الشركات الرابحة و الخاسرة في معركة قطاع الهواتف الذكية 2015

الهواتف الذكية 2015
معركة قطاع الهواتف الذكية 2015

أشد القطاعات الصناعية التنافسية على الإطلاق في مجال التكنولوجيا هو قطاع صناعة و تطوير الهواتف الذكية، فالمنافسة فيه لم ترحم للأسف الأطراف و الأسماء التي يوجد لديها خلل في الإبتكار و إدارة الأعمال و تسويق منتجاتها و القدرة على التحكم في السوق.

لكن بنفس الوقت هناك عدد من الشركات التي كان عام 2015 مثاليا بالنسبة لها و تنوي مواصلة الصعود و حصد المزيد من الحصة على حساب المنافسين و أيضا نمو حجم الطلب على الهواتف الذكية عالميا و انضمام المزيد من الأسواق إلى السوق العالمية.

و في هذا المقال سنتطرق بالفعل إلى الشركات الرابحة و أيضا الخاسرة في معركة قطاع الهواتف الذكية و ذلك خلال 2015.

 

  • مجد آبل متواصل لكنها خسرت شيئا من قيمتها السوقية !

يتفق الجميع على أن عام 2015 كسابقيه من السنوات كان جيدا بالنسبة لآبل، فهي لم تعد متفوقة في بعض الأسواق الرئيسية بالعالم فقط بل في مجملها خصوصا مع تفوقها في الصين بعد الإتفاق مع China Mobile، هذه الأخيرة لديها أزيد من 700 مليون مشترك و عدد منهم قرر الإنتقال إلى آيفون.

تمكنت آبل خلال 2015 من بيع أزيد من 231.1 مليون هاتف ذكي و هي التي لا تملك في الأسواق أكثر من بضعة موديلات فقط على عكس سامسونج و الشركات المنافسة لها، و قد تمكنت أيضا من حصد 234 مليار دولار و ذلك حسب المحللة الشهيرة Katy Huberty.

94% من أرباح سوق الهواتف الذكية في الواقع هي حصة آبل، و هذا لكون تكلفة إنتاج هواتف آيفون قليلة جدا عكس شركات عالمية لا تربح من هواتفها الذكية سوى بضعة دولارات !

لكن في ذات الوقت شهدت أسهم آبل تراجعا في قيمتها على مدار السنة، ما أدى لخسارة 57 مليار دولار من قيمتها التجارية.

 

  • معاناة سامسونج تكبر شيئا فشيئا

لا تزال سامسونج تسيطر على الرقم 1 عندما يتعلق الأمر بحجم شحنات الهواتف الذكية إلى الأسواق، و لديها حصة سوقية عالمية قد تجاوزت 24%.

لكن المنافسة مع الشركات الصينية في عدد من الأسواق شكل ضربة موجعة لها، خصوصا و أن هواتفها المتوسطة و الأقل تكلفة ليست مغرية أمام نظيراتها الصينية، هذا دون أن نتحدث عن فشل جالكسي اس 5 الذي كان واضحا و عدم قدرة تشكيلة هواتف جالكسي اس 6 على مقارعة آيفون 6 او آيفون 6 اس.

كثرة الموديلات التي تطلقها الشركة الكورية في السنة تجعل من عملية الإنتاج مكلفة، فيما الدعم الفني لهواتفها الذكية سيء و تشابه هواتفها أحرق القيمة المضافة التي يمكن لموديل واحد تقديمها على غرار الموديلات الأخرى.

هذا كله انعكس على الشركة سلبا، حيث خسرت 44 مليار دولار من قيمتها السوقية، و أعقب ذلك خسارة 12 مليار دولار بسبب تراجع قيمة أسهمها و هذا كان كافيا لتنحية السيد JK Shin عن منصب الرئيس التنفيذي لسامسونج موبايل و الذي حصل عليه منذ 2011 و كان سببا في ثورة جالكسي التي بدأت تخمد.

 

  • هواوي تنمو بقوة و وجودها كان واضحا في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

منذ سنوات توقعنا أن تكون هواوي واحدة من أكبر الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية، و بالطبع تأتي هذه الشركة في الرتبة الثالثة حاليا.

لقد تمكنت هذا العام من بيع 100 مليون هاتف ذكي و هذا كان بالفعل هدف سامسونج منذ سنوات قليلة و تمكنت من تحقيقه.

العملاق الصيني لم يبقى محصورا فقط في الصين بل أصبح متواجدا في كل دول العالم، و قد كان 2015 مميزا لهذه الشركة التي أطاحت بسامسونج في مصر و توسعت في الخليج العربي و الشرق الأوسط من خلال علامتها الشهيرة هونور.

 

  • لينوفو تعيش مرحلة حساسة بعد شراء موتورولا

تناولنا في مقال سابق المرحلة التي تعيشها الشركة الصينية لينوفو و التي سبق لها و أن أقدمت على شراء شركة موتورولا من جوجل.

عمليات إعادة الهيكلة بطبيعة الحال مكلفة للغاية و قد سببت خسائر للشركة الصينية، فيما لم تعلن إلى حد الآن عن خطة شاملة تجمع ما بين عمليات قسم الموبايل في الصين و عمليات موتورولا في الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن الشركة جاءت في المرتبة الرابعة خلف هواوي و هي مؤثرة بطبيعة الحال في قطاع الموبايل بشكل عام.

 

  • شياومي هي آبل الصين

رغم أنها لا تزال تركز بالدرجة الأولى على الصين و تتوسع نحو أسواق اسيوية أخرى و منها الهند و اندونيسيا إلا أنها تشكل رعبا حقيقيا للشركات المنافسة.

اللقب الذي يختصر قوة هذه الشركة هي آبل الصين، و تتوقع الشركة بيع 100 مليون هاتف ذكي خلال العام المنصرم رغم أنها تمكنت من بيع 34.7 مليون هاتف في النصف الأول من 2015.

 

  • سنة 2015 لم تكن جيدة بالنسبة لشركة LG

العملاق الكوري LG هو الآخر يواجه بالفعل صعوبات حقيقية في قطاع الموبايل، خصوصا و أنه أصبح من الواضح فشل LG G4 مقارنة مع الجيل السابق في رفع مبيعات الشركة.

الشركة خسرت 67 مليون دولار و لم تسلم هي الأخرى من الخسائر لكنها لا تزال قليلة جدا مقارنة بخسائر بعض الشركات المنافسة.

 

  • سوني موبايل تواصل خسائرها

لم تتمكن سوني من الخروج من أزمتها إلى حد الآن و لم تقلص من حجم خسائرها فإلى جانب خسارة 1.2 مليار دولار سنة 2014، نجد أنها خسرت خلال العام المنصرم حوالي 1.85 مليار دولار ما يعني أنها تواصل الغرق و قد تنسحب نهاية هذا العام إذا لم تتقلص خسائرها كثيرا.

و من المشكلات التي تواجهها الشركة اليابانية هي حصتها التي لا تتجاوز 1 في المئة و ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث إلى حد الآن لم تجد طريقة مناسبة لتعزيز حصتها أو إقناع المستهلكين هناك بشراء هواتفها الذكية.

 

  • شركة HTC تستمر في الخسائر

لم ينجح هاتف HTC ONE M9 في إنقاذ العملاق التايواني من أزمته، خصوصا و أنه يعاني من مشاكل كثيرة و يفتقد للإبتكار على مستوى التصميم كما أن الشركة فشلت على مستوى تسويقه و إقناع المهتمين بأنه الأفضل.

3.65 مليار دولار هي عائدات الشركة خلال العام الماضي و مقارنة بسنة 2014 التي حققت فيها 5,64 مليار دولار نتحدث هنا عن المزيد من التراجع و بنسبة 35%.

و بشكل عام فإن كل الهواتف الذكية التي أطلقتها إتش تي سي العام الماضي لم تنجح و كان مصيرها الفشل.

 

  • بلاك بيري تحاول و تنفتح على أندرويد

كان عام 2015 بالنسبة لشركة بلاك بيري جيدا بالنظر إلى الخسائر التي قللت منها و حجم الأزمة المتراجع بفضل زيادة مبيعات السوفتوير و خدمات الأمن التي تقدمها الشركة الكندية، و قد أطلقت هاتف BlackBerry Priv و الذي يبلي جيدا حسب تصريح لرئيس الشركة في معرض CES 2016.

  • تراجع ويندوز فون

مايكروسوفت أيضا كانت ضمن الشركات الخاسرة خلال 2015، فهي ركزت أكثر على تطوير ويندوز 10 موبايل و الذي سيتم إطلاقه خلال الأسابيع القادمة، و كان من الممكن في نظري أن يختلف ما حدث لو تم إطلاق ويندوز 10 موبايل للهواتف الذكية إضافة إلى تفعيل الشراكات مع مختلف المنتجين الآخرين الذين ننتظر منهم هواتف بهذا النظام خصوصا هواوي و إل جي و سامسونج.

النتيجة كانت بالفعل تراجع ويندوز فون إلى أقل من 3 في المئة، و بالضبط السيطرة على حصة 1.7 في المئة و هو ما يحتم على الشركة الرفع بكثير من حصتها السوقية خلال العام الجديد.

 

نهاية المقال:

إضافة لما سبق هناك صعود لشركات أخرى منها شركات صينية أخرى لعل أوبو و أيضا وان بلس على رأسها، إضافة لتزايد الإقبال على الهواتف الراقية الأقل تكلفة.

و سبب الخسائر التي لحقت بعدد من الشركات العالمية خلال العام الماضي، هو اجتياح الهواتف الذكية الصينية لمختلف الأسواق و تزايد المنافسين رغم أن الطلب على الهواتف الذكية شهد تزايدا ملحوظا و مستمرا.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل

التعليقات مغلقة.