افلاس 533 شركة: السعودية أكبر فائز من انهيار النفط الأمريكي

 السعودية أكبر فائز من انهيار النفط الأمريكي

قال محللون في مجال الطاقة لشبكة CNBC يوم الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية ستكون في وضع أفضل لمواجهة آثار الإنهيار غير المسبوق لأسعار النفط الأمريكية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه شركات النفط الأمريكية من امتلاء خزانات التخزين واستمرار أزمة فيروس كورونا في تدمير الطلب العالمي.

يوم الاثنين، انخفض سعر مايو للعقود الآجلة لغرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى المنطقة السلبية لأول مرة على الإطلاق.

وجرى تداول العقد، الذي ينتهي يوم الثلاثاء، بسعر سلبي قدره 6.30 دولار للبرميل خلال التعاملات الصباحية.

بشكل ملحوظ، هذا يعني أن التجار سيضطرون إلى الدفع فعليًا للتخلص من النفط الموجود لديهم لأنه لا يوجد لديهم أماكن لتخزينه، استقرت أسعار العقود الآجلة لشهر مايو عند ناقص 37.63 دولار يوم الاثنين.

ويعتقد أن الانهيار التاريخي في سوق العقود الآجلة للنفط الخام قد تم تضخيمه بسبب انتهاء العقد الوشيك.

بلغ عقد يونيو لخام غرب تكساس الوسيط، الذي يتم تداوله بنشاط أكبر ويميل إلى أن يكون أكثر دلالة على كيفية رؤية وول ستريت لسعر النفط، عند سعر 17.75 دولار للبرميل يوم الثلاثاء، بانخفاض حوالي 17٪ من قيمته السابقة.

وجرى تداول خام برنت القياسي العالمي عند 21.80 دولار للبرميل صباح الثلاثاء، منخفضًا بنسبة 15٪.

وقال ديف إرنسبيرجر، رئيس التسعير العالمي للسلع لدى S&P Global Platts، لشبكةCNBC  اليوم الثلاثاء: “السعودية وروسيا فازتا هنا، لكنه انتصار باهظ الثمن للغاية”.

تنظر الرياض وموسكو منذ فترة طويلة إلى إنتاج الصخر الزيتي الأمريكي على أنه عدو وخصم يجب تدميره، خصوصا وأن الولايات المتحدة أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف: “لكنهم بحاجة إلى النظر في الأمر لأن برنت ليس متخلفًا كثيرًا، ومعايير النفط الخام الأخرى ليست بعيدة، والعالم يمتلئ بالنفط وأماكن التخزين تنفذ”.

تواجه صناعة النفط الأمريكية سيناريو سيء للغاية، حيث من المنتظر أن تعلن العشرات من الشركات افلاسها في قطاع إنتاج النفط من الصخر الزيتي الأمريكي.

تسبب جائحة الفيروس التاجي في انخفاض الطلب على النفط بسرعة كبيرة لدرجة أن أماكن تخزين البراميل أصبحت ممتلئة، في الوقت نفسه غمرت روسيا والمملكة العربية السعودية العالم بإمدادات زائدة.

تسبب هذا الوضع في انهيار أسعار النفط إلى مستويات تجعل من المستحيل على شركات النفط الصخري الأمريكية تحقيق أرباح.

لا يزال تداول الخام الأمريكي تسليم يونيو أعلى من 20 دولارًا للبرميل ولكن حتى هذا كارثي بالنسبة للشركات الأمريكية التي لا تستطيع تحقيق الأرباح مع هذه الأسعار.

من المعلوم أن 30 دولارًا للبرميل سيئة بالفعل لشركات النفط الأمريكية، ولكن بمجرد أن تصل إلى 20 دولارًا أو حتى 10 دولارات يصبح الأمر كابوسًا كاملاً ويفتح الباب لتساقط الشركات العاملة في هذا المجال.

تتراكم ديون شركات النفط الأمريكية خلال الأوقات الجيدة فما بالك بالوقت السيء الحالي، لن تتمكن بعضها من النجاة من هذا الإنكماش التاريخي.

في بيئة نفطية بقيمة 20 دولارًا، ستقدم 533 شركة للتنقيب عن النفط الأمريكي وإنتاجها ملفًا للإفلاس بحلول نهاية عام 2021.

الوضع الحالي لا يبشر بخير بالنسبة لصناعة النفط الأمريكية التي تواجه تحديات جمة، ومهما طورت من أساليب استخراج النفط من الصخور الزيتية بأقل تكلفة إلا أن السعودية وروسيا تحصلان على الذهب الأسود من خلال آبارها الكبرى بسهولة وبتكلفة أقل.

من شأن استمرار الأزمة الحالية أن يتم اخراج النفط الأمريكي من السوق وأن تنكسر قوة الصناعة النفطية الأمريكية لتصبح منتجا صغيرا في السوق العالمية.

وترغب كل من السعودية وروسيا ومنتجين آخرين مثل نيجيريا في اخراج النفط الأمريكي من اللعبة وهذا لرفع الأسعار مستقبلا، لكن هذا لن يحدث بسهولة فالطلب على النفط منخفض وقد يستمر الوضع الحالي طويلا قبل التعافي.

إقرأ أيضا:

ماذا يعني انهيار أسعار النفط إلى تحث الصفر للأسواق؟

ما معنى أسعار العقود الآجلة والأسعار الفورية والهامش؟

انهيار النفط الأميركي بأكثر من 100٪

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز