أحدث المقالات

وفاة أبو اسحاق الحويني: “وجه المرأة كفرجها” وداعم جهاد النكاح

في خبر أثار اهتماما واسعا، توفي الداعية السلفي أبو...

10 فضائح كارثية في الدستور السوري 2025

يُروج للإعلان الدستوري الجديد تحت اسم الدستور السوري 2025...

الخيار النووي: كندا ستحظر بورن هاب على الأمريكيين

في تصعيد غير متوقع للحرب التجارية بين كندا والولايات...

حقيقة ديون أمريكا وخرافة خطورة الدين العام الأمريكي

حجم الإقتصاد الأميركي 21 تريليون دولار، وحجم الدين العام...

مقترح السلام الإسرائيلي السعودي الفلسطيني

لأكثر من 100 عام، اجتاح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بلاد...

الفقر معلم وصديق الكفر وأبرز أسباب الإرهاب الذي حاربه الإسلام

الفقر معلم وصديق الكفر وأبرز أسباب الإرهاب الذي حاربه الإسلام

في وقتنا الحالي ستجد الكثير من الناس يفتخرون بكونهم فقراء ومن الطبقة الأقل دخلا في مجتمعاتهم، هذه الظاهرة تنتشر في العالم الإسلامي حيث مهد الدين الذي حارب الفقر وتعوذ به مع الكفر.

هذا التفاخر يعود أصله إلى انتشار ثقافة خاطئة على أن الفقر ليس سيئا وهو أمر عادي جدا يجب الإستسلام به و الإقتناع به.

وهنا تظهر سلوكيات سلبية أخرى ومنها التواكل وانتظار أن تمطر السماء ذهبا والكسل والعزوف عن العمل و الإجتهاد واتهام الحكومات والسلطات بأنها السبب الأساسي في فشل الفرد ووضعه المادي المتأزم.

لكن لا أحد من داخله يحب الفقر حبا صادقا، هذا لأنه يعرض الإنسان لمواقف سلبية ومؤلمة جدا، وهو بمثابة المعلم الذي يحرص على اهانة تلاميذه طيلة الوقت وبدون سبب واضح.

  • الفقر المعلم

يجب أن نتفق في البداية أن الفقر بمثابة معلم يمكنك أن تتعلم منه الكثير، ولطالما رأين الكثير من العظماء الذين عاشوا الفقر المدقع في مراحل من حياتهم وتولد لديهم حينها الدافع للنجاح وتحسين وضعهم المادي.

لكن ليس كل الناس يتعلمون منه، أغلبهم قد يتجاوز الفقر دون أن تعلم الكثير عن تجنب أخطائه السابقة ويكررها ويسقط مجددا في نفس الوضع وقد يبقى فيه لآخر يوم في حياته.

في الفقر يعرف المرء قيمة أمور كثيرة كانت تتواجد بحياته من قبل ولم يكن يشعر بقيمتها وأهميتها الكبيرة، وفيه أيضا يتعلم أن يكون مقتصدا ولا ينفق المال بدون تخطيط وحكمة.

نتعلم أيضا من الفقر أن العطف على الفقراء والتصدق عليهم هو أمر واجب وأساسي في حياتنا، ويجب أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء ونعطف عليهم ولا نقسوا عليهم أو نهينهم كي لا تلعب الأقدار لعبتها ونسقط في نفس المواقف ونتجرع نفس الألم.

من الأمور التي نتعلمها في الفقر هو تقدير النعمة والحفاظ عليها وتجنب التبذير والتواضع والحمد والشكر على كل شيء.

وعوض ان نشتكي أمرنا ونلعب دور الضحية يجب أن نتذر أن هناك من أسوأ منا وضعا وأكثر منا فقرا، فالحمد والشكر والتقدير بداية الرضا ومنه يمكن الإنطلاق لتحسين الوضع بالطرقة الصحيحة.

  • الفقر صديق الكفر

كان محمد صلى الله عليه وسلم، يتعوذ بالفقر وبأمور أخرى سيئة مثل الكفر وعذاب القبر والكسل والبخل والعجز وهي أمر يتفق الجميع على أنها سيئة.

عن سلم بن أبي بكرة أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، وَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنَّى عَقَلْتَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ، قَالَ: فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ.

السبب في التعوذ بالفقر هو أن الإنسان إذا أصبح فقيرا ولم يعد لديه ما يعيل به نفسه وأهله، كان أقرب لفقدان الأمل والتفكير في الأساليب السيئة مثل السرقة والإجرام والكراهية للمجتمع والسلطات والبحث عن اشعال الفوضى والشعور بالحقد اتجاه الناجحين والأغنياء والسعي للإيقاع بهم وتدميرهم.

يصبح الإيمان بالله في أضعف حالاته، وكذلك الإيمان بالقضية والأحلام والأهداف التي وضعها المرء لنفسه، لهذا فإن بوصلته تفقد الطريق وينسى ما كان يصبوا إليه، ليقضي الكثير من الوقت في النميمة والغيبة والحديث عن الآخرين بالسوء والسب والشتم للحكومة والأغنياء ورجال الأعمال واتهام الكثير منهم بما ليس فيهم.

يميل الإنسان في هذه المرحلة إلى الكسل والعجز والهوان وتظهر عليه الأمراض النفسية والروحية والتي بدورها تحفز الأمراض الجسدية.

من جهة أخرى ففي هذه الحالة أيضا يسقط أكثر في الجهل، ونتيجة لذلك قد يجد نفسه ضحية للمستغلين والمتطرفين.

  • الفقر أبرز أسباب الإرهاب والفوضى في مجتمعاتنا

عوض أن تركز الحكومات في العالم الإسلامي على معالجة الفقر ومساعدة الشباب على تحسين أوضاعهم وانتشال الفقراء من الوضع السيء الذي هم فيه، ويعمل أيضا الأغنياء على اخراج الزكاة والتبرع للفقراء بعيدا عن أية مصالح سياسية أو دعائية، انتشرت في مجتمعاتنا الدعاية التي تقر بأن الرسول كان فقيرا مع أنه عان من أزمات مادية في فترات بحياته كأي شخص على الأرض ولم يكن فقيرا بشكل دائم.

هذه الدعاية التي روج لها الكثير من الأئمة والشيوخ لإخماد غضب الشباب لم تنجح، إذ أن الثورات والمظاهرات وحتى الحروب الأهلية الأخيرة جاءت نتيجة استفحال الفقر وخروجه عن السيطرة.

الفقر إذن قنبلة موثوقة، ويمكنه أن يدفع الشباب للعمل مع شبكات ارهابية بمقابل مادي وهو ما رأيناه في الحرب السورية والليبية، حيث الكثير من التونسيين والشباب من جنسيات مختلفة هاجروا إلى سوريا وانضموا إلى داعش للقتال ضد الحكومة السورية ليتحطم بلدا بأكمله ويصبح السوريين لاجئين في أوروبا وشمال أفريقيا وكل مكان بالعالم للأسف.

 

نهاية المقال:

في هذا المقال وضحنا فيه كيف أن الفقر معلم مهم في حياة الإنسان لكنه في ذات الوقت هو صديق الكفر وأبرز أسباب الإرهاب، ينبغي على المرء أن لا يفتخر به ويعمل على التخلص منه.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)