الصفقة التي ستجعل فيس بوك يدفع المال للمستخدمين

من الأفضل أن يدفع فيس بوك المال للمستخدمين

دعك من الأرباح المتنامية والإنجازات الكبيرة التي تحققها فيس بوك، فالثقة في الحضيض بهذه المؤسسة وقضية انتهاك خصوصية المستخدمين لا تزال واحدة من أهم أسلحة الأزمة المستمرة.

وفيما تبحث الشركة عن حلول لهذه الفوضى، والمخاوف من أن ما حصل إلى الآن ليس إلا مجرد موجة صغيرة تقود موجات أقوى وأسوأ ستتعرض لها الشركة في قادم الأيام والأشهر، يجب أن تبحث عن حلول حقيقية لهذه المشكلة.

الأصوات لا تزال تتعالى وهناك شكوك من أي حركة يقوم بها فيس بوك هذه الأيام، والثقة كما أشرنا سابقا فهي في الحضيض.

ومن ضمن الحلول المقترحة خصوصا عندما يتعلق الأمر بحماية بيانات المستخدمين، هي أن تدفع الشركة للمستخدمين مقابل بياناتهم، وإليك كيف؟

 

  • الدفع للمستخدمين مقابل بياناتهم

تجمع فيس بوك الكثير من المعلومات والبيانات حول المستخدمين، وهي تعمل على اتاحتها للمعلنين وشركات الدراسات الصحية والنفسية والسياسية والجغرافية، وكذلك لشركات الاستشارات السياسية والأبحاث، إضافة إلى المطورون وأصحاب التطبيقات.

بالطبع هذه البيانات لا توفرها فيس بوك مجانا لهذه الأطراف بل تبيعها لهم، وتوفرها لهم بمقابل مادي متغير غير ثابت.

فيس بوك عليها أن تدفع للمستخدمين مقابلا ماديا لمشاركتهم تلك البيانات، ما يعني أنها لن تستغل بشكل مجاني تلك البيانات التي تحصل عليها بطرق متعددة، مباشرة وغير مباشرة.

العائدات التي تحققها الشركة من الإعلانات يجب ان تشاركها مع المستخدمين بنسبة محددة، فيما الأرباح متغيرة من مستخدم إلى آخر حسب موقعه الجغرافي وأهمية بياناته وحجم البيانات التي شاركها والربح الذي حققته فيس بوك من اتاحة بياناته للجهات الأخرى.

 

  • لكن يجب عليها أن تتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم

وإلى جانب الدفع للمستخدمين الذين يقبلون بمشاركة بياناتهم، على الشركة الأمريكية أن تتيح لكافة المستخدمين التحكم في بياناتهم.

بالتالي توفر لهم التحكم في مشاركة أنماط البيانات الخاصة بهم، مثل المنشورات العامة، الإعجابات، صورهم الشخصية، تفضيلاتهم، اهتماماتهم، زياراتهم للمواقع الأخرى، أنشطتهم على واتساب والخدمات الأخرى وبقية البيانات.

هذا يعني أن المستخدم في هذا الحالة سيكون بإمكانه منع بيع بعض البيانات واتاحة أخرى، وكلما أتاح المزيد من البيانات كانت أرباحه أكبر.

 

  • أما من لا يرغبون في المتاجر ببياناتهم؟ ماذا عنهم

يقال أن فيس بوك تعمل على النسخة المدفوعة من موقعها، بالتالي هذه النسخة لن تعرض الإعلانات ويفترض أن تكون صديقة للخصوصية 100 بالمئة.

هؤلاء الذين لا يرغبون في مشاركة بياناتهم والمتاجرة بها سيكون عليهم الترقية إلى النسخة المدفوعة، والدفع بشكل شهري أو سنوي مقابل الاستفادة من هذه الخدمة.

النسخة المدفوعة لا يجب أن تجمع البيانات عن المستخدمين ولا تعرض أي أنماط من الإعلانات، وهي متاحة لمن لا يرغبون في استغلال بياناتهم ولا يريدون مشاركتها مقابل ربح مادي.

 

  • كيف سيؤثر هذا على فيس بوك؟

هذه الصفقة المقترحة، من شأنها أن تنهي على الأقل أزمة الخصوصية على فيس بوك، المدافعون عن بيانات المستخدمين والمنتقدون للشركة الأمريكية سيهدؤون وسيرحبون بهذا الحال.

بالنسبة للمستخدمين فنسبة كبيرة منهم سيرحبون بهذا، وسيلجأ الكثير منهم إلى مشاركة المزيد من البيانات وقضاء وقت أطول على خدمات الشركة لحصد أرباح أكبر.

أما الشركة فستتراجع على المدى القصير أرباحها لكن في المقابل ستحميها من تنامي الأزمة وخسارة سمعتها بشكل كامل، وستسترجع ثقة المستخدمين وربما نسبة جيدة من المستخدمون الغاضبون.

بهذه الطريقة ستتخلص فيس بوك من التهم الموجهة إليها باستغلال بيانات المستخدمين وبيعها والربح منها دون علم المستخدمين بمصير بياناتهم والجهات التي تستغلها والغرض من وراء ذلك.

 

نهاية المقال:

هذه الفكرة طرحتها الأستاذة الجامعية Kara Alaimo أول مرة وقامت بنشرها على bloomberg، بناء عليها خرجت بهذه الصفقة التي تجمع بين النسخة المجانية من فيس بوك والمدفوعة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز