملا ما، فيجب عليك التدرب والممارسة، الأمر نفسه ينطبق على التداول، فلن تصبح متداول محترف وتحقق الارباح باستمرار، إذا وضعت بذلت الكثير من الجهد والوقت في ممارسة والتدرب على استعمال مختلف الاستراتيجيات وأدوات التداول في كل ظروف السوق التي تتغير باستمرار.
ولكن عند التدرب على التداول، فهذا لا يعني ببساطة مجرد التداول المتكرر وفقط، وإنما يجب أن يكون هناك نظام معين لمراقبة وحساب وتقييم عملية التدرّب هذه. وهل هناك تحسن أدائك في التداول أم لا؟ وإلا فليس هناك أي فائدة.
يدرس المتداولون المحترفون الأخطاء التي يرتكبونها أثناء التداول والظروف الشخصية والخارجية (السوق) التي قد تكون أدت إلى حدوث الخسائر أو الأرباح. ومن ثم تشريح وفهم العوامل الكامنة وراء تحركات الأسعار وردّة فعلهم وتكييف إستراتيجيتهم في التداول وفقا لذلك.
من خلال الاعتماد على المراجعة المستمرة والدائمة لكل التداولات سواء الرابحة والخاسرة، والتعديل عليها لتحسين فعالية نظام التداول، مع مرور الوقت ستبدأ الخسائر في التقلّص وتزداد نسبة الأرباح المحققة بشكل مستقر.
تسمى هذه العملية بالممارسة المتأني أو التدرّب المتأني، وهي الطريقة التي يعتمد عليها المحترفون في أي مجال من مجالات لتحسين أدائهم بما في ذلك الرياضيون والأطباء والموسيقيون وما إلى ذلك لبلوغ أعلى مستوى في مجالهم.
الممارسة والتدرّب المتأني
خلال العقدين الماضيين، أجريت العديد من الأبحاث حول الأساليب التي يستخدمها المحترفون للوصول إلى مستويات عالية في مجالات عملهم. كما هو موضح في كتاب “دورة التميز: استخدام الممارسة المتأنية لتحسين الإشراف والتدريب“، وأشارت تلك الأبحاث إلى ثلاث مكونات مشتركة حاسمة للأداء المتفوق، والتي تعمل جنبًا إلى جنب لإنشاء ما يسمى ” دورة التفوق”، وهي أيضا الركائز الأساسية للتدرب المتأني وهي: الفعل، التقييم والمراجعة، التصحيح والتطوير.
الممارسة والتدرب المتأني إلى نوع خاص من التدرّب المنهجي والهادف. في حين أن التدرّب العادي قد يكون عبارة عن تكرار طائش بدون هدف أو منهجية واضحة، فإن التدرّب المتأنيّ يتطلب اهتمامًا مركّزًا ويتم إجراؤه بهدف محدد وهو تحسين الأداء.
التدرّب المتأني في التداول
كما قلنا ينقسم التدريب المتأني إلى ثلاث مراحل أولية: الفعل، التقييم والمراجعة، التصحيح والتحسين، سنناقش كل من هذه النقاط وكيفية استعمالها في التداول.
الفعل (التداول)
الفعل في هذه الحالة هو التداول وفتح وإدارة الصفقات، والنتيجة لا تهم، سواء تداولات رابحة أو خاسرة سواء على الحساب الحقيقي أو الحساب التجريبي (على الرغم من أنك إذا كنت متداول مبدأ، فإننا نوصي بالتداول على الحساب التجريبي)، المهم أنك حاولت أن تفعل ذلك وأنك بذلت قصارى جهدك.
التقييم المراجعة
يجب عليك تخصيص دفتر لتسجيل التداولات اليومية أو ما يسمى بسجّل التداول، وتحليل تقييم ما فعلته بشكل صحيح وما فعلته بشكل خاطئ، سيسمح لك ذلك أولا بمراقبة نتائج التداول ومعرفة أي تحسن أو تراجع في الأداء، كذلك معرفة نقاط القوة والضعف نظام التداول.
يجب أن تتذكر دائمًا أنه لا يمكنك مراقبة نفسك عند التداول، من الأمور الصعبة على الكثير من الناس هي تقييم أنفسهم بموضوعية وصدق، فغالبا ما تكون الأحكام متطرفة إما شديدة اللطف أو قاسية جدا، لذلك من المهم أن تكون ملاحظاتك وتقييماتك لأداء تداولاتك مجردة أي عاطفة وكأنك تقيم عمل شخص مجهول بالنسبة لك، وإذا لم تفعل ذلك بشكل صحيح ستخسر المال.
التصحيح و التطوير
بعد تحديد الأخطاء ونقاط الضعف، تأتي الآن مرحلة تصحيح تلك الأخطاء المرتكبة، وتعزير نقاط القوة في نظام التداول. اطرح بعض الأسئلة على نفسك مثل ما الأزواج العملات أو الأسهم التي أتداولها بشكل جيد؟، ما هي الإطار الزمني الملائم أكثر؟ هل يجب أن أقلل عدد الصفقات التي أفتحها في نفس الوقت؟ هل مستوى المخاطر كبير؟ هل أتسرع في جني الأرباح؟
من خلال فعل ذلك كل يوم، سوف يتغير روتينك في التداول وتبدأ مهاراتك في التطور بشكل أسرع بكثير، ومع مرور الوقت لن يصبح الأمر أسهل فحسب، بل إن تأثير دورة التسجيل والمراجعة والتعديل (دورة التفوق) ينقل تجربة تداول واحدة إلى العديد من التداولات وبالتالي تسريع عملية التعلم.
أفضل شركات الفوركس وتداول العملات الرقمية:
إقرأ أيضا:
توقعات الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
تأثير قوة الدولار الأمريكي على أسعار النفط
5 أسباب وراء انخفاض الجنيه الإسترليني حاليا
كيفية ربح 300 دولار من أوليمب تريد Olymp Trade
كيفية ربح المال من الفوركس باستخدام olymp trade
أهم مصطلحات الفوركس أو تداول العملات الأجنبية