عناكب محركات البحث خلال السنوات الماضية كانت بسيطة غبية و عفوية في التعامل مع المواقع و أرشفتها و لم تكن أبدا بهذا الذكاء و التعقيد الذي وصلت إليه ، حتى عملية تهيئة المواقع و عمل السيو لها كان سهلا جدا و كنت في 2011 سعيدا بهذه البساطة مع مدونات بلوجر الأجنبية و بعض المنتديات العربية .
اليوم يا سادة و في ظل أربعة سنوات تقريبا تغير كل شيء ، طرق كنا نستخدمها في مسك الكلمات لم تعد تعمل و أخرى لعمل باك لينكس أصبحث محرمة قانونيا بل أيضا في قاموسنا .
عمل مدونة و الشروع في جلب المحتوى ثم وضع إعلانات جوجل و عمل روابط خارجية و الإستمتاع بمشاهدة الأرباح أصبح من الماضي ، اليوم قد تقضي شهورا طويلة و ربما سنوات حتى يصلح موقعك شابا يصبح فعلا لأن يكون مشروعا حقيقيا يعتمد عليه في الكسب المادي .
و بما أننا في 2015 ، لا يزال البعض للأسف متوهما بأن طرق الأمس و أسراره تعمل بكفاءة مع محركات البحث … لقد إنتهى عهد عمل مدونات مخصصة لجوجل ، تقبل الحقيقة بروح رياضية عزيزي !
- أكتب للناس و ليس لمحركات البحث
لا يزال الشغل الشاغل لبعض أصحاب المواقع هو كيفية كتابة مقالات و تدوينات ترضي جوجل و منافسيه فيما السؤال الذي كنا نتوقعه منهم هو كيف أكتب مقالا يعجب الزائر ثم ينشره ؟
هناك فرق بين السؤالين ، الأول الهدف منه هو جلب الزوار فقط و لا يهم إن أعجبهم المحتوى أو لقي كراهيتهم، أما الثاني فيدل على أنك أذكى من عناكب البحث إذ أنك تريد تقديم ما يثير إهتمام الزائر ثم يشاركه مع أصدقائه … بعبارة أخرى غايتك ليس فقط التقدم على محركات البحث بل الإنتشار على الشبكات الإجتماعية.
عندما تكتب المحتوى ركز على الزائر و ليس على محركات البحث لتضرب بحجر واحد عصفورين في المقدمة هما جوجل و فيس بوك “محركات البحث و الشبكات الإجتماعية” .
- وداعا 10000 باك لينكس في دقائق أهلا بالروابط الخارجية الطبيعية .
لا زلت أصادف على خمسات و فيفر و منافسيهما خدمات تقدم لك الكثير من الباك لينكس خلال ثلاتة أيام عمل أو أسبوع أو حتى شهر !
أصحاب تلك الخدمات مصرين على بيع الوهم لك ، تمنيت لو توقف الأمر عند ذلك بل يبيعون لك حظرا من محركات البحث يتعرض له موقعك بعد أسابيع من شراء الخدمة !
الباك لينكس ذات الجودة العالية يتم عمله بشكل طبيعي ، و منها أن تتحدث عن موقعك مواقع إخبارية و تشير إلى رابطه أو تنقل منك خبرا و تكتبه بصيغة جديدة مع الإشارة إليك أو حتى أن تقوم بنشره في الشبكات الإجتماعية الإخبارية بدون أن تثير ريبة محركات البحث .
الجودة هي من تحكم الروابط الخارجية اليوم و ليست الكمية و هذا في صالح المواقع الجديدة و ليس ضدها كما كنا نظن .
- التلاعب بالكلمات المفتاحية جريمة .
كان من الرائع للكثيرين من الناس خلال السنوات الماضية أن يضعوا الكثير من الكلمات المفتاحية بشكل عشوائي في الفوتر “أسفل الموقع” بعضها مرتبط بالمحتوى الموجود في الموقع و البعض الأخر لا علاقة له ، النتيجة الطبيعية لذلك مسك الكثير منها في محركات البحث و الحصول على المزيد من الزوار .
الكلمات المفتاحية التي نضعها للمقالات حينها كثيرة للغاية و معظمها لم تذكر و لو لمرة واحدة في ذلك المحتوى.
و الأن يمكنك القيام بذلك لترى المزيد من التدهور في ترتيب موقعك على نتائج البحث و ربما حظرك من طرف جوجل بتهمة “حشو الكلمات” .
لذا عليك التعامل مع هذا الجزء من المحتوى بحساسية أكبر و الكف عن تلك السلوكيات السيئة التي لا تعطي أية نتيجة .
- ركز على الكلمات المفتاحية للأحداث الحالية .
عوض أن تكتب مقالات هكذا عفويا و بشكل عشوائي ركز على تقديم المحتوى الذي يتعلق بالأحداث الحالية في مجال موقعك .
ركز على الكلمات المفتاحية المتعلقة لها و حاول أن تعطي إهتماما أكبر للأحداث الطويلة المدى و التي تشكل لك فرصة جيدة لجلب الزوار لمدة طويلة .
و من الجيد أن تلعب على الكمية لكن مع الجودة و التركيز على الأحداث الحالية لجلب الزوار و التربع على نتائج البحث .
- أهلا بالهواتف الذكية و المحمول … الحواسيب لم تعد وحدها المتصلة بالإنترنت
خلال السنوات الماضية كانت الأغلبية تتواجد على الويب من الحواسيب المكتبية و المحمولة و الأن مع تطور الهواتف الذكية و إنتشارها أصبح تجاهل هذا النمو إنتحارا .
جوجل مؤخرا أرسل رسالة تحذيرية لكل أصحاب المواقع الذين يملكون مواقع غير متوافقة مع المحمول ليطلب منهم الإسراع في جعلها متوافقة و هذا لأنه بدأ يعرض في نتائج البحث الصفحات المهيئة لهذه النوعية من الأجهزة و يفضلها على مواقع مصرة على عرض “سطح المكتب” فقط .
من هنا عليك أن تفهم المطلوب منك … قالب توافقي مع جميع الأجهزة هو الحل .
نهاية المقال :
لا تلتفت للماضي و بساطته لكن ركز على أن تجعل الحاضر أبسط مما مضى ، السيو اليوم صعب و سيكون سهلا إذا إقتنعت بما جاءت به السطور السابقة !
نصيحة أخيرة … لا تستعجل النتائج فالثقة لم تعد تعطى بسرعة سواء من جوجل أو حتى من الزائر نفسه .