حصلت الشراكة المغربية الفرنسية على دفعة قوية مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط، حيث تم توقيع 22 اتفاقية بقيمة 10 مليارات دولار.
فئة من المغاربة رحبوا بزيارة الرئيس الفرنسي للمملكة وتخطي العلاقات بين المغرب وفرنسا فترة كانت صعبة، لكن هناك الحاقدين الذين يرفضون الشراكة المغربية الفرنسية.
رغم مرور 70 عاما تقريبا على استقلال المغرب لا يزال الحاقدين من الإسلاميين واليساريين يعتبرون فرنسا دولة استعمارية تريد احتلال المملكة وهذه مشكلة العقلية السائدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
تعيش هذه العقلية في الماضي، إما في زمن الخلافة الإسلامية أو في فترة الإستعمار، وهي ترفض التطور والعيش في زمننا الحاضر.
ويريد هؤلاء الحاقدين أن يبتعد المغرب عن شركائه الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، الدول التي يحصل منها على السلاح وتتبنى معظمها الحل المغربي لمشكلة الصراع على الصحراء المغربية.
في المقابل يريد الإسلاميين واليساريين دفع المغرب إلى تيار روسيا والصين وإيران، وهو تحالف غير رسمي، لا تجمعه سوى كراهية الولايات المتحدة الأمريكية ولا يملك نظاما حرا بديلا للنظام الغربي.
لا تعترف روسيا بمغربية الصحراء حتى مع امتناع المغرب عن المشاركة في العقوبات على موسكو بسبب حرب أوكرانيا، ومن جهة أخرى كلام الصين لا يغني ولا يسمن من جوع.
أما إيران فهي تدعم البوليساريو ولديها نفوذ في غرب أفريقيا، وهي تتحرش بمصالح المغرب، وتريد نشر التشيع والتطرف واسقاط النظام الملكي.
في المقابل تعد فرنسا أحدث دولة أوروبية تتبنى مغربية الصحراء والحكم الذاتي للصحراء، حلا وحيدا لهذه المشكلة التي لا تريد الجزائر أن تنتهي كي تلهي بها شعبها الذي ينتظر الرخاء والديمقراطية.
لقد راهن اليساريين والإسلاميين على تدهور العلاقات المغربية الفرنسية التجارية والسياسية والإقتصادية والثقافية، ويبتعد المغرب عن القوة الأوروبية التي لطالما دافعت عنه في مجلس الأمن.
لكن عودة العلاقات وتغير الدبلوماسية الفرنسية اتجاه المملكة كان صادما لهم، وهم يؤولون ما يحدث على أنها مناورة فرنسية للحصول على قطعة من كعكة المشاريع التنموية الضخمة التي يعمل عليها المغرب قبل كأس العالم 2030.
والحقيقة من حق فرنسا أن تبحث عن مصالحها وتجلب شركاتها للإستثمار في المملكة، هكذا هي التجارة والإقتصاد والسياسة، لكن الإعتراف بمغربية الصحراء ليس لعبة ولا تتراجع الدول المحترمة عن تعهداتها.
لم تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن مغربية الصحراء في عهد إدارة بايدن، ولن تفعل فرنسا واسبانيا، القضية برمتها تقترب من نهايتها والمغرب يفوز.
تعود العلاقات المغربية الفرنسية إلى قرون مضت، حيث أسست فرنسا قنصلية لها في فاس عام 1577، وقد شهدت هذه العلاقات تطورات كبيرة على مر السنين، بما في ذلك فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب.
في الوقت الحالي تُعتبر فرنسا أحد أبرز الشركاء التجاريين للمغرب، حيث تحتل المرتبة الأولى في الاستثمار والتجارة، والزيارة الأخيرة لماكرون ستعزز العلاقات الثنائية.
وتقلق العلاقات الفرنسية المغربية المميزة الجزائر التي تعيش صدمة من تغير موقف دولة أوروبية أخرى مهمة من قضية الصحراء وهي إلى جانب بقية الحاقدين تستخدم الذباب الإلكتروني لتشويه الشراكة المغربية الفرنسية.
يقول هؤلاء أن هذا أكبر دليل على أن الجزائر دولة حرة ومستقلة فيما المغرب لا يزال مستعمرة فرنسية، والحقيقة أن لكل دولة الحرية في اختيار شركائها وحلفائها.
تزدهر الشراكة المغربية الفرنسية رغم نباح كل هؤلاء والهجوم الإعلامي الذي يمارسونه ضد كل من يشيد بالعلاقات المميزة بين البلدين، لقد فشلت رهاناتهم الفارغة.