أحدث المقالات

حل مشاكل دخول واستخدام منصة كيك بث Kick streaming

هل حاولت الدخول إلى منصة كيك بث Kick streaming...

أسامة الأزهري على عرش الشيطان يروج للعبودية

في عالمٍ يطالب بالتحرر الفكري والعقلي، يأتي رجال الدين...

كيف تحول السيسي إلى مهرج شعبوي إسلامي مثل أردوغان؟

لم يكن عبد الفتاح السيسي مجرد جنرال عسكري وصل...

الإمارات تستثمر 1.4 تريليون دولار في أمريكا والخاسر هي بريكس

ستستثمر الإمارات العربية المتحدة، العضو حاليًا في مجموعة بريكس،...

التداول في الأسهم: ما هو وكيف يتم؟

التداول في الأسهم هو عملية شراء وبيع حصص ملكية...

الربا أصبح حلال في تركيا ومصر والقادم أسوأ

الربا أصبح حلال في تركيا ومصر والقادم أسوأ

نعلم جميعا أن الربا محرم ليس في الإسلام فحسب بل حتى في الديانات الأخرى، فيما توصل الفلاسفة أمثال أرسطو بالعقل والمنطق إلى أنها مفسدة للمجتمع.

وقد تعرض اليهود وهم أكثر المنفتحين على هذه العادة المالية السيئة، إلى الكثير من العواقب التي نقلتها كتبهم الدينية بسبب الربا، لكنهم فسروا التحريم على هواهم، بالقول أن الربا محرم بين اليهود فقط وليس في معاملتهم مع الآخرين.

أما الإسلام فقد كان واضحا، ليس من خلال الأحاديث النبوية فحسب بل من خلال الآيات القرآنية الواضحة والتي لا تحتاج لأي تأويل أو تفسير مختلف.

الربا أبرز المهلكات السبع:

لقد حدد صلى الله عليه وسلم الموبقات بالحديث الشريف الصحيح حيث قال (اجتنبوا السبع الموبقات (المهلكات) قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).

تعد هذه المعاصي الأسوأ على الإطلاق وانتشارها في مجتمع معين يمهد لهلاكه، وقد توصل العلماء فيما بعد إلى خطورة الربا وهي المعصية الوحيدة التي أعلن فيها الله حربه على من يرتكبها.

جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله قال: يا أبا عبد الله، إني رأيت رجلاً سكراناً يتعاقر، بلغ به السكر أوجه، يريد أن يأخذ القمر”! سكران يقفز ليأخذ القمر! فقلت: “امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشد من الخمر” الرجل لما رأى المنظر تأثر، قال: “امرأتي طالق لو كان يدخل جوف ابن آدم أشد من الخمر، فما حكم امرأتي الآن؟ فقال له الإمام مالك: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد، فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك” مسألة ليست سهلة، طلاق المرأة، أو بقائها، “فأتاه من الغد، فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فلما أتاه قال له: امرأتك طالق، إني تصفحت كتاب الله، وسنة نبيه ﷺ، فلم أر شيئاً أشر من الربا؛ لأن الله أذن فيه بالحرب، ولم يحارب أحداً آخر.

وكانت آيات القرآن واضحة في هذا السياق، ولعل أكثرها تخويفا للمسلمين والمؤمنين هي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:278-280]

تزخر المنتديات والشبكات الاجتماعية بقصص لأشخاص اقترضوا لشراء سيارات أو منازل أو حتى تمويل مشاريعهم، وقد تحولت رحلتهم تلك إلى عذاب حقيقي.

نعيش في عالم الربا للأسف:

منذ عقود تم فصل الذهب عن العملات النقدية التي نستخدمها، من الدولار إلى اليورو إلى الريال السعودي والجنيه المصري الخ، أصبحت هناك عوامل هي التي تحدد أسعار الصرف، لعل أبرزها سعر الفائدة أو الربا.

ولهذا السبب تراجعت القوة الشرائية لكافة العملات، ولا تزال تتراجع مع طباعة النقود واستمرار العملية باستمرار، وما كنت تشتريه أمس بدرهم، لا يمكنك اليوم شراؤه بنفس الثمن.

لطالما سمعنا من آبائنا أن العملة في العقود الماضية كانت قوية وكان درهم واحد يأتي بوجبة كاملة، واليوم لا يأتي درهم بخبز واحد.

طيلة هذه السنوات يمحق الله الربا ويسحب البركة، وهذه هي نتيجة الربا، وقد تحقق حديث آخر للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم: “لَيَأْتِيَنّ علَى النّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى أحَدٌ إلاّ أكَلَ الرّبَا، فَإنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ”.

أصبح الحرام موجودا في حياتنا، حتى إن كنا لا نقترض ولا نقرض الناس بالربا، وهذا الربا يأتي من العملة نفسها، وأيضا هناك تأثير من التجار الذين يقترضون من البنوك لشراء السلعة ويبيعونها لنا.

ولا فرق بين بنك إسلامي وغير إسلامي، فكلها للأسف تحصل على السيولة من البنك المركزي، الذي يحدد معدل سعر الفائدة.

من تركيا إلى مصر: الفوائد البنكية حلال

كلنا نعلم أن الفوائد البنكية حرام، حيث إذا وضعت أموالك وقمت بتجميدها هناك، سيعمل البنك على استخدامها في أعمال تجارية، ومنها استثمارها في الأسهم والعقارات والأهم هو منح القروض للعملاء بفائدة، وفي النهاية يعطيك ربح هي الفائدة.

المشكلة ليست في أن تتعامل مع البنوك الربية بفتح حسابات فيها وادخار نقودك بها، لكن إذا خلطت بين الفائدة التي يقدمونها لك وبين رأس مالك.

قبل أسبوعين نشرت مديرية الشؤون الدينية (ديانت) التابعة لمكتب الرئاسة التركية فتوى تبيح للجوء إلى الربا في القروض الخاصة بشراء المنازل.

الخطوة واضحة دوافعها حقيقة، حيث يعاني قطاع العقارات في البلاد من ركود كبير، لذا تعمل تركيا على الترويج لشراء منازل هناك بشتى الطرق، منها الترويج للعقارات التركية في الخارج ومنها عن طريق وسائل اعلام معروفة مثل الجزيرة القطرية.

لكن فيما يبدو الإقبال ضعيفا، ترغب السلطات التركية في دفع الملتزمين من سكانها نحو الإقتراض لشراء العقارات عن طريق البنوك، ومن خلال قروض سكنية وعقارية خاصة.

قالت عالمة التمويل الإسلامي الإندونيسية، فوزية رزقي يونيارتي “من المرجّح أن تكون الفتوى موضوع نقاش ساخن لعدّة أسابيع أو أشهر.. سيتعيّن علينا أن نرى ما إذا كانت الفتوى ستزيد الرهن العقاري الإسلامي، إنني أفترض أن هذا هو السبب الرئيسي وراء إصدار مثل هذه الفتوى المثيرة للجدل.. ستقوي الذين يعارضون التمويل الإسلامي”.

أما في مصر فإن دار الإفتاء المصرية لها فتوى مشهورة منذ 2016 بعنوان “فوائد البنوك والتعامل معها” جاء فيها: “ليست الأرباح حرامًا؛ لأنها ليست فوائد قروض، وإنما هي عبارة عن أرباح تمويلية ناتجة عن عقود تحقق مصالح أطرافها، ولذلك يجوز أخذها شرعًا”.

أما الدكتور شوقى علام، مفتي الديار المصرية، فقال: “البنك لم يأخذ المال ليقترض من الأفراد.. ولكن ليدير هذا المال ويجريها في عملية إدارة يعطى من خلالها الفائدة للمواطن وبناء على ذلك لا ربا في هذه الحالة”.

وأضاف: “أنا أضع أموالى في البنك.. وأنا شخصيا إذا لم أجد أموال وترهقني الحياة ولم أجد شخصا يقرضني سألجأ إلى البنك للاقتراض”.

عالمنا نحو الأسوأ:

لطالما تم الترويج للنموذج الاقتصادي الإسلامي على أنه الحل، وأن الربا هي أساس المشاكل الاقتصادية والمالية التي يغرق بها عالمنا.

في الواقع حتى البنوك المركزية العالمية ومنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعملون على تخفيض سعر الفائدة إلى الصفر تقريبا، عندما تندلع الأزمة وهذا كخطة دفاعية يرغبون فيها على تشجيع الاقتراض وتوفير المال الرخيص للتجار وأصحاب الأعمال لصناعة رواج جديد.

أسعار الفائدة في الدول العربية والإسلامية مرتفعة بالفعل، وتشجيع الناس على الإقتراض من البنوك التجارية يزيد من التعثر في السداد وحالات الإفلاس.

للأسف لن تتوقف فتاوى اباحة الفوائد البنكية هذه عند الحدود التركية والمصرية، بل سنرى المزيد منها تأتي من دول إسلامية أخرى في الأيام القادمة، لذا ترقب الأسوأ.

إقرأ أيضا:

الربا أو الفائدة مشكلة خطيرة في برنامج انطلاقة للتمويل في المغرب

ما أشبه طرد آدم وحواء من الجنة بما يحدث مع آكل الربا

تنبؤ رسول الإسلام بانتشار الربا وعصر عبيد سعر الفائدة

دار الإفتاء المصرية تبيح الربا وتدفع الأبرياء إلى الهلاك

قصة الزكاة من عصر الأنبياء ثم الإسلام إلى عصر الربا وسعر الفائدة

سعر الفائدة أو الربا هي أكبر ديانة في العالم

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)