
لا توجد أزمة إقتصادية قاسية في الوقت الحالي أكثر من تلك التي تشهدها فنزويلا خلال السنوات الأخيرة، هذه الأزمة التي بدأت بانهيار العملة الوطنية واستهداف النظام المالي والنقدي وجدت طريقها إلى الإقتصاد الفعلي.
من المنطقي بعد الإنهيار الشامل للعملة الفنزويلية أن يتدهور الوضع الإقتصادي بارتفاع التضخم مليون في المئة، وتزداد أسعار المنتجات كل 26 يوما في المتوسط.
الأزمة التي تطرقت إليها في عدة مقالات سابقة، تزداد سواء وتعمل الحكومة على حلها دون أن تنجح إلى حد الآن في ايقافها أو حتى تعطيلها.
تمكنت هذه الأزمة من ترحيل الملايين من الفنزويليين من بلدهم نحو كولومبيا وبلدان أخرى مجاورة، بمعدل هروب الآلاف منهم يوميا نحو تلك البلدان.
من جهة أخرى تسببت الأزمة في سقوط 80 في المئة من الساكنة نحو الفقر، بينما اختفت الطبقة الغنية تقريبا إلا من يحتفظون بمبالغ مالية على شكل ذهب أو دولارات أو حتى عملات رقمية مشفرة مثل بيتكوين.
الجوع تسبب في مجزرة جماعية، حيث انخفض وزن الفرد الفنزويلي بنسبة كبيرة، وتراجعت السمنة بشكل كبير في هذا البلد.
هذا ليس كل شيء، فالزواج والحياة الجنسية للمتزوجين انهارت هي الأخرى وهناك أرقام وحقائق حصلنا عليها في هذا الصدد.
-
ارتفاع ثمن الواقيات الذكرية
نقلت بي بي سي عن الصحفية ماريانا زونيغا، أن هناك طلب شديد على الواقيات الذكرية التي يستخدمها المتزوجين لمنع الحمل.
وتتخوف معظم المتزوجات من فكرة الحمل خصوصا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، وصعوبة اعالة المزيد من الأفراد.
لكن سعر العلبة الواحدة من هذه الواقيات لم يعد رخيصا حيث تخطى مليون بوليفار فنزويلي، وهو ما يجعل تجنب الحل مهمة شاقة للكثير من المتزوجين، منهم من قرر الإنفصال أو الطلاق، وهناك من النساء من تتبعن طرقا قديمة غير مضمونة لمنع الحمل.
-
تراجع الإقبال على الزواج والعلاقات الجنسية
عدم رغبة النساء في التوالد وأيضا ارتفاع تكاليف الزواج، جعل من الإرتباط أمرا غير ممكن لكثيرين، وحتى بالنسبة لهؤلاء الذين يقيمون علاقات جنسية خارج إطار الزواج أصبح ثمن الواقيات الذكرية عائقا للإستمرار في تلك العلاقات.
هذا التراجع سينعكس على نسبة الولادات والتي يقال أنها قيد الإنهيار في الوقت الحالي لصالح الهجرة والوفيات في البلاد.
لكن تم رصد ارتفاع في عدد حالات الحمل غير المخطط لها والإصابات بالإيدز والأمراض المنقولة جنسيا، وهي نتيجة منطقية لعلاقات زوجية أو علاقات جنسية بدون الواقيات الذكرية.
-
ارتفاع الإقبال على التعقيم
لأن حبوب الحمل والواقيات الذكرية ارتفع ثمنها كثيرا، فقد ارتفع الإقبال على وسائل دائمة لمنع الحمل من النساء الفنزويليات.
وقد أفادت تقارير اخبارية أن عيادة واحدة في كاراكاس أجرت 400 عملية في عام 2017 وارتفع إلى 500 حاليا.
وتصل عدد العمليات اليومية التي تتم في العيادة إلى 40 عملية خصوصا “أيام التعقيم” التي تتم تحت إشراف برنامج صحي محلي مجاني.
والحقيقة المرة هي: “في السابق، كانت أعمار النساء اللواتي يجرين عمليات تعقيم في فنزويلا فوق الثلاثين، ولديهن أكثر من ثلاثة أطفال، والآن يمكنك أن تجد نساء تتراوح أعمارهن بين 19 و 20 و24 سنة، يتطلعن للتعقيم لأنهن لا يستطعن تحمل عبء طفل إضافي”.
نهاية المقال:
نجحت الأزمة الإقتصادية في دفع مئات النساء نحو التعقيم منهن فتيات العشرينيات من العمر، وانهارت الكثير من قصص الزواج، بينما ارتفاع ثمن حبوب الحمل والواقيات الذكرية فتح الباب لحالات حمل “شرعية” غير مخطط لها وارتفاع الايدز مع أي ممارسة جنسية خارج مؤسسة الزواج المدمرة.
إقرأ المزيد من المقالات حول أزمة فنزويلا من هنا